أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - ( خذنى و كلنى ) فن التطور الإنسانى














المزيد.....

( خذنى و كلنى ) فن التطور الإنسانى


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 08:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك قصة صغيرة سنجد فى أحداثها تلخيصاً لفكرة التطور , وهى تبدأ بنبته صغيرة تنمو على قمة هضبة شعرت ذات يوم بالجوع , فألقت بجدذرها إلى وسط التربة للبحث عن بعض المواد الغذائية التى تنمو عليها , فصادفها جزىء من التربة , وفكرت فى امتصاصه , ولكنها ترددت قليللاً , وقالت فى نفسها : كيف تسمح لى أنانيتى بأن آخذ هذا الجزىء و أدخله فى جسمى لأستغله فى بناء ذاتى , فأى ذنب له , وصارحت النبته جزىء التربة بذلك , ولكنه قال لها : كلا فأنت محتاجه إلى و أنا بدورى سوف أكون سعيدً جداً حين أدخل جسمك و أذوب فى كيانك . لست سوى جماد , ولكن إن أنت تناولتنى سأتحول إلى حياة , وكل أمنيتى أن أكون جزءاً من كيانك . فبدلاً من أن تتركينى فى عالم المادة , أفضل أن أخضع لشريعة جديدة هى شريعة الحياة . سأنطلق معك فوق سطح الأرض , وأرتعش مع نسمات الريح فى الصباح , هيا خذينى و كلينى .
وحدث أن مر خروف صغير بجانب هذه النبته , فاقترب منها , وخطر له خاطر أن يلتهمها فهو يشعر بجوع شديد , ولكنه فى اللحظات الأخيرة تردد و خاطبها قائلاً : أيتها النبته الجميلة , لقد فكرت فى أن أسد جوعى بك , ولكن ما ذنبك أنت , فلأتركك لتعيشى حياتك مستقلة تستمتعين بالشمس و الهواء . وسمع الخروف صوتاً صادراً من النبات يقول له : كلاً ... خذنى و كلنى , فما أنا إلا مجرد نبات صغير مثبت فى الأرض , لا أستطيع أن أتحرك من مكانى , لكن إذا دخلت فى جسمك سأتحول إلى حياة متحركة , سأرتقى إلى مستوى أعلى , فكل أمنيتى أن أدخل فى جسمك , وأن أختلط بكيانك , أن أموت كنبات و لكن أحيا كحيوان متحرك . وأكلها الخروف و تحولت فى داخله إلى حياة و حركة , إلى مستوى أرقى .
وفى يوم عيد ميلاد سمير , امره والده بأن يأخذ هذا الخروف إلى الجزار حتى يذبحوه و يتناولوا من لحمه , وفكر وقال : كم أنا حزين جداً لأن والدى أمرنى بأن آتى بك حتى نذبحك لنحتفل بعيد ميلادى , ونأكلك . ولكن هذا لا يمكن أن يحدث . فقال له الخروف : بالعكس , فقمة سعادتى هى أن أتحول إلى جزء من كيانك , وأن أصبح جزءاً من إنسان . أن أدخل فى هذا الرباط العائلى الذى يربط بينكم , سأتحول إلى عيد إلى فرح .. إلى ذكاء ... وإلى حب . فهيا خذنى و كلنى .
لهذه القصة معنى عميق , فكل مخلوق يحن و يرغب و يأمل فى أن يرتقى و يدخل فى درجة أرقى فى مسيرة التطور , وفى هذه الحركة موت و حياة : موت فى مرحلة سابقة , وحياة فى المرحلة اللاحقة , أى أن المخلوق يضحى بمستوى حتى يصل إلى المستوى الأعلى , يموت عن حقيقة ليعيش فى حقيقة أرقى و أفضل . وفى اعتقادى أن الطبيعة كلها مبنية على هذا المبدأ , موت و حياة , مبدأ التحول من حقيقة إلى حقيقة , مبدأ التضحية بمرتبة للوصول إلى مرتبة أعلى .
- نظرية التطور و الكون ..... هنرى بولاد ( تيار دى شاردان )



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربما يكون هذا حقيقياً
- صورة اللاهوتى المعاصر
- تصورات إلهية
- الفصل الأخير مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- هل كان العالم فى حاجة لمجىء محمد صلى الله عليه و سلم ؟ ولماذ ...
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (2)
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (1)
- جمهورية الأنبا شنوده
- مقارنات لظهورات مريمية
- حيرة إلهية
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم ) 2
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم )
- زنى العقول
- طلقات اوباما النارية
- حقيقة اسلامية
- حوارات شعبية
- خرافات قبطية 3
- خرافات قبطية 2
- خرافات قبطية
- أساطير الله


المزيد.....




- 31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو وخطة الاحتلال ال ...
- وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية يدينون تصريحات نتنياهو و ...
- -إسرائيل الكبرى-.. 31 دولة عربية وإسلامية تصدر بيانا مشتركا ...
- فلسطين تحذر من هجمة إسرائيلية -غير مسبوقة- على الكنائس
- حركة طالبان الأفغانية تحيي الذكرى الرابعة لاستيلائها على الس ...
- 31 دولة عربية وإسلامية تهاجم تصريحات نتنياهو وخطط الاستيطان ...
- في ذكرى السيطرة على أفغانستان.. زعيم طالبان يُحذّر من أن الل ...
- الرئاسية العليا: الاحتلال يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية في القد ...
- إسلاميون أجانب يطالبون الدولة السورية بمنحهم الجنسية
- زعيم طالبان يحذر الأفغان: الله سيعاقب بشدة الذين لا يشكرون ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - ( خذنى و كلنى ) فن التطور الإنسانى