أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر عبدالله صابر - الرحيل المر لسكر














المزيد.....

الرحيل المر لسكر


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 22:05
المحور: الادب والفن
    


اه يا سكر كم سببت من وجع ومن حزن لنا .... تا الله ان فراقك المفاجيء المفجع قد اغصنا بغصة ما بعدها غصة
سكر يا اجمل الطيور واحلى المخلوقات لا زلت غير مصدق انك رحلت بكل صمت الدنيا المطبق .. أه ه.
لقد بكيناك جميعا هذا الصباح وخصوصا حبيبتك الغالية ابنتي لولو التي غصت بالدمع وهي غير مصدقة انك جثة هامدة لا تتحرك بعدما كنت تملا نفسها وانفسنا بالبهجة والمرح وأنت تتحرك في ارجاء البيت بخفة بشيطنة .
لا زلت اتذكرظهيرة ذلك اليوم حينما جئت اصطحب ابنائي من المدرسة عائدين الى البيت ... عندها نظرت الي لولو بخبث وقالت لي : ابتاه هل بأعطائي دينار واخد فقط !! بدون ان ان تسالني لماذا
.. وحينما رجعت الي قالت : ابتاه لك عندي مفاجأة سارة وارجو الا تغضب فلقد اشتريت كتكوتا ( صوص ) صغيرا لأربيه في بيتنا وسأسميه سكر .

لا زلت اتذكر اننا جميعا احببنا سكر الذي كان بحجم قبضة اليد وعشقنا صأصاته (صوصوته) .... وبعدها بمدة اسبوع قال لي ابني مهند : ابتاه ان سكر يحتاج لمن يؤنسه في وحدته فليس مستحسنا ان يبقى وحيدا ... اقتنعت برأي مهند وذهبنا من فورنا واشترينا كتكوتا اخر اسميناه لوز ...

عاشا ( اي سكر ولوز بهناء ونعيم ) وكانت زوجتي تهتم بهما اهتماما فائقا وتراقب حركاتهما وتتأكد من اكلهما وشربهما ... لقد اندمجا مع بعض جيدا

لا زلت مسترسلا في ذكرياتي : ( يا الهي سيل من الذكريات القريبة التي لا تنتهي الا بانبثاق دموعي رغما عني ) كيف اصبحنا حينما نذهب للنزهة يوم الجمعة ناخذهما معنا بصندوقهما الكرتوني الذي يحوي الماء والطعام .. كانا ينطنطان ويصوصوان ويلعبان مع ولدي بكل خفه ونشاط .... كم كنت استمتع انا وزوجتي ونحن نشاهدهما ( أي المرحوم سكر ولوز ) حينما يلاحقان لولو اينما سارت... لقد بذلت زوجتي كل جهدها في العناية بهما والسهر عليهما
امس ليلا اقتربت زوجتي مني واخبرتني ان سكر لانشاط له ويبدو خاملا فطمأنتها انه لا بد ان يكون ذلك بسبب امتلاء معدته!!! .... واصبحنا نراقبه طوال الليل حتى استسلمنا للنوم
وفي الصباح الباكر صحوت على همس ما بين زوجتي ولولو وهما تنتحبان وتشرقان بالدموع
وحينما سالتهما وانا انزع النعاس عن مقلتي باضطراب : ويحكما هل حدث مكروه لسكر ؟؟ اجابتا بعويل يقطع نياط القلب : انه ..انه جثة هامدة
انا ( وكلي فزع وحزن ): ولوز ما هي حالته
لولو باكية : ابتاه ان لوز يصاصا ( يصوصو) بكل اسى وحزن الدنيا .... يا الهي لكم هو مفتقد رفيقه!!!!!
لك الرحمة يا سكر !كم تتملكنا الكآبة ونحن نرنو باسى الى مكانك الخالي !!!أه كم نشتاق لصوتك وحركاتك ... برغم قصر المدة التي عرفناك بها الا ان رحيلك ادمانا ومزق قلوبنا
ملاحظة : هذه القصة حقيقية مائة بالمائة وابطالها هم كاتب هذه المقالة وعائلته ولوز والمرحوم سكر







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العثور على السورة المفقودة _ المحشش
- أنا .... والقمص زكريا
- ما اثقل ذلك المساء .. على محمود
- ألأنجليز ..... هم مبعث دهشتي
- زيارتي الى الحجاز ...في ظرف غير عادي 4
- فارس الحيران.. وبلبله السكران
- زيارتي الى الحجاز .. في ظرف غير عادي 3
- النبي الرؤوف العطوف ابراهيم ...أبو ألأنبياء
- زيارتي الى الحجاز ... في ظرف غير عادي 2
- زيارتي الى الحجاز .. في ظرف غير عادي 1
- ألأول من نيسان!!!! ... جرح متجدد
- أن الجميل يحب كل شيء جميل
- ألم ..... وندم
- القمة العربية .... وأنهيار المبنى
- رويدك......... يا أبن العم
- رابطة العيش المشترك
- ايها المسيحي الموصلي .. هل لك قبيل الرحيل ان تسمعني ؟؟؟
- أنا معجب.... بفيلدرز
- رسالة الى..... امرأة مسلمة
- الكنز المزعوم والدين الموهوم والعقل المعدوم


المزيد.....




- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...
- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادر عبدالله صابر - الرحيل المر لسكر