معتقدات تطورية

ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 17:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

سؤال : لماذا لا يتطور الكلب أو القرد أو أى حيوان , حتى يصل إلى البشرية , ما دام الإنسان أصله حيوان ؟
ويمكن طرح السؤال بكلمات أخرى : لماذا , إذا وفرنا ظروفاً معينة لا يتطور أحد القرود أو حيوان ما و يصبح إنساناً ؟ حتى أرد على هذا السؤال , يجب أن نتصور تطور الكائنات الحية مثل الشجرة بداية جزعها هى الكائنات الوحيدة الخلية التى تفرعت إلى فرعين كبيرين . النبات بفروعه ( البروتوفيت ) , والحيوان بفروعه ( البروتوزوئير ) , وتفرع كل فرع و تشعب حتى أعطى كل أنواع الكائنات التى نعرفها الآن , والتى انقرضت و احتفت من قديم الزمان . و أحد فروع القمة هو الإنسان .
إذا أخذت كلباً و علمته و ادخلته مدرسة النتفوقين و اعطيته أجهزة متطورة و أحضرت له أكفأ المدربين , هل هذا الكلب يصبح هو أو أحد أفراد نسله إنساناً ... كلا ... لماذا ؟ لأن التطور يحدث فى النوع نفسه , بمعنى أنه سيكون كلباً متطوراً, ولكنه لا يتحول إلى قرد أو إلى إنسان . فالتطور له اتجاه معين إلى الأمام , ومن المستحيل أن أجعل هذا الكلب يعود إلى الخلف فى سلسلة التطور إلى حيث حدث التفرغ فى مرحلة سابقة فى مفترق الطرق , حيث كان حيواناً , وتطور فأخذ فرع منه صورة الكلب , و الفرع الآخر صورة القرد . فمن المستحيل أن يعود الكلب ملايين السنين إلى الخلف ليكون على الشكل الأول الذى كان عليه أسلافه ليبدأ من جديد رحلة أخرى من التطور إلى نوع آخر من الكائنات .
ومع ذلك , قد يحدث هذا , إذا نشأ طفل بشرى فى وسط قرود أو ذتاب . و أعتقد أن ذلك حدث فى الهند حيث أطلقوا عليه اسم (( الطفل الذئب )) , فقد وجدوا طفلاً تربى مع الذئاب , فظل على مستوى من الذكاء و من القدرة على التعلم منخفضة جداً , لأنه وجد فى سن الثامنة , وقد حاولوا أن يعلموه النطق و الكلام و الحياة الاجتماعية , لكنهم فشلوا , وظل طول حياته على مستوى حيوانى . لذلك يمكن القول بأن التربية الاساسية تكون فى الطفولة المبكرة فى السنوات الخنس الأولى من حياة الطفل . ومن هنا تتقدم أهمية دور التربية فى المنزل على التربية فى المدرسة .

#ماريو_أنور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل