أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الأعلام الغربي وأزمة اجتثاث المرشحين !














المزيد.....

الأعلام الغربي وأزمة اجتثاث المرشحين !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 15:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انشغلت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية، على وجه الخصوص، وكالعادة ، بقيام هيئة المساءلة والعدالة في العراق باستبعاد أكثر من 500 مرشح من خوض الانتخابات البرلمانية في السابع من شهر آذار المقبل لأسباب تتعلق بالانتماء لحزب البعث والأجهزة الأمنية والمخابراتية للنظام السابق، بالإضافة إلى تهم جنائية أخرى تتعلق ببعض المرشحين لهذه الانتخابات القادمة التي ينظر لها المراقبون على أنها ستكون لها تداعيات ونتائج مهمة وخطيرة على مستقبل العراق والمنطقة من جهة، ومستقبل وجود القوات الأمريكية في العراق من جهة أخرى .
ومن اللافت للنظر إن التغطية الإعلامية لقضية الاستبعاد، وطريقة كتابة خبر هذا الموضوع والتحليل الذي تبعه بعد ذلك، والقراءة السياسية لمضامينه، كانت غير موضوعية، وتفتقر للدقة والرصانة، وتفوح منها رائحة الطائفية على نحو مثير للانتباه والغرابة في نفس
الآن .حيث من المفترض، ومن الناحية النظرية، أن تلتزم هذه الصحف بالحياد لحين استجلاء الحقيقة ومعرفة حقيقة المستبعدين والأسباب الكامنة وراء ذلك، لا أن تطبل وتصفق بصورة طائفية " بغيضة "، عازفة على أوتار اشمئز منها الشعب العراقي وطلقها طلاقا بائنا لا رجعة فيه.
العزف الطائفي من قبل الصحف الأمريكية والبريطانية، خلال الأيام المنصرمة، على هذه القضية تم على مستويين، الأول على مستوى العناوين التي تحدثت عن قضية
الاستبعاد، حيث جاء في هذه العناوين ما يمكن أن يثير عدة أسئلة حول صياغته على هذا النحو الطائفي غير الموضوعي ولا النزيه.
حيث نقرا، مثلا، العناوين التالية :
Could a Ban on Sunni Candidates Imperil Iraq s Election? (TIME, Andrew Lee Butters, Jan. 19)
Sunni Iraqis fear disenfranchisement after hundreds of candidates banned (Washington Post, Leila Fadel and Ernesto Londoño, Jan. 19; A07)

وأما من ناحية المضمون، فنرى مثلا أن مجلة ال فورن بوليسي الأمريكية تقول، وعلى لسان سكوت كاربنتر وميشيل نايت، " انه تم استبعاد 500 مرشح اغلبهم سنة من الدخول في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في آذار من عام 2010" ، كما وصفت لز سلاي من صحيفة لوس أنجلس تايمز المبعدين بان" اغلبهم من السنة " ، أما وول ستريت جورنال فإنها، بعد أن قالت بأنه تم استبعاد قيادات سنية من الانتخابات، بينت بان هذا الأمر " يمكن أن يشعل فتيل حرب طائفية من جديدة قبل الانتخابات" .
وارى أن هذه التحليلات بعيدة عن الواقع والقراءة الصحيحة لطبيعة الصراعات والمجتمع العراقي، حيث انه من المستحيل بمكان أن تنزلق البلاد ثانية ،كما تعتقد هذه الصحف بواسطة محلليها وكتّابها، نحو الطائفية أو تأجيج أوار حرب جديدة بين السنة والشيعة كالتي أحرقت العراق في سنة 2006 و 2007 ، حينما تقاتلت المليشيات الشيعية مع تنظيمات سنية متطرفة ونتج عن هذه الحرب مئات الأرواح البريئة .
هذا التحليل والنتيجة التي يتخوف منها هؤلاء الكتّاب تستند إلى مقدمة غير صحيحة بُنيت عليها، وبالتالي لا يمكن أن تكون نتيجة أية مقدمة خاطئة إلا خاطئة أيضا، كما تصور ذلك لنا قواعد المنطق المعروفة في الاستدلال، فالمبعدين من الاجتثاث ليسوا سنة فقط بل هم شيعة أيضا، ناهيك عن أن الاستبعاد لم يكن مبني على أسس طائفية أو مذهبية، خصوصا أذا علمنا أن اغلب المستبعدين هم من الأحزاب العلمانية التي يكون نعتها بالسنية أو الشيعية أمر مغلوطا وبعيد عن الحقيقة، هذا إذا ما قلنا بأنه ينطوي على فهم خاطئ لمعنى كلمة العلمانية .
ثم إن هنالك أمر غاية في الأهمية لم أجد أحدا يركز عليه ولا حتى يشير إليه من قريب أو بعيد ، وهو أذا افترضنا جدلا أن المستبعدين محصور بعينة من السنة في العراق، وهو افتراض خاطئ وغير مقبول كما قلنا ، فهل أن هؤلاء المستبعدين يمثلون السنة ويحتكرون قراراتهم ويجسدون تطلعاتهم في العراق لوحدهم ؟ فضلا عن سؤال أخر يولد من رحم الجواب على السؤال الأول، وهو .. هل توجد شخصيات سنية أخرى في العراق لم تقم هيئة المساءلة والعدالة باستبعادها ؟ .
الإجابة على السؤال الأول أضحت واضحة ، فلا احد يزعم في العراق بما فيهم القيادات السياسية الشيعية أنهم يمثلون مكونهم الطائفي شيعة كانوا أم سنة ، ولا يمكن مطلقا تحت أي مبرر أو مسوغ أن يزعم احد انه يمثل السنة أو الشيعة في العراق ... وهذا ما يجعلنا ننتقل إلى جواب السؤال الثاني الذي ولد من نظيره الأول، حيث أن هنالك قيادات سنية كبرى لم تطالها أيدي المساءلة ولا تجرأت على المساس بها .
والأمثلة لدينا كثير وجليه ولعل أهمها الحزب الإسلامي العراقي، والشيخ احمد عبد الغفور السامرائي وهو رئيس ديوان الوقف السني والأمين العام لتجمع الميثاق العراقي، والشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب، وجماعة صحوة العراق برئاسة الشيخ ابو ريشة، وتجمع المستقبل الوطني للسيد رافع العيساوي، ومجلس إنقاذ الانبار برئاسة حميد الهايس ، والحزب الوطني الديمقراطي برئاسة نصير الجادرجي، وحاجم الحسني وعدنان الباججي، وعلي بابان، وتجمع أهل العراق بزعامة الشيخ خالد
البرع ، والحركة الدستورية وراعيها الشريف علي بن الحسين بن علي، وعبد مطلك الجبوري، والشيخ على حاتم السليمان الأمين العام لتحالف بيارق العراق ، وحزب العدالة التركماني بزعامة أنور حميد غني، وتجمع عشائر العراق بزعامة عمر الهيجل .
ونتيجة لهذه الحقيقة التي يبدو أنها تم تجاهلها من قبل الإعلام الأمريكي، يصبح من الخطأ بل الخطيئة اعتبار المستبعدين من الانتخابات منتمين إلى الطائفة السنية في العراق، فالأمر لا يتعلق بالطائفة ولا المذهب كما وضحنا آنفا في طرحنا أعلاه المبني على تحليل منهجي واقعي يصعب إنكاره تحت أي مبرر أو تفسير .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر طَبَعات التكفير الوهابي !
- الشخصية الرئاسية بين العراق ودول الوطن العربي !
- طارق الهاشمي وقضية نقض القانون !
- المتاجرة بدماء الصحفيين العراقيين !
- الظاهرة الحزبية في العراق الجديد !
- عجائب الحكومة العراقية السبعة !
- مشكلة السفارة الأمريكية المفاجئة في العراق !
- الكتابة بالدم العراقي !
- انجيلينا جولي تتبنى طفلة عراقية !
- بدلاً من الهجوم على البيشمركة…ارجعوا المهجرين !
- حركة حماس بين الزرقاوي وعبد اللطيف موسى !
- النرويج....نموذج للنقد الأوربي الشمالي للعالم !
- العراق ... سادسا.. في مؤشر الفشل العالمي !
- التضليل في عبارة - التحالف البعثي التكفيري - !
- من ورّط المجلس الأعلى ؟
- صعود آية الله مقتدى الصدر !
- التجربة الشيعية العراقية تتفوق على نظيرتها الإيرانية!
- هل تغيّر خطاب المالكي في لقاءه مع وول ستريت جورنال!
- لقاءات غير منشورة لصدام حسين مع ال( FBI )
- وثيقة سرية لخطة أمريكية للتحريض على غزو العراق


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - الأعلام الغربي وأزمة اجتثاث المرشحين !