أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الفكر و الصدفة














المزيد.....

الفكر و الصدفة


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 19:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى مقال سابقة لى (( بزوغ الحياة )) نجد التفسير الذى توصلنا إليه فى معرض حديثنا عن فكرة الحياة .... فما جعل الحياة تظهر فى مرحلة معينة من تعقيد المادة , حين بلغ الجزىء المركب مرحلة من التعقيد و التوحيد . أدى إلى الوصول إلى ما نسميه الكتلة الحرجة أو النقطة الحرجة , ونقصد بها قدرً معيناً من تركيز الحياة التى كانت مندثرة و تجمعت حتى بلغت الكتلة الحرجة التى أدت إلى بزوغها . ما أدى إلى ظهور الحياة هو تنظيم المادة و تركيزها و توحيدها .
وما جرى للمادة يحدث مع الخلية , فإن بزوغ الفكر البشرى حدث نتيجة لتركيزخلايا الجسم الحيوانى و توحيدها حتى إن هذا التركيز وصل إلى نقطة حرجة من التكثيف سمحت ببروز ظاهرة جديدة اسمها الفكر . فليس بزوغ الفكر إلا نتيجة قدرة الحياة على أن تتركز فى ذاتها . فى داخل كل خلية قدر ضئيل من الفكر أو من الحياة الفكرية مدفون فيها , فهذا القدر لا يسمح بظهور الفكر فى الخلية . ثم تجمعت الخلايا فى شكل جسم , لكن هذا الجسم غير كاف , بسبب تعقيد خلاياه و تركيبها , لأن يكون جسم كائن مفكر , ثم بدأ الجهاز العصبى فى الظهور ليحقق المزيد من الوحدة لخلايا الجسم , لكنه لم يكن كافياً فى الحيوان لبزوغ الفكر . ثم ظهر المخ فى بعض الكائنات وازداد فى النمو , وفجأة حدثت الطفرة فى ما نسميه النقطة الحرجة , حين وصل حجم المخ إلى قدر معين سمحله بظهور الفكر . فالتفكير قبل ظهور الإنسان كان يتم بقدر ضئيل جداً فى بعض الكائنات , ولكن , بظهور الإنسان , حدث بزوغ للفكر . هذه النقطة الحرجة التى نتحدث عنها تماماً أن مثلاً بتسخين قدر من الماء ترتفع درجة حرارته , حتى إذا وصلت إلى المائة درجة مئوية , تحدث طفرة فى حالة المادة وتتحول من سائل إلى بخار . كذلك النقطة الحرجة فى التطور هى زيادة كمية تؤدى إلى تحويل نوعى , وهى مستمرة , ولكن , حين نصل إلى نقطة معينة , يحدث التغير .
أستطيع أن اقول بأن الحياة كانت منذ البدء فى المادة , وان الفكر أيضاً كان فى الخلية منذ ظهور الحياة , فليس التطور إلا قدرة المادة على تنظيم ذاتها فى سبيل ظهور الطاقات الحية الدفينة فى داخلها على شكل ظاهر و ملموس أولاً فى الحياة , ثم فى الإنسان .
هل يمكن أن يتم كل هذا التطور من باب الصدفة ؟!
حين تكون الصدفة منظمة و يكون لها منطق مستمر على مدى قرون و أجيال و مليارات السنين , يمكن أن نطلق عليها لفظ صدفة عاقلة أو صدفة منطقية . فإذا حدث أن اصطدم حجر بزجاج نافذة و كسره , تكون هذه صدفة , ولكن إذا حدث أن اصطدم ألف حجر بتتابع زمنى معين بالزجاج , فى هذه الحالة سوف أصل إلى الاعتقاد بأن إنساناً قد كسر الزجاج . لماذا ؟ لان هناك تكراراً و إصراراً على تحقيق هدف واحد . وقد أجرى أحد العلماء حسابات رياضية باستخدام نظرية الاحتمالات , فوجد أنه لو تركت الأمور للطبيعة عن طريق الصدفة العشوائية لعمل مركبات معينة تؤدى إلى ظهور الخلية الحية الأولى ( البروتست ) , لكان العالم فى حاجة إلى 250 مليار سنة للوصول إلى مرحلة الخلية الأولى , فى حين أن العالم عمره يقدر بحوالى 20 مليار سنة فقط , ولم يصل فقط إلى الخلية الأولى , بل إلى الإنسان وهو أكثر تعقيداً بمراحل كثيرة . إذاً , لو كانت المادة متروكة لتلاعب عشوائى كانت تحتاج إلى 250 مليار سنة حتى تنشأ بالصدفة خلية واحدة , ولكنها , فى أقل من 20 ملياء سنة , استطاعت أن تكون ما هو أعظم بكثيراً أعنى الإنسان .
من غير المعقول إذن أن نفسر ما حدث من تطور للكائنات عن طريق الصدفة . فهناك بالتأكيد منطق وراء هذا التطور , هناك اتجاه وخط سير لتطور الكائنات وهو ما أطلق عليه مصطلح المبأ البشرى . فهل يعقل أن آخذ ساعة و أقوم بفك جميع أجزائها وأضعها فى منديل , ثم أحرك المنديل , على أمل أن يعاد تركيب كل مكونات الساعة فى حركة عشوائية ؟! بالتأكيد هذا لن يحدث . فبنظرية الاحتمالات نحن أمام أمر يحتاج إلى مليارات السنين من محاولات حتى تتحقق المعجزة , ويسكن كل مسمار فى الثقب الخاص به , وكل ترس يعود إلى مكانه . فإذا حدث هذا وكنت أشك فى إمكانية حدوثه , أظن أنه من المستحيل أن يتم تصنيع مثل هذه الساعة عن طريق الصدفة , علماً بأنها تحتاج إلى عدة مليارات من السنين لإعادة تركيبها , ولن يكون ذلك إلا من خلال ساعاتى ماهر يدرك عمله .... فالصدفة لا تصلح تفسيراً لعملية التطور .



#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معيار التطور فى الكائنات
- بزوغ الحياة
- التطوُّر الإنساني وضرورة التحول الروحي
- الروح العلمية و الإيمان بالمستقبل
- ( خذنى و كلنى ) فن التطور الإنسانى
- ربما يكون هذا حقيقياً
- صورة اللاهوتى المعاصر
- تصورات إلهية
- الفصل الأخير مسرحية عدو المسيح المثيرة للجدل
- هل كان العالم فى حاجة لمجىء محمد صلى الله عليه و سلم ؟ ولماذ ...
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (2)
- قصص المعجزات الأنجيلية و الأسطورة (1)
- جمهورية الأنبا شنوده
- مقارنات لظهورات مريمية
- حيرة إلهية
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم ) 2
- مصطفى محمود ( لا يستحق التكريم )
- زنى العقول
- طلقات اوباما النارية
- حقيقة اسلامية


المزيد.....




- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...
- إسرائيل تعود إلى سياسة -فرّق تسد- الطائفية لتفكيك سوريا
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ومتع أطفالك بأحلى الأغا ...
- سامي الكيال: ما حصل في سوريا هو هجمة منظمة على الطائفة الدرز ...
- بالفيديو.. -بلال فيتنام- يصدح بالأذان بأكبر مساجد هو تشي منه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - الفكر و الصدفة