أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - زيارتي الى الحجاز ... في ظرف غير عادي 2














المزيد.....

زيارتي الى الحجاز ... في ظرف غير عادي 2


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 22:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت قد اخبرتكم انفا بقصتي الغريبة حتى وصلت الى اللحظة التي هبطت بها على الأرض بعدما كر الصاروخ راجعا !!!!! بدأ لحظتها كل شيء غريبا وموحشا وغاية في الفظاعة والشناعة والبشاعة ... الجو كان حارا وجافا وقانطا ومغبرا حتى كدت اموت اختناقا.... توجهت فورا استظل تحت شجرة نخيل برية يتيمة في عرض الصحراء الموحشة ....جلست متوحدا مبتئسا نادما على تفريطي بهنائي وسعادتي في سبيل فكرة غريبة الأطوار .. تحت شجرة النخيل اليتمية هناك جلست وبكيت وتركت العنان لدموعي تذرف مدرارا ( تذكرت قصة باولو كويلو الرائعة : على نهر بيدرا هناك جلست فبكيت ) وندمت حيث لا ينفع الندم ...شعرت لوهلة من الوقت وكأنني لست انا محمد الحلو بل شخص اخر وأصبحت ذكرياتي عن عالمي الحقيقي المعاصر وكأنها احلام بعيدة هلامية تتباعد وتتلاشى ... بالحقيقة كدت افقد عقلي وأجن ...أخرجت من زوادتي علبة جعة ( بيرة هننغرالألمانية ) مثلجة وجرعتها مرة واحدة عن بكرة ابيها لأطفيء حرارة الجو وحرارة تفكيري الجنوي (ذكرتني علبة البيرة بما مضى وأنقضى ).... تمددت تحت الشجرة وسرعان ما غفوت ولم استيقظ الا على صوت افزعني وارعبني .. كان صوت أجش لرجل اشعث كث اللحية ومنفوش ومنكوش الشعر مرتديا أسمال رثة (واضح جدا انه راعي لبضعة ابل ) يصرخ بي ان استيقظ بينما يهزني بيديه الجافتين ناعقا : هيا ايها الغريب !!! هيا !!! من انت ؟؟؟ ولم تبدو غاية في الغرابة ؟؟ وما هذه الأسمال العجيبة التي ترتديها ؟؟؟ هل انت أنسي ام جني ؟؟؟؟
تطلب مني الوقت فترة من الزمن حتى اعي وأدرك من انا وماذا افعل ؟؟؟( بالطبع كنت هيئت لنفسي سابقا أن ارد على مثل هذه الأسئلة !!!) فقلت له وأنا متثاقل الجفنين اثر النعاس : انني قادم من بلاد الروم يا اخا العرب لكن تاهت بي السبل حتى رمتني في دياركم العامرة
هو ( مندهشا ومتشككا ) لكنك ايها الغريب لا تبدو روميا وأنت تتكلم لغة قريش بطريقة شاذة وغير مطروقة ؟؟؟ اخبرني كيف وصلت الى هنا وأنت لا تمتلك دابة ؟؟؟
أنا : نعم يا اخا العرب فلقد تربيت عند بني الأصفر (أي الروم ) منذ نعومة اظفاري حيث كان والدي يعمل بحارا على سفنهم!!! اما بخصوص دابتي ( حصاني ) فلقد سلبه مني قطاع الطرق !!!
هو (ولا زال ينظر الى وكأنه ينظر الى دابة غريبة ): الى اين تنوي المسير ايها الغريب ؟؟؟فقد استطيع ان ادلك ؟؟؟
أنا (وقد استبشرت خيرا ): هل لك ايها الشهم ان تدلني كيف الوصول الى مكة (كنت اظن انني سأكون في مكة في العام 610 وهو العام الذي سيعلن فيه محمد نبوته وطبعا كنت قد اخبرتكم انني اطمح ان اكون من اوائل المصدقين لرسالته )فانا سمعت بان ابو طالب ( عم محمد ) هو رجل سيد في قومه ويستطيع ان يحل لي مسألتي
هو (مستغربا ) : ويحك يا رجل ؟أن ابو طالب قد مات منذ زمن!!!!
أنا ( ملتاعا ومندهشا ) : لا يمكن ذلك فأن وقت وصول الصاروخ يتزامن مع انبعاث محمد!!! وأبوطالب وقتها يكون حي يرزق!!!!
هو : أيها الغريب :لا شك بأنك ذي جنة ( اي مجنون ) !!!!عن اي صاروخ تتكلم ؟؟؟ لقد مات ابو طالب منذ اثني عشر عاما... على العموم انت قريب من مكة وبأستطاعتك ان تصلها مشيا على الأقدام خلال ثلاثة سويعات...
تركني هذا الر اعي مؤثرا السلامة لأنه بقي متخوفا من منظري ومتحوطا من احتمالية ان اكون جنيا !!!!
لقد اصابتي صدمة !!!أذا كان ابو طالب متوفيا فهذا معناه ان الصاروخ قد تأخر بوصوله 12 ثانية ( كان الأمريكان اخبروني ان كل ثانية تعادل عشر سنوات ) أو ان الأمريكان الملاعين كانوا يريدونني ان اعايش الفترة المدنية ( نسبة للمدينة المنورة _ يثرب _ )... حزنت وتأسفت على فوات فرصة ان اكون من اوائل المؤمنين ...
مشيت سائرا على قدمي لمدة ثلاثة ساعات حتى اشرفت على مكة ( يا الهي ما اغرب المكان وما اشد غربتي !!! كانت مشاعري يتنازعها الفضول والحيرة والندم
وعندما وصلت مكة هالني وراعني ما رأيت !!!!! رأيت أناسا يصرخون ويولولون ونساءا يشدن شعرهن وينثرن الرمل على رؤوسهن !!! وصراخ يصل لعنان السماء....وما هي الا لحظات حتى رأيت اربعة عبيد يحوطونني كما يحيط السوار بالمعصم ويقودونني مكبلا مخفورا الى خيمة كبيرة في منتصف البلدة (كنت مندهشا ومنشدها ومرتعبا بحيث لم يعطونني الفرصة لألتقط انفاسي المتلاحقة.....
في تلك الخيمة كان يجلس اناس كثيرون بملابس غريبة متنمطقين سيوفهم والشرر يتطاير من اعينهم والغضب يطل من ملامحهم
كان هناك رجلا وقورا مهيبا اشار علي ان اتقدم اليه وسألني عن كنيتي فقلت له أن اسمي محمد الحلو
فقال لي بصوت زاعق وكأنه هزيم الرعد( والجميع ينظر الى بعيون متقادحة الغضب ) : لعنتك الالهة يا محمد فأن أسمك هو نذير شر... أخبرني من قوم انت يا صاحب الهيئة المضحكة ؟؟؟
فقلت له كما قلت لذلك الراعي بانني غريب يعربي من بلاد الروم ... وعندما شرحت لهم ظروف ضياعي وكيف سطا قطاع الطرق علي وسلبوا مني جوادي وزادي .,,, أطمئنوا الى كلامي وبعد ذلك طلبوا احضار الماء الزاد الذي عافته نفسي ( لكنني كنت جائعا )
سالت كبير القوم بخجل وأستيحاء : لماذا اراكم متكدرين وغاضبين وارى النساء يصرخن ويبكين ؟؟؟
فقال لي بحزن وكبرياء والدموع تترقرق في عينيه : أبيت اللعن ايها الغريب لقد اتينا لتونا من منطقة بدر حيث خضنا معركة هناك مع قريب لنا هناك اصبح قاطع طرق يحاول جاهدا السطو على قوافلنا !!!! في هذه المعركة يا ولدي خسرنا سيد من قومنا وهو عمرو بن هشام ( ابو جهل ) وغيره العشرات عد عن سبعين اسيرا( فهمت لحظتها ان المتكلم هو ابو سفيان )
اصبح الجميع يهمهم ويتوعد بالأنتقام وينذروا بالويل والثبور وعظائم الأمور لمحمد وعصبته
أنتهى الجزء الثاني وأنتظروني في الجزء القادم حيث سأتلو عيلك بما لا يخطر ببال وبما هو اغرب من الخيال



#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارتي الى الحجاز .. في ظرف غير عادي 1
- ألأول من نيسان!!!! ... جرح متجدد
- أن الجميل يحب كل شيء جميل
- ألم ..... وندم
- القمة العربية .... وأنهيار المبنى
- رويدك......... يا أبن العم
- رابطة العيش المشترك
- ايها المسيحي الموصلي .. هل لك قبيل الرحيل ان تسمعني ؟؟؟
- أنا معجب.... بفيلدرز
- رسالة الى..... امرأة مسلمة
- الكنز المزعوم والدين الموهوم والعقل المعدوم
- ألمانيا .. ألمانيا
- يا أهل الحوار المتمدن ... أحبكم .. أحبكم ... لكن
- كفاكم تجارة بالهم والدم الفلسطيني
- نظرية المؤامرة ألأزلية ... على العروبة والدين
- العدل والمقدرة .... من صفات الله
- شعبله غاضب ....يا عبالرحمن البحراني
- وبالشكر .... تدوم النعم
- رسالة عتاب ... الى الله
- النبي شعبله ...مجددا لدين الأسلام


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادر عبدالله صابر - زيارتي الى الحجاز ... في ظرف غير عادي 2