أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - انتشار الفقر في اقليم كوردستان رغم الميزانية الهائلة له














المزيد.....

انتشار الفقر في اقليم كوردستان رغم الميزانية الهائلة له


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 18:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لو يدقق احدنا في الوضع الاجتماعي الاقتصادي لاقليم كوردستان ، يكشف مدى اتساع المسافة بين الطبقات و البون الشاسع بين الفقر المدقع الذي تعاني منه الاكثرية الساحقة من الشعب الكوردستاني مع الغنى الفاحش الذي وصلت اليه مجموعة محدودة العدد من المتسلقين و المتزلفين دون ان يمر هذا الاقليم بمراحل التطور الطبيعي للمجتمع.
الفقر و بدرجاته المتفاوتة موجود هنا شكل مختلف ،منهم تحت خط الفقر العام و الاخر فقير بكل معنى الكلمة و منهم قريبون منه و يعيشون دون اي نسبة من الرفاهية او خدمات ضرورية يومية، او يعيشون في حال انعدام ولو نسبة بسيطة من الكماليات المطلوبة ، و هذا ما يقال عنه النسبة المعقولة من الفقر هنا .
لو اردنا تحديد الاسباب و العوامل المؤدية الى هذه الظاهرة المنتشرة بكل تفاصيلها بشكل محايد بعيدا عن اي هدف سياسي، لابد ان نشير الى الفوضى العارمة للمسيرة الاقتصادية السياسية و العلاقات الجدلية بينهما، في غياب التخطيط و البرمجة الاقتصادية و الاستراتيجية المتبعة لحكومة اقليم كوردستان في هذا الجانب بالذات، و مدى ضعف رسالة و سياسة السلطة الاقتصادية و عدم الالتفاف الى هذه الظاهرة اي الفقر و اسبابه باي شكل كان ، فلم نجد محاولات جدية لايجاد مصادر المعيشة لهذه الطبقة و محاربة البطالة المقنعة التي تعتبر آفة الفقر و العوز في هذه المنطقة .
هنا لابد ان نعرج على الظروف التاريخية و معاناة الشعب الكوردستاني من الحكومات المركزية المتعاقبة و كيفية تهميشها لهذا الاقليم الغني بثرواته و المطاولة على كل ما يملك وما فيه من الثروات من اجل تحقيق المطامع الشخصية و المغامرات العديدة التي لجؤو ا اليها، و مدى تهورهم و تبذيرهم للثروات الموجودة هنا دون اي التفات لحال الشعب العراقي بشكل عام و الكوردستاني بشكل خاص، هذا ناهيك عن تخريب و تدمير البنية التحتية لهذا الاقليم بحجج سياسية واهية ، و اخر ما اقترفت ايدي الدكتاتورية هو تدمير القرى و الارياف التي كانت مصدرا هاما للواردات التي حصل عليها الشعب الكوردستاني و العراقي بشكل عام مما زاد الفقر اكثر اتساعا.
ما نريد بحثه هو الواقع الحالي بعد افراز الترسبات الماضية عنه لايجاد الطرق الملائمة لمحاربة الفقر و استغلال الوضع الامن و السلام المترسخ و الثروات المتوفرة و الميزانية التي نتمكن بها ان نتقدم خطوات لو نظمت بشكل علمي بعيدا عن استغلالها لاهداف و مصالح حزبية و شخصية التي ازدادت الوضع من الفقر فقرا و لم نر من التقدم الا مظاهرا و شكليات اكثر بكثير من تحسين الوضع المعيشي للعوائل المتعففة التي ازدادت بفضل الجشع و الطمع و الحزب و القادة و الموالين من تدني وضعهم المعيشي البائس .
اضافة الى انعدام البرامج الحكومية الاستراتيجية الصحيحة ، فان اسباب و عوامل طبيعية اخرى زادت من هذا الوضع سوادا، و منها الجفاف و انخفاض انتاج الحبوب و الزراعة بشكل عام، مما زاد من الهجرة من الريف الى المدينة، مع انعدام الطرق و المواصلات و عدم توفير ضروريات الاعتماد على الثروة الحيوانية و الزراعة، مع انتشار الفقر التكنولولجي و عدم وصول المزايا الحسنة للعلم و المعرفة الى هذه المناطق الريفية لاسباب سياسية بحتة في عهد الدكتاتورية البغيضة و لحد اليوم.
لو سمحت السياسة و متطلباتها و المصالح و تداعياتها و الاحزاب و سلبياتها بان يفكر المهتم بالوضع الاجتماعي العام من هذه النواحي و ان ارادت الحكومة ان تنعكف على ايجاد الحلول و الوسائل الهامة، لابد من التوجه نحو البحوث و الدراسات العميقة لرسم الخطط و البرامج ، ولابد ان تتجه لمدة غير قليلة نحو القرى و الارياف و تشجيع اعادة الاعمار من اجل الانتعاش الاقتصادي ،و دعم عودة المهجرين و توفير وسائل الحياة المعيشية من الطرق و الجسور و المستلزمات و الخدمات الضرورية ، ستكون هذه الخطوة الاولى لمحاربة الفقر و الاستفادة من الميزانية الملائمة للتطور في القرى بشكل تتلائم مع حجم الواردات ، و الاهتمام بالبنى التحتية في المدن من المعامل او المصانع بهدف الاكتفاء الذاتي في توفير النسبة المعقولة من المنتوجات، و الخطوة الضرورية الحاسمة و الاولوية الهامة هي تنظيم السوق و التجارة وفق ما يتلائم مع واقع اقليم كوردستان.
الاقتصاد و السوق الحرة و ما مفروض علينا بفعل الضغوطات الخارجية و العالم الراسمالي العالمي ، و التنازلات التي نقدمها في هذا الشان من اجل اهداف سياسية ، يعود بالضرر الينا من هذه الناحية، اي يجب الاعتماد على الذات في التطور و اتخاذ الطرق المؤدية الى التاثير على الوضع المعيشي ورفع دخل الفرد ، ولابد من الخطة الخمسية و يجب ان تحوي في طياتها اساليب محاربة الفقر و العوز المنتشر في اقليم كوردستان و ردم الهوة بين الفقر و الغنى بشكل مقنع و بوسائل علمية ملائمة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفدرالية الحقيقة تنقذ العراق و تحافظ على وحدته
- من يقدٌر الكتٌاب و الادباء في حياتهم ؟
- ترسيخ التسامح يضمن التعايش السلمي في العراق
- في مثل هذه الظروف، من يفكر بالطبقة الكادحة في العراق ؟
- التحالف الكوردستاني و احتمالات تشكيل الحكومة العراقية المقبل ...
- ما يعيق النظام العالمي الجديد هو الازدواجية في النظرة و التع ...
- السيناريوات القابلة التطبيق لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- الصحافة الكوردستانية الى اين ؟
- هل يمتلك العراق ما ينقله الى مصافي الدول المتقدمة ؟
- كيف نغلق طريق الفساد المستشري في العراق ؟
- من يحدد هوية العراق ؟
- ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟
- اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
- التحزب و الثقافة السياسية في العراق
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
- انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
- هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
- كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال ...
- الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
- ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة


المزيد.....




- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - انتشار الفقر في اقليم كوردستان رغم الميزانية الهائلة له