أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مهند حبيب السماوي - التصويت لصالح... أم ضد !















المزيد.....

التصويت لصالح... أم ضد !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 12:47
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


أيام قليلة تفصل العراقيين عن إجراء ثاني انتخابات برلمانية عامة في تاريخ العراق السياسي المعاصر والحديث ، حيث لم يشهد هذا البلد، الذي ذاق شعبه ويلات الحكم الديكتاتوري الشمولي مئات السنين، أي ممارسة ديمقراطية نزيهة شفافة تضفي إلى تشكيل حكومة وطنية يشعر المواطن أنها تمثله وتجسد همومه وتطلعاته وأحلامه التي تطايرت ِشانها شان حلم جميل أجهض قبل أن يصل به صاحبه إلى النهاية .

وقد وضع العراق، في عام 2005 وبعد حوالي سنتين من سقوط نظامه السابق، قدمه لأول مرة على جادة الديمقراطية عبر قيامه بأجراء أول انتخابات برلمانية، بالرغم من أن هذه الانتخابات قد تحكمت بها، لأسباب تاريخية وطائفية وديموغرافية، هواجس دينية ودوافع قومية وتداخلت فيها أياد خارجية وقوى إقليمية ودولية حاولت فرض إرادتها على الناخب العراقي ورسم ملامح الدولة والحكومة الجديدة القادمة فيها التي تشكلت، بعد مخاض عسير أن لم أقل دام، بالتوافق المبني على أساس المحاصصة الطائفية والفئوية والحزبية.

ونتيجة لهذه الخيارات التي اتخذها الناخب، فقد شهد البرلمان العراقي دخول بعض الأشخاص من غير المؤهلين لخوض هذا المعترك السياسي ومواجهة الأزمة التي أعقبت سقوط الدولة وانهيار النظام السياسي العراقي بعد تداعي نظام البعث وانهياره المفاجئ في عام 2003 ، فهذه الأزمات التي عصفت بالدولة العراقية والتحديات التي واجهتها والمتمثلة بقوى الارهاب والفساد والتخلف والارث الصدامي الجسيم ، تتطلب رجالات دولة أكفاء يمتازون بالنزاهة والوطنية ، ولا أظن انه يمكن لأحد أن يدعي ويقول بان انتخابات عام 2005 قد أفرزت برلمانا يتصف جميع أعضائه بهذه الصفات، خصوصا بعد أن شاهد الشعب العراقي أن الكثير منهم يفتقر للعديد من المتطلبات التي ينبغي أن تكون لدى السياسي .

وعلى نحو مشابه تقريبا، لما ذكره غوستاف لوبون في كتابه الشهير"عصر الجماهير" حينما قال أن " دخول الطبقات الشعبية إلى الحياة السياسية وتحولها التدريجي إلى طبقات حاكمة تمثل أحدى الخصائص الأكثر بروزا في مجتمعنا، عصر التحول"، كان دخول العديد من الطبقات الطائفية والحزبية، وهي ترادف الشعبية عند لوبون ، إلى البرلمان العراقي نتيجة تصويت وقرار الناخب العراقي الذي عانى من ذوبان الشخصية الفردية وغرق معالمها وذبح قرارها الفردي وبالتالي توجيهه باتجاه واحد تنطمس فيه معالم الارادة الواعية وتتداعى فيه الرؤى العقلانية القادرة على كشف وتحليل الوقائع وكشف حقيقته.

ولهذا لم تكن الهوية الوطنية هي العامل الجوهري الحاسم المتحكم في أتجاه التصويت الجماهيري في العراق، بل تراجعت هذه الهوية الاساسية التي من المفترض ان تتشكل على اساسها الدولة الحديثة، لصالح تصاعد ونمو هويات ثانوية طائفية واثنية انفعالية ما لبثت بعد مدة من تحكمها وتسلطها على المشهد السياسي العراقي الا ان تقيئها أصحابها وقذفوا بها بعيداً عن ساحتهم بعد أن اتضح وانكشف لهم أنهم قد أخطئوا في قراراتهم التي اتخذوها في التصويت لصالح تلك الهويات الثانوية .

ويظهر إن الناخب العراقي الآن على درجة جيدة من الوعي بعد أن ذاق مرارة الاستقطاب الطائفي والقومي ونتائجهما الكارثية على المشهد السياسي العراقي وعلى مؤسسات الدولة التي سيطرت على بعضها أحزاب فئوية وطائفية ، وأصبح، لزاما، على السياسي العراقي الذكي أن يدرك العقلية والسيكولوجية المتحكمة بالناخب العراقي الذي سيصوت له أو لغيره في السابع من شهر آذار المقبل .

أن فهم نفسية الإنسان لابد أن تقوم، وفقا لنظرية عالم النفس الشهير اريك فروم وأتباع مدرسته، على فهم حاجاته النابعة من ظروف وجوده . وبالنسبة للمواطن العراقي فان حاجاته تغيرت وقناعاته تبدلت وقراراته تمحورت الآن حول مسارات أخرى ، فلم يعد يركز على نفس الهويات والعوامل الثانوية التي شكلت رؤيته وخياراته في انتخابات 2005 بل أصبح يرنو نحو أهداف ويتطلع باتجاه مسالك، ويسير وفقا لمحركات نفسية وسياسية تختلف عن رؤاه السابقة التي اعتبر الكثير منها الآن، بعد أن ذوت تلك الحماسة الطائفية التي غرق بها، طفولية وتفتقر إلى النضج السياسي .

وللكيانات الحزبية، في دعايتها الانتخابية، الموجهة الى الناخب العراقي ، أساليب وطرق يتم، من خلالها، استقطاب الناخب العراقي نحو هذا البرنامج الذي يتبناه هذا الكيان بطريقة التصويت لأفكار يقول بها وهو ما يمكن أن أسميه بالتصويت الايجابي، أو يحض السياسي الناخب على التصويت ضد أيديولوجيات معينة تتجسد لدى كيانات أخرى وهو التصويت الذي أطلق عليه لفظ التصويت السلبي ، أو يقوم الكيان بالمزج بين هذين النوعين من التصويت مع الأخذ بنظر الاعتبار التركيز على احدهما وجعل الأخر هامشي وغير محوري .

ويغلب على الكيانات السياسية الداخلة في العملية السياسية والتي تتشكل منها الحكومة او ما يمكن أن أسميه اليمين السياسي ،أن تحث الناخب على التصويت الايجابي عبر الحديث عن أفعال وبرامج الحكومة وما قدمته للشعب وهذا ما يمكن ان نراه بوضوح في ائتلاف دولة القانون الذي يترأسه السيد نوري المالكي حيث نجد أعضاء الائتلاف يتغنون بالوضع الأمني الذي انتقل في فترة تولي المالكي الحكم الى وضع أفضل من نظيره أبان حكم رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري. أما الكيانات السياسية التي تتخذ موقفا معارضا من الحكومة وسياستها وطريقة تعاملها أي ما يمكن أن نسميه اليسار السياسي ، فإنها تحث الناخب وتعبئه على التصويت السلبي من خلال الحديث عن مزالق سياسات هذه الحكومة والأفكار المضادة لها وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج في الوقت الراهن أو المستقبل.

ولكل من التصويت الايجابي والسلبي جوانب مضيئة ومظلمة، فالتصويت الايجابي يجعل من صاحبه يتناسى الجوانب السلبية لهذا الكيان السياسي الذي سيبصم له ، ففي غمرة ونشوة الحديث عما يؤمن به الكيان وما قام به لا يبقى أي مجال للحديث عن اخطاء الكيان ومثالبه وما يمكن ان يشكل نقاط سوداء في أدبياته .واما التصويت السلبي فلا يخلو من أخطاء جمة ايضا، حيث يتناسى صاحب الكيان السياسي برنامجه وأفكاره ويصبح كأنما لا شخصية ولاوجود مستقل له وانما وجوده مرتبط بنقد الآخرين وتبيان وكشف الجوانب التي يعتبرها غير صحيحة من غير ان يقدم حلولا للمشكلات او يثبت للناخب انه سوف لن يرتكب مثل هذه الاخطاء التي ينتقد بسببها خصمه .

وليس في نيتنا البتة تحديد تلك الكيانات التي ينبغي للناخب العراقي أن يعيّنها كخيار له،فالقرار قراه وهو أدرى واعلم، مهما غيب البعض عقله، بمن يستحق الانتخاب ممن لا يستحق حتى النظر في لافتاته الانتخابية .



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء معهد كارنيغي في قراءة الأزمة العراقية
- الأعلام الغربي وأزمة اجتثاث المرشحين !
- آخر طَبَعات التكفير الوهابي !
- الشخصية الرئاسية بين العراق ودول الوطن العربي !
- طارق الهاشمي وقضية نقض القانون !
- المتاجرة بدماء الصحفيين العراقيين !
- الظاهرة الحزبية في العراق الجديد !
- عجائب الحكومة العراقية السبعة !
- مشكلة السفارة الأمريكية المفاجئة في العراق !
- الكتابة بالدم العراقي !
- انجيلينا جولي تتبنى طفلة عراقية !
- بدلاً من الهجوم على البيشمركة…ارجعوا المهجرين !
- حركة حماس بين الزرقاوي وعبد اللطيف موسى !
- النرويج....نموذج للنقد الأوربي الشمالي للعالم !
- العراق ... سادسا.. في مؤشر الفشل العالمي !
- التضليل في عبارة - التحالف البعثي التكفيري - !
- من ورّط المجلس الأعلى ؟
- صعود آية الله مقتدى الصدر !
- التجربة الشيعية العراقية تتفوق على نظيرتها الإيرانية!
- هل تغيّر خطاب المالكي في لقاءه مع وول ستريت جورنال!


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مهند حبيب السماوي - التصويت لصالح... أم ضد !