أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - وصفة حزب الله














المزيد.....

وصفة حزب الله


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 08:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


روجت إسرائيل لمقولة الجيش الذي لا يقهر، فلم يصدقها إلا العرب، وأثابهم الله على كل حال، ولكن من "عيوب" وآثام حزب الله الكبيرة ، ويا للهول، التي يأخذها عليه بعض أولئك العرب، أنه لم يصدق تلك الهمروجة والخرافة، وخرق تلك القاعدة الذهبية الإسرائيلية".

لقد ولت، تماماً، المواجهات الميدانية التقليدية، حسب ما كان يدرس في المعاهد والكليات العسكرية، وسقطت كلياً، وإلى الأبد، فرضية أمن إسرائيل، وانهارت تقريباً، نظرية التفوق العسكري الإسرائيلي، وتم تحييد سلاح الجو الإسرائيلي، ولم يعد للـ F16، أي عمل اللهم سوى الاستعراضات في المناسبات الوطنية الإسرائيلية وعلى قلتها، وأصبح سلاح المدرعات من مهمات الماضي، الذي لا يمكن الاعتداد به في ظل وجود القذائف المضادة للدروع المعروفة باسم RPG-29، والتي كانت وراء مذبحة الميركافا الشهيرة، في جنوب لبنان، التي يقال بأن فصيلة، أو سرية، على الأكثر، من تلك القذائف، يمكن أن تعرقل تقدم فرقة عسكرية مدرعة بكاملها، وهذا ما حصل فيما عرف بمذبحة دبابة الميركافا، مفخرة الصناعة الحربية الإسرائيلية وسلاح مدرعاتها الضارب، حين تم قنص أكثر من 60 منها، وتحولت إلى كتل نارية ملتهبة ومرتعاً للعب الأطفال الصغار، وإضافة إلى عشرات ناقلات الجند والجرّافات العسكرية التي بدت، وهذه الحال، كعبء وثقل استراتيجي أكثر من كونها أداة وعنصر تفوق ودعم في الحرب. وقد شارك في تلك المعركة من جانب إسرائيل ما يعرف بـ"الفرقة 162 الفولاذية"، وهي تضم فرقة مؤللة من اللواء المدرع الثاني 401، ولواء المشاة الخاص "ناحال"، ولواء المشاة الأول بالإضافة إلى كتيبة "غولاني"، وكتيبة المظليين، وكتيبة أخرى من "جفعاتي" و كتيبة هندسة وكتيبة استخبارات، وكلها كانت في هذا الموقع من القطاع الأوسط، وخاضت معاركها في مركبا وحولا وبليدا ومحيبيب وميس الجبل مروراً بعديسة ورب تلاتين والطيبة فالقنطرة وصولاً إلى وادي الحجير. وذلك حسب ما نقل أكثر من موقع ووسيلة إخبارية في حينه، في الوقت الذي كان سلاح الجو الإسرائيلي يستمتع بمتابعة المعركة، و"يفش" خلقه بالجسور والطرقات، والأطفال في قانا وعيتا الشعب وغيرها، ويتسلى باختراق جدار الصوت فوق مدن الجنوب اللبناني، بعد أن لم يبق لديه أي شيء يخيف به اللبنانيين والمقاومين.

وبرزت إلى الوجود صيغة أو وصفة "الرجم" الصاروخي، أو لنسمه طقساً، وبكل ما في ذلك من رمز وبعد ديني، يضفي على العملية طابعاً قدسياً تختلط فيه التكنولوجيا المتقدمة، بالأسطورة الغيبية، والعنصر الإيماني، وإرادة قتالية لا تحيد، ولا تميد. وإذا كان باستطاعة إسرائيل على الدوام، وفي المواجهات التقليدية بدء الحرب، فإنه لم يعد بإمكانها إنهاؤها، الآن، كما لا تمتلك، وبكل أسف، ناصية ذلك القرار. وعلى الجانب الآخر فقد وضعت إسرائيل كل ثقلها العسكري والمعنوي واستخدمت كافة وسائل الضغط الممكنة، كي تستطيع وقف "رجم" حماس لمستوطناتها الجنوبية، علماً بأن صواريخ حماسي ليست بذات القدر من الفاعلية والقدرة التدميرية، وطانت تصنع بوسائل وورش عادية، وليس في مصانع أسلحة وضخمة كما هو حال أسلحة الجيش الإسرائيلي.

و ربما كان للتهديدات الإسرائيلية الأخيرة التي قال أصحابها، وبثقة كبيرة بالنفس، بأنهم سيعيدون سوريا للعصور الحجرية، أي معنى وجدوى، قبل تموز 2000، وقل أن تنقلب الموازين العسكرية رأساً على عقب، وبات التحول الاستراتيجي واضحاً أعقبه تحولاً دبلوماسياً ، وسياسياً، وانعطافاً في مواقف مجمل الأطياف الفاعلة على الساحة الشرق أوسطية. وبدا لأول مرة في تاريخ الصراع انتقال لأرض المعركة والمواجهة إلى قلب إسرائيل، ومدنها، ومستوطناتها، وقراها، التي نعمت حتى ذلك الوقت بأمن، وهدوء، واضحين. وقد بدا لحين أنه قد كان من المستحيل اختراق تلك الصيغة، أو العبث فيها، وتعديلها، ولكنها سقطت فعلاً، ومرة واحدة وإلى الأبد. وفي احتفالات حزب الله الأخيرة بيوم القدس بدا السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أكثر ثقة وتحدياً من ذي قبل في خطابه الموجه لإسرائيل، فيما ينقل عن وجود ترسانة ضخمة من الصواريخ لدى الحزب، يقدرها بعض الخبراء بأكثر من أربعين ألف صاروخاً.

والسؤال الآن، ماذا لو بدأ الرجم الصاروخي من كل حدب وصب، ومن عدة محاور متوقعة ضد إسرائيل، وهذا التصور والرد يدركه أبسط المحللين والخبراء والقادة العسكريين العاديين، فعندها، بالطبع، لن ينفع إسرائيل كل غطرسة أمريكا، ولا منظومة الباتريوت التي زودتها بها حيث سينهار هذا النظام على الفور، وعندها فقط قد تصدق نبوءة نجاد بنهاية إسرائيل، وسيعلم صقورها و"ليبرماناتها" (فكلهم ليبرمان)، أن الله حق، وأن للغطرسة والقوة حدود، وعندها فقط، أيضاً، قد تصدق مقولة العودة للعصور الحجرية ولكن، لسوء الحظ، والطالع، سيكون العائد الوحيد هو إسرائيل، فقط.

هذه هي وصفة حزب الله التي يبدو أنها بدت ناجعة و"مفيدة" جداً لإسرائيل، وعلى كل من يريد أن يتصدى لإسرائيل أن يأخذ بوصفة حزب الله السحرية التي "داوت" الغرور والغطرسة الصهيونية ووضعت حداً لهذا السرطان الاستيطاني الاستعماري الغاشم.

هامش: على المعارضة السورية، ومن والاها، من العرب إياهم، الذين هللوا للتصريحات الإسرائيلية، حتى لو إذا صدقت الرواية الإسرائيلية- والأمريكية المتعلقة بتزويد سوريا لحزب الله بالصواريخ البالستية، وإن كنا نعتقد أنها، وبالمطلق، في إطار التهويل الإعلامي وممارسة لعبةة شفير الهاوية الـ Brinkmanship، من جانب إسرائيل يمارسها عادة المفلسون والمراهنون والعاجزون المقامرون، على هؤلاء أن يدركوا أن هذا ليس عيباً، ولا نقيصة في حال حدوثه، وإنه لا يعيب لا سوريا ولا حزب الله، وهو بمعايير الأخلاق والوطنية والبطولة، شرف لسوريا ولكل سوري، ونتمنى من العرب الباقية، أن تحذو حذو سوريا في هذا المجال.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق العصور الحجرية
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس
- أنفلونزا البراكين
- التعنيز: وإفلاس إعلان دمشق
- دول الخليج ومخالفة شرع الله
- الزيدان الفهلوي: وتصابي الشيخ الماضوي
- هل أفلس إعلان دمشق حقاً؟
- هل ينتهي الإرهابي الدولي أحمد موفق زيدان إلى غوانتانامو؟
- سكاكين أحمد موفق زيدان ودعواته العلنية للتطهير العرقي
- مطلوب القبض على وزاراء االتربية والثقافة العرب بسبب إعدادهم ...
- أحمد موفق زيدان على خطى أحمد منصور: زيدان يدعو لإبادة طائفة ...
- لماذا خسر العرب معركتهم الحضارية؟
- رسالة إلى السيد مدير المصرف العقاري
- إهانة التاريخ العربي: رد على قيادي إخواني
- فعاليات حقيقية لمهرجان الثقافة العربية
- يا عيب الشوم يا كاجينسكي
- شاهد على العهر
- الهجوم على الإسلام


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - وصفة حزب الله