أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - لماذا حضر الخاسرون مأدبة طالباني ؟














المزيد.....

لماذا حضر الخاسرون مأدبة طالباني ؟


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3012 - 2010 / 5 / 22 - 14:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا احد من مثقفي وباحثي العراق، حتى ممن يُعدون من اشد المتحمسين والمناصرين للتجربة الديمقراطية العراقية ونظامها الوليد، يستطيع ان يدعي ان السياسيين في العراق الجديد يطبقون الديمقراطية ومبادئها ومتبنياتها بحذافيرها وكما هي معمول بها في العالم الغربي الذي تنتقل فيه السلطة من شخص الى أخر، عبر صناديق الاقتراع، خلال ايام لاتتعدى الاسبوع ان لم اقل ساعات.
ومع انه لا يغيب عن ذهني ان هؤلاء السياسيين، انصافا لهم، معذورون كل العذر في هذا الامر، فهم قد عاشوا في بيئة عربية غاطسة حتى اذنيها في عفونة الانظمة الشمولية التي تحصي انفاس مواطنيها، وهم لهذا لم يجربوا واقعيا مبادئ الديمقراطية ومفاهيم الانتخاب ومصطلحات التعددية السياسية والانظمة البرلمانية وفصل السلطات وحريات الصحافة والتعبير بل ظل العديد منهم يقرءها في ادبيات الاحزاب من غير ان يجد الفرصة الملائمة لكي يمارسها في بلاده .
وقد تسنى للشعب العراقي سقوط نظام صدام عام 2003 على يد القوات الامريكية الوصول الى تخوم الديمقراطية والتعرف على اشكالها والوقوف على معطياتها وتجسيد تمظهراتها وتجربتها على نحو عملي بعيدا عن التنظير والتحليل والدراسات التي لاتوجد الا في الكتب والابحاث التي كتبها بعض المعارضين لصدام حينما كانوا ينتقدون دكتاتوريته والاشكال والاليات التي كان يقود بواسطتها دفة الحكم .
وقد قام الرئيس جلال طالباني بدعوة الكتل السياسية " الفائزة" لحضور لقاء في قصر السلام يوم الخميس الفائت من اجل كسر الجليد السياسي في المواقف بين هذه الكتل السياسية و" خلق أرضية ملائمة للحوار وتبادل الآراء في جو يسوده التفاهم والحوار الجدي بين الكتل الفائزة للاتفاق على رؤى مشتركة وإيجاد آلية مناسبة حول تركيبة وطبيعة الحكومة المقبلة" كما نص على ذلك البيان الرئاسي الذي صدر الثلاثاء الماضي، وهي خطوة طيبة لــ" تعزيز المصالحة بعد انتخابات البلاد المثيرة للجدل " على حد تعبير الكاتب ستيفن لي ماير في مقالته المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في نفس يوم الاجتماع .
وليس من شك في ان مثل هكذا مبادرات يقوم بها قادة كبار بحجم جلال طالباني يمكن ان تساهم في تجسير الهوة السايكولوجية بين الفرقاء السياسيين وازالة الحواجز الحقيقية والوهمية بينها من اجل تشكيل الحكومة الموعود بها الشعب العراقي، لكن لاحظ الكثير من المراقبين حضور العديد من السياسيين للمأدبة ممن خسروا في الانتخابات البرلمانية التي جرت قبل أكثر من شهرين في حين أن اللقاء كان للقوى الفائزة في الانتخابات.
قد يعترض بعض من هؤلاء الخاسرين ليقول لنا بانهم استجابوا الى دعوة الرئيس جلال طالباني، ومن غير المنطقي ولا الاخلاقي ان لايستجيب لها، وعلى الرغم من عدم علمي بحيثيات وتفاصيل الدعوات الموجهة ولمن كانت بالضبط، الا هذا الجواب يتعارض مع البيان الذي صدر من المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية، الثلاثاء 18-5-2010 ، الذي جاء فيه" من المقرر أن يجمع فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني يوم الخميس القادم المصادف 20-5- 2010 قادة الكتل الفائزة ومجموعة من أعضاء هذ الكتل والقوى في قصر السلام ببغداد"، فالدعوة موجهة اصلا لقادة الكتل الفائزة، كما يشير البيان، وليس الى شخصيات سياسية خسرت الانتخابات وخرجت من سباقه ولم تصبح اعضاء في مجلس النواب.
وحتى لو فرضنا جدلا ان الرئيس طالباني قد وجه دعوات مختلفة لشخصيات وكتل سياسية خاسرة لحضور المأدبة، من منطلق كونه السياسي المخضرم المعروف بكياسته واخلاقه ودبلوماسيته العالية حتى مع المخالفين له في الافكار، فكان من الاجدر للكيانات السياسية ان لا تحضر معها بعض من شخصياتها الخاسرة التي لم توفق للحصول على ثقة الشعب العراقي بل تحضر ومعها الشخصيات الفائزة حتى يمكن ان يكون لهم الحق في الحديث عن مستقبل العملية السياسية وعملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة .
ان مبرر حديثي هذا يكمن في ان العملية السياسية في العراق لاتحتمل ان يكون للجميع رأي في تشكيلها والا لما كان بالامكان حدوث ذلك بعد عدة اشهر خصوصا مع وجود بعض من السياسيين ممن "يجر طول وعرض". فالانتخابات التي جرت قد افرزت اربعة قوائم كبيرة هي العراقية ودولة القانون والائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني وهي التي لها الحق، دون غيرها، ان تشارك في مشاروات تشكيل الحكومة المقبلة وآليات هذه العملية ومقتضياتها، اما ان ياتي الخاسرون الى الاجتماع من اجل ان يطالبوا بحصة او يكون لهم راي يتعارض مع راي الفائزين، فهذا امر غير مقبول ولامعقول، ولن يقود الى تشكيل الحكومة لا الان ولاغدا ولا بعد غد .
الرغبة في عدم حضور من خسروا في الانتخابات العراقية لا يتأتى من وهم التقليل من قيمتهم الشخصية ولايقع في مجال الاخلاق ومعطياته حتى يجد بعض منهم في مقالي غضاضة او ربما اهانة لهم، بل تنبع هذه الرغبة في حصر قضية تشكيل الحكومة باقل عدد ممكن من العناصر والشخصيات حتى يمكن ان تتكون هذه الحكومة باسرعة وقت وبجهد اقل، وهي حقيقة معروفة لاتحتاج لجدل اذ " ان الطباخين الكثر يفسدون عملية صنع الحساء " كما يقول المثل الشهير .
اننا نظن انه لايمكن لاحد الحق في الحديث، باي حال من الاحوال، عن تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ان كان هذا الشخص لم يحصل على مقعد في الانتخابات ولم يستطع ان يمثل مكونا او فئة من مكونات او فئات الشعب العراقي ، فهذه هي قواعد الديمقراطية وهذا هو الحال الذي ينبغي ان يكون الوضع الصحيح في عراق يسير بهداوة، وتحت الغام وتفجيرات الارهابيين، في طريقه نحو بناء دولة ديمقراطية فيدرالية .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيزيف حاضرا في لقاء المالكي– علاوي !
- انتصارات ساحقة للعرب بالحمص والفلافل !
- شيعة العراق ترحب بزيارة العريفي!
- مدارس طينية في عراق 2010 !
- لماذا تحتاج أمريكا لإيران ؟
- التيار الصدري....واعادة قراءة ذاته !
- زوجات لم ينتخبن ازواجهن !
- قناة الاسلام...تسيء للاسلام !
- رئاسة الوزراء تحت اقدام الامهات !
- حينما ينجح الشعب ويفشل السياسيون !
- اللامبالاة العربية ازاء الانتخابات العراقية
- الانتخابات العراقية....قائمة مغلقة بنهايات مفتوحة !
- التصويت لصالح... أم ضد !
- أخطاء معهد كارنيغي في قراءة الأزمة العراقية
- الأعلام الغربي وأزمة اجتثاث المرشحين !
- آخر طَبَعات التكفير الوهابي !
- الشخصية الرئاسية بين العراق ودول الوطن العربي !
- طارق الهاشمي وقضية نقض القانون !
- المتاجرة بدماء الصحفيين العراقيين !
- الظاهرة الحزبية في العراق الجديد !


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - لماذا حضر الخاسرون مأدبة طالباني ؟