ولنا في اليابان وامريكا اسوة

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 21:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

استبشرنا خيرا بأنفتاح العراق على العالم في المجال الجوي . واستبشرنا اكثر بأنطلاق التعاون بين العراق وبريطانيا , وانطلاق اول رحلة منذ اكثر من 30 عاما . انه تطور عظيم في مجال النقل الجوي يحققه العراق . وحسنة تحسب لصالح وزارة النقل العراقية . ولكن في تطور خطير لم يكن لا على البال وعلى الحسبان . قامت الخطوط الجوية الكويتية بأحتجاز الكابتن ( كفاح حسن ) مدير الخطوط الجوية العراقية في العاصمة لندن , ولايزال محتجزا الى ساعة كتابة هذه السطور . والذي أثار عنفواني كعراقي , ووفتح شهيتي ككاتب , ودعاني لكتابة هذا الموضوع , اضافة الى هذا التظاهرة التي نظمها الموظفين في الخطوط الجوية في مطار بغداد , احتجاجا منهم على الاجراءات الاستفزازية من قبل الجانب الكويتي . التي اصدرت امرا قضائيا بحجز احد زملائهم
هذه الحادثة واحدة من عشرات الحوادث والتجاوزات التي تمارسها دولة الكويت بحق المواطنيين العراقيين من جانب , وبحق سيادة العراق ارضا وسماءا من جانب اخر . بدءا من دخولهم الى العراق في ساعات السقوط الاولى واحراقهم العديد من البنايات المهمة في بغداد ( حسب شهود عيان ) مرورا بسرقة عشرات الكيلوا مترات من حدودنا وارضينا . وليس انتهاءا بالاعتداء على الصيادين العراقيين في مدينة البصرة . واخرها احتجاز السيد ( كفاح حسن ) . يبدوا ان الاخوة الكويتيين اصحاب ذاكرة جيدة , وتأبى ذاكرتهم ان تنسى تلك الايام السوداء . التي لم يكن للشعب العراقي اي ذنب فيها . انما حالهم كحال الكويتيين استقيظوا في صباح ذلك اليوم المشؤوم وهم يشاهدون جحافل النظام تجتاح جارتهم الكويت . ولقد تلاه الكثير من بيانات الاستتنكار والادانة وخروج عشرات المظاهرات من قبل الجاليات العراقية وابناء المعارضة في الخارج ضد هذا الاجتياح . كما كان في الداخل موقف المرجعية الدينية والمتمثلة انذاك بالمرجع الديني الكبير السيد ( ابو القاسم الخوئي ) حيث اصدر فتوى بتحريم دخول ارض الكويت او الصلاة فيها او سرقة الاموال والممتلكات , وحرمة شراء السلع الكويتية . ثم انني اتسائل ماذا كان يمثل النظام بالنسبة للكويت ؟ قبل ايام قلائل كان احد ابرز حلافئها , وكانت تمده بالمال والسلاح بكل ما اوتيت من قوة لضرب لضرب ايران . وكانوا هم من قدم اعتذارا رسميا الى الايرانيين وقادتهم , لمساعدتهم صدام اثناء حربه ضدهم . اذن كان صدام احد اهم حلفاء الجارة الكويت , والصديق الحميم لهم , فما ذنب العراقيين , وما ذنب كفاح حسن , وما ذنب ذلك اللاعب العراقي الذي اراد الانظمام الى احد الاندية الكروية فخرجت مظاهرات ترفض ذلك , وقد صرح اللاعب بأن عمره كان عشر سنوات في ذلك الوقت . هل يستطع الجانب الكويتي القول بأن " كفاح حسن " وذلك اللاعب قد دخلا ارض الكويت وسرقا ونهبا . هل يستطيع النائب ( ابو رمية ) الذي صرح قبل فترة بأن 80 % من الشعب العراقي شارك بالغزو وسرق وقتل واغتصب , ان يثبت للعالم بأن هذا الكابتن او هذا اللاعب قد اشتركا في اجتياح الكويت
لقد مر اكثر من 20 عاما على ذلك الحدث , يجب ان يفهم الجيل القادم من العراقين والكويتين ان ما فعل بالكويت كانت جريمة من جرائم صدام وليس للعراقيين اي تدخل فيها . ثم دعونا نأخذ من العالم عبرة , ولتكون التجربة الامريكية اليابانية على سبيل المثال خير حل نستطيع بها انهاء هذا الملف بين الجارتين , فالجميع يعرف ان امريكا فعلت ما فعلت باليابان من قصف بالقنبلة النووية وغير ذلك , ولكن بمرور الزمن اصبحت العلاقة جيدة بين الدولتيين وبنيت على مصالح تجارية واستثمارية , والى يومنا هذا يوجد المئات من الجنود الامريكان على الاراضي اليابانية , علما انهما لا يجمعهما اية اواصر معينة . فكيف بالعراق والكويت حيث تجمعنا عدة اواصر ( الدين والمذهب واللغة والتقاليد والتاريخ ) على الجانبين وبالخصوص الجانب الكويتي ان يطهروا عقول وقلوب ابناءنا تجاه هذا الموضوع , ولنسعى بأنجاح هذه التجربة بيينا

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل