أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماريو أنور - الفصل الأخير مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل















المزيد.....

الفصل الأخير مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 13:33
المحور: الادب والفن
    


( يفتح ستار المسرح ببط شديد و تظهر مرايا ضخمة وهى عبارة عن المنظر الرئيسى للمشد الأخير ... و يقف امامها شخص ملابسه ممزقه و يعلو جبهته الدماء ... لكن نظراته حادة و ضعيفه فى آن الوقت )
( من تحت المسرح توجد هيئة المحكمة بكامل زينتها .... و يدخل علينا ثلاث اشخاص كلاً منهم متبنى محاكمة هذا الشخص محاكمة قاسية لم تشهدها اروقة المحاكم من قبل ... ويقف خلف المحكمة مباشرة جمهور غفير من البشر منهم مؤيد ومنهم معارض )
محكمة نطقها طفل صغير بابتسامة تعلو على جبهته ....
القاضى : ( يتفحص جميع الاوراق و التهم الموجه لهذا الشخص ) انت اسمك فعلاً ده
الشخص : ( يجيب بهدوء لا يتفق مع حالته ) نعم
القاضى : وايه رايك فى التهم اللى اتوجهتلك ... اكيد عارفها ولا تحب اقولهالك ...
الشخص : مش محتاج تكرراها ... انا عارفهما
القاضى : ( فى حيرة من أمره ) ليه مهربتش مع انك تقدر تعمل كده
الشخص : ( مبتسماً بلطف ) قدرتى انى اواجهكم مش اهرب منكم
القاضى : ( متاملاً اياه بنظرات لا تخلو من الاعجاب و الشفقه ) .. انا مش فاهمك ... تخيل بعد كل السنين دى وبرده مش قادرين نفهمك .... كانك لسه قاعد بتشرحلنا و تفهمنا ... وبرده فى النهاية مش فاهمينك ....
( يدخل فجاءة الثلاثة اشخاص بطريقة بها كثير من الضوضاء ... ذلك بسبب رد فعل الجمهور من خلق القضاه )
( الشخص الاول ملامحه تنم عن ذكاء فائق و ابتسامته كحمل الوديع و لكنها ممتلئة بالسموم فى جعبتها , يرتدى قميص و بنطلون احدث موديل .... مع وجود سلسلة ضخمة معلقه على الرقبه يتدلى منها صدليب كبير من الذهب )
( الشخص الثانى يعلو راسه لفافه بيضاء يتوسطها اللون الأحمر ... ترتسم ملامحه بالقسوة و حدة الرأى ... يمسك بيده كتاب ضخم ويقسو عليه فى مسكته .... يرتدى ايضاً بنطلون و قميص ولكنهما قديمه بحوالى 50 سنة عن ذلك العصر ....)
الشخص الثالث قصير القامه ... راسه ليس بها كثير من الشعر يتوسطها برناط صغير من الكتان ... ترتسم ملامحه بدهاء يخفيه فى نظراته و ملامح وجهه الصلبه ... تنتقل حدقة عينيه بسرعة كبيرة متفحصة كل من حوله بطريقة سريعة ولكنها دقيقة فى آن الوقت .... ممسك أيضاً بيده كتاب ضخم قديم جداً يعلو التراب )
القاضى : ( ينظر اليهم من فوق نظراته ) انتم الثلاثه هتترفعوا ضده ... ( نظراته تنم عن شفقه يوجهها الى الشخص المتهم و يتضمنها نظرات قسوة تنطلق نحو الثلاثه )
( انطلقة شفاة الثلاثة فى آن الوقت ) نعم ...
القاضى : ( ينظر الى يمينه و شماله مردداً ) الا يوجد احد للدفاع عن هذا الشخص ....
( بعد كلماته مباشرةً تسكن السكينة قاعات المحكمة .... يعلوها صمت إنسانى يتخلله همهمات صغيرة مصدرها طيور واقفه على الاشجار المحيطه بقاعة المحكمة منتبهه الى هذا المشهد بدعوة سماوية )
القاضى : ( بدأت نظراته يرتسم عليها اليأس و الاحباط البشرى , رافعاً يديه مشيراً ببدء المرافعة الأولى ) .... اتفضل
يستأذنهم الشخص الثالث فى البداية لهذه المحاكمة ....
الشخص الثالث : من خلال التهم الموجه اليك هنا فى مذكرتى ( يبدأ فى فتح الكتاب الكبير و يلتقط منه بعض الاوراق باهتمام و عناية ) اعتقد ان وجودك بالشكل ده ميتناسبش مع ... المفروض .... عظمتك و جلالك ( بسخريه ) و تبجيلك .... تقدر تجاوبنى اذا كنت فعلاً كده ليه بتزل نفسك فى الشكل الحقير ده ....
الشخص : كل واحد فيكم عايزنى بالشكل اللى هو عايزه ... ممكن تكون انت عايزنى ملك ... وممكن غيرك يحبنى رئيس جيوش .... وغيرك بيحبنى متسلط و غيرك جبار .... (سكوت و نظرات حزن متدفقه من عينيه) انا جيت هنا انسان بدون اى سلطات ... بدون نفوذ او جبروت ... لو كنت عايز الكلام ده كله كنت عملته من يوم ما خلقتكم .... كان ممكن من الاول افرض قدرتى .... لكن العهد كان بينى و بينكم هو الحرية ....
الشخص الثالث : حرية ايه اللى انت بتتكلم عنها ... نسيت لما حددت كل جنسنا فى شجرتين ... شجرة حياة و شجرة موت ...
الشخص : وأنتم اخترتم شجرة الموت ...
الشخص الثالث : وليه من الاول كان فيه شجره زى دى ... كنت ممكن تريحنا من كل التعب ده ... بص وش وف الناس حواليك كل مجموعة فى حته وكل مجموعة بتأكد فكرتها و احقيتها بيك ... تقدر تقولى ليه كل ده من الاول .... نسيت ان انت وعدتنا احنا بس بكل حاجه ... فجاءة وجدنا كل واحد بيأكد زينا و بش كده و بس و بيتهمنا اننا حرفنا كتبنا ... ( سخرية ) الغريب ان احنا اول ناس قولنا الكلام ده و الباقين بيطالبونا احنا اللى جينا الاول بالرد و توضيح افكارنا ... تخيل حتى فى الحق عكسناه
الشخص : كل واحد فينا ليه شجرة حتى أنا ... كل واحد بيفكر فى اللاحدود بيكون ليه شجرة بيخلقها و يصنعها بفكره .... انا عمرى ما صنعت شكرا عشان اقيد حد بالعكس انا بحاول اساعدكم فى ازالة شجرة فكركم .... انا كنت من الاول ممكن اريحكم من التعب ... التفكير ... الابداع ... الخيال .... بس وقتها كنت ممكن اخلق صنم على الاقل مكانش هيطلب طلبات تانى ... لو كنت سلبتكم الحرية كنتوا هاتقولو عليا دكتاتور و لما اديتكم الحرية اصبحت متعب و ارهقت إنسانيتكم ....
الشخص الثالث : ( مندهشاً قليلاً و لكنه و بسرعة يلملم ملامح وجهه الى الوضع الاول و لكن هذه المرة بتفكير عميق ... يقلب اوراقه بسرعة أكبر و بتوتر ملحوظ وفجاة يقف امام ورقة و تبدأ ملامح وجهه بالابتهاج ) .... هل تنكر الوعد الذى وعة به اجدادى ؟
الشخص : ( يضحك ضحك بسيطة لا تتناسب مع الموقف ) انا مش بنكر اى وعد وعدته من الازل حتى الآن بس كل الوعود اللى حضرتك بتتكلم بيها تقدر تقول عليها وعود كتابها الخاصة ....وعود صنعها بشر دون استئذان إلهى ... وعود وثقتوها وامليتو على الآخرين تنفيذها ....
الشخص الثالث : ( مقاطعاً ) يعنى انت قصدك ان احنا تخيلنا حد بيكلمنا و كتبنا الكلام ده من دماغنا ... انت كده بتاكد كلام الشخص الثانى اللى بيقوله علينا ان احنا بنغير الكتب ...
الشخص : انا مقلتش ان انتم غيرتكم الكتب .... والا انا قلت انكم على غلط و هو على حق .... انا كل اللى قلته انكم فعلاً كتبتم كتابكم ... وانا كنت متابعكم كويس وفاهم قصدكم .... بس مش دى المشكلة ... المشكلة ان انتم اعطيتم لانفسكم حقوق اكثر من الآخرين .... وصورتونى بشكل خلى الناس تكرهنى و متقبلنيش ... بش كده و بس دا كمان فيه ناس اعتمدت على كتابتكم للامور بنفس طريقتكم و صدقت كل اللى فيها و برده نسبوه ليا .... ( الجزن يملىء وجهه ) لم يكن هدفى الاملاء او كبت حريتكم ... فيدتم انتم حريتى و حددتوا تصرافاتى و افعالى دون وجه حق ...
الشخص الثالث : ( غضب عارم ) انت عارف انت بتقول ايه .... والا مش فاهم .... انت كده بتدمر تاريخ بشرية كامل .... اكيد ... اكيد ... انت مش مدرك اللى بتقوله و الا فاهمه .... يعنى ايه ... يعنى ايه قولى .... بعد كل ده طلع كل الكلام ده من الخيال ...
الشخص : انا مقلتش كده
الشخص الثالث : مش لازم تقوله مباشرةً ... الكلام مفهوم ...
الشخص : انا كنت متابعكم ... مش متابعة قاضى ... لا متابع لوقتى .... لم اكن احكم عقولكم ... بل حررت كل شىء ... وتقبلت منكم كل تصوراتكم الاولى .... عارف لما الطفل بيبقى فى مراحله الاولى ... أحيانا يتخيل ابوه و يشبهه بالديكتاتورى ... ومره بالنذل ... و الخ من التصورات الاخرى .... لغاية لما يوصل للمرحلة الابوية هو ذاته .... عشان يكتشف ان كل تصرفات والده كانت لهدف اسمى ..... لذلك لم اعاتب و لن اعاتب طفولة البشرية الأولى ....
الشخص الثالث : ( مذهول و بحذر ) معنى كلامك ان انت كنت متابعنا و مش زعلان منا ...
الشخص : اطلاقاً
الشخص الثالث : حتى وان كنا بنفهم الناس صورتك بشكل خاطىء ...
الشخص : دى كانت مرحلة الزامية ... مرحلة نضج إنسانى .... وانا ايضاً كنت فى وضع اختبار لقدرتى .... أما الحرية او الديكتاتورية .....
الشخص الثالث ينظر اليه مذهولاً و غير مستوعباً هذه الكلمات الاولية الالقاء ... فمه مفتوح بطريقة مزرية ولسانه فاقد ادراك الاتزان .... عينية لا تستطيع التحرك فى أى اتجاه كأنها صورة فوتغرافية ملتقطة من زمن .... يلتقط أنفاسه بصعوبة ويبدأ تدريجياً استعادة اتزانه من جديد ولكن هذه المرة بطريق تعكس مدى صدمته الفكرية ....
الشخص الثالث : ( ناظراً الى الشخص بنظرة التماس و تسأل ) يعنى كل اللى فات كان أيه ؟
الشخص : (نظرات حب تتدفق ) كان أنتم مش أنا .... وكنت انا معاكم أنتم .... وكنتم انتم مع الآنا .... وكنت انا فى الاخر موافق على كل ما فكرتم .....
( تنطلق العصافير و الحيوانات باصدار صافرات التشجيع و الموافقه و التصفيق على طريقتها بالغناء و التحرك بمرح .... وتظل البشرية فى حيرة ازدادت بمعانى بسيطة لن تقبلها عقول الهة صنعتها بنفسها )
يلتقط قاضى المحكمة انتباه السادة و المشاهدين بتصفيق حاد وضحكات مسترسله تنطلق نحو عقول عمياء مردداً ( أنت كنت فين من زمان ) .... مرددها اكثر من مره .... ثم يبدأ فى الجلوس و هو فى حالة من السعادة تتجلى فى نظرات الحب و هو ما يدعو الى الاستغراب اكثر .... فهو مع كل هذا الكبت الذى بدأ واضحاً فى اظهار سعادته يقف موقف المحب و ليس الشامتاً او المستهزء بعقول الآخرين ..... يبدأ فى الجلوس منظماً اوراقه من جديد .... يضع النظارة على وجهه بيده اليمنى و يشد الورق باليد الاخرى مقرباً إياه الى عينيه من خلال النظارة ناظراً اليه والابتسامة مازالت تسبح على شفتيه ..... ثم يبدأ بالاعتدال أكثر و موجهاً كلماته هذه المرة الى الشخص الثانى ...
القاضى : تفضل بالكلام ...
الشخص الثانى : ( متخذاً وقفه تلفت إنتباه المشاهدين , فهى وقفه حذرة متيقظة ... تأخذ وضع الدفاع و الهجوء فى نفس الوقت .... نظرات عينيه قلقة و تدعو الى الاستعجاب فهى مزيج من التساؤل و المفهومية ... هو امتزاج غريب فى العقلية الحديثية لكنه اصبح ممكن الوجود )
الشخص الثانى : حضرتك من شويه وضحت أمر فى غاية الاهمية بالنسبة الى فكرتى من الاول .... لانى على مر الفترات الماضية كنت بحاول بشتى الطرق افهم الشخص الاول بان كل الكلام اللى هو بيقوله من وحى خياله ... وإن الله فى النهاية مالوش دعوة بالكلام ده .... وان هو غيروا من كلام الله من زمان و خلوه يناسب فكرهم و اهوائهم ... وشكرا جزيلاً لانك وضحة هذه النقطة الشائكة
القاضى : ( مقاطعاً ) أن كنت ما فهمتش كلامه يبقى مش ذنبه .... ايه انتوا مش فاهمين برده .... هو ما كانش قصده انه هو حرف كلام ربناً ... ركز شويه ياريت
الشخص : ( مستأذناً من القاضى و موجهاً كلاماته الى الشخص الثانى ) انا مأتهمتش حد بالتحريف .... لانه ما فيش كلام ربنا نزله من الاساس .....
الشخص الثانى : ( مذهولاً ) ايه .... انت ....
الشخص : ( مقاطعاً ) انا صادق فى كلامى .... ولازم تفهم حاجه كويس ... الله لم يكن فى احتياج الى انزال او القاء كلماته الى شخص ... وده مش تقليل من الانسانية بالعكس .... الله منذ الازل لا يميز خلقه او الإنسانية إنما يعمل على مختلف الاختلافات بمساواة و حرية فى التعبير و الالقاء ..... يمكن تكون كلماتى قاسية و غير مفهومه بس هى دى الحقيقة
الشخص الثانى : ( مرتبطاً ) ازاى .... انتم كده ... كده .... بوظتوا كل حاجه .... انا كان عندى اسئلة كتير ... كده انت لخبطتى .... يعنى ايه ... انت عارف ان كده انت بتهد كل حاجه .... ومش هايبقى في حاجه ...
الشخص : بالعكس يمكن اكون كده بصحح كل حاجه ....
الشخص الثانى : ( بصوت عالى ) وليه من الاول ماوضحتش .... ليه ساكت كل الفترة دى .... كان لازم تنزل تانى عشان تجاوب و تؤكد و تنفى ... ليه بتعمل فينا كده .... ليه بتشتتنا .
الشخص : ( بهدوء ) لو إدخلت هابقى ديكتاتورى .... ولو سكت هبقى سلبى .... لو عرفت ابقى كاتب ومصيركم .... ولو معرفتش يبقى ده غلط على الذات الالهية و كمالها .... ( حيرة ) يمكن اكون كسرة اغلب معتقداتكم وافكاركم عن الله بس هى دى الحقيقة .... اعكسو كل اللى عرفتوه عن الله .... من معرفة من تخيلات امرضها عقولكم المتسلطه ... تعالوا من اول من جديد ... انا ما طلبتش تغيروا اثوابكم او حتى هويتكم .... بس غيروا فكرتكم عنى .... (بألم ) يمكن اكون كل حاجه و مش محتاج حاجه .... بس انا فى اشد الاحتياج لكم .... تعبت من الآلآم اللى مسببنهالى ... تخيلوا ضعفى دون ان تسلبوا الهويتى.
( يخيم سكوت على القاعة ويسمع صوت النسيم هادى يتغلغل بين الصفوف معلنً تمرد إلهى .... )
القاضى : ( بحزم وابتسامه بسيطه تتلالا على شفتيه الصغيرتين ) عندك اى حاجه تانى .....
الشخص الثانى : (مازال الذهول يملآ كيانه ) ما اعتقدش ......
القاضى : اذا وبعد سماع اقوال و دفاع الشخص يتبقى لنا الشخص الثالث .... تفضل
( يبدأ الشخص الثالث مرتبكاً اكثر من الباقين .... ويترك اوراقه على الطاوله دون حتى النظر اليها متخزا اتجاه الى الشخص بحذر و عينين ثابتين نحو الشخص )
الشخص الثالث : ( بحذر ) انا خايف تقول ان الله مش محبه .... خايف تهد إيمان بعد كل السنين دى .... انا النهارده مش جاى استجوبك و ان كانت نيتى فى الاول كده ... بس دلوقتى انا خايف انك تهد كل شىء ... تمردك المره دى مختلف ... تمرد يدعو الى القلق .... تمرد لا تستطيع البشرية احتماله .... بش هاكدب عليك انا مش عايزك تتكلم او تدافع عن نفسك ... وبصراحة أكبر مكنتش عايزك تيجى تانى .... انت كنت ساكت الفترة اللى فاتت كلها ... اعتقد مش النهارده اللى تيجى فيه و تغير الناس .... بعد ما كل واحد فينا احنا الثلاثة بنى سلطته و نفوذه على مبادى .... حتى و لو كانت بشرية او استمدناها من الله لمصالحنا الخاصة .... ومتنساش انك من الاول رفضت اسلوب الجذب عن طريق الابهار او المعجزات او الاعترافات .... بالعكس انت طول عمرك بتحترم حريتنا .... يبقى كمل جميلك و اسكت ... انت فى الانجيل اتعرضت عليك عروض رفضتها وقتها .... بس كل واحد فينا احنا الثلاثة وافقنا عليها ... حتى و لو كنا مختلفين لكن هنتفق فيها وبكل صراحة احنا قبلنها .... انت رفضت اولى عروضك
الشخص الاول : ( مقاطعاً ) وهى تحويل الحجارة الى خبز .... مع العلم انك لو كنت عملت كده كانت الناس هتجرى و راك و تبوس ايديك و تقدسك .... وانت ليك تجربتين لما ااطعمت الناس .... اعتقد شوفت بعدها جريوا و راك ازاى و برده انت رفضت فى النهاية مع انك على علم تام بأن الانسانية همها على بطنها
الشخص الثانى : ( مقاطعاً ) صح وعشان كده المجاعات مازالت مستمرة و الانسانية محطمة و الطبقات مبعثرة و الجشع فائض ... مع انك نبهت لكن المشكلة مازالت مستمرة .... حتى عرضك الثانى رفضته بكل غرابة ... قالك ارمى نفسك وانت رفضت ... مع انك عارف انهم كانوا هايشلوك وينزلوك ادام كل الناس ووقتها كنت هتريح الكل .... بدل ما انت تاعب دماغنا و محيرنا .... الناس بتجرى ورا المعجزات و الخزاعبلات حتى و لو نتيجتها كانت الموت لكنها افضل من عدم المعرفة ... حتى المستقبل عايزين يعرفوه و الغيب و كل شىء ....
الشخص الثالث : ( مقاطعاً ) اما الطاب الثالث فاحنا كلنا وافقنا عليه .... قصدى احنا الثلاثة ( يتجه نحو الاثنين الاخرين ويضع كل يد على كتف احدهم ) نسجد وناخد كل الممالك دى .... اعتقد ان ده افضل من لا شىء ... انت رفضت ... واحنا قبلنا ( ينحى الثلاثة بعلامة تعنى الموافقة ) ... اعتقد كده المحاكمة انتهت ... وانت انتهى دورك من زمن ... من حياتنا , أفكارنا , حتى مصيرنا ونهايتنى .... ارجوك تسيبنا فى حالنا .
( يخيم صمت متألم وتسمع دقات قلب متألم , متحطم . بين حين واخر فى هذه الثوانى يسمع صوت قطرات ضعيفة و اهنة تسقط على ارضية القاعة ممتزجة باقدام البشرية .... لا يستطيع اعظم رسام ان يتخيل وجه ( الشخص ) الان او حتى نستطيع وصفه بطرق مبسطه .... هو الان مزيج من الآلم والحب , الفرح و الحزن .... صدقونى لا احد يمكن وصف قلب اله يتحطم .... يعتدل الشخص و وجهه مغطى بالدموع وفهم عاجز عن الكلام و الكلمات .... يسير ببطىء نحو الثلاثة ويده ممدوده بطريقة مرحبة بناظريه .... ينظرون اليه بإستغراب أكثر وهو يتجه اليهم ويمد يديه بهذه الطريقة ... يقترب أكثر ويحتضنهم ومقبلاً كل واحد منهم بطريقة أبويه حنونه .... ثم ينزل من على خشبة المسرح مودعاً مشاهديه بتحية تمتزج معها الدموع و الآلم متجهاً الى مجهول وضعه عقل الإنسان للإله )



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان العالم فى حاجة لمجىء محمد صلى الله عليه و سلم ؟ ولماذ ...
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (2)
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (1)
- جمهورية الأنبا شنوده
- مقارنات لظهورات مريمية
- حيرة إلهية
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم ) 2
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم )
- زنى العقول
- طلقات اوباما النارية
- حقيقة اسلامية
- حوارات شعبية
- خرافات قبطية 3
- خرافات قبطية 2
- خرافات قبطية
- أساطير الله
- الدين – المحبة – الرغبة
- متناقضات الفقهاء
- زكريا ورشيد في الميزان الحلقة الثانية
- زكريا ورشيد في الميزان


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماريو أنور - الفصل الأخير مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل