أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - أنفلونزا البراكين














المزيد.....

أنفلونزا البراكين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 09:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


كابوس مرعب ورهيب عاشه مسافرو الرحلات الجوية والعالم معهم خلال ستة أيام، تميزت بالتهويل والتأزيم والترعيب، مما سمي بسحابة الرماد البركاني التي غطت أوروبا، وأوقفت الطيران فوق سمائها كل تلك الفترة، إلى أن رفع الحظر جزئياً أمس (الأربعاء)، وكأن شيئاً لم يحدث، غير أن متحدثاً آيسلندياً كان قد عبر اليوم عن احتمال انفجار بركان آخر أكبر من هذا الأخير، وأشد هولاً، وآثاره قد تكون أفظع وأفدح، أي أن الرعب البركاني ما زال قائماً بالنسبة لعالم الطيران، والشركات التي تكبدت الخسائر خلال الأيام الستة الماضية، هذا إذا علمنا أن 3000 آلاف رحلة على الأقل تجوب الفضاء الأوروبي يومياً، بكل ما يستلزمه ذلك من طاقة، وما يدفع به من قطاعات كثيرة للعمل، وبعث الحياة والروح في مفاصل هذه الاقتصاديات وعلى نحو معقد ومتشعب. وإذا علمنا أن مطاراًً واحداً فقط، مثل مطار بلجيكا يشغـّل حوالي العشرين ألف عامل وموظف وخبير، وهذا غير طواقم الطيران المختلفة، لأدركنا حجم نمو وعمل هذا القطاع الحيوي، وقس على ذلك. لقد تعرض كل هذا للشلل والانهيار وبلحظة واحدة، ومن دون سابق إنذار واستعداد، ولنا أن نتخيل حجم التخبط والفوضى التي سادت عقب ذاك. المهم أن الرعب البركاني قادم ولا محالة حسب ما أفادت الأنباء. لكن السؤال أيضاً كيف تم زال الخطر البركاني بهذه السرعة المخالفة لتصريحات سابقة التي أوحت باستمرار الأزمة لأسابيع؟ وهل كان فعلاً كل هذا التأزيم والتهويل بحجم الواقع أم أن هناك تضخيماً وتخويفاً متعمدين للقضية، من قبل دوائر بعينها لتسويق وتمرير قضايا مت بعيدة عن أعين الناس على هامش هذه الكارثة، ومن دون أن يلحظها وينشغل بها أحد.

حدث في السابق تهويل من جنون البقر، والحمى القلاعية، وحمى الوادي المتصدع، وإنفلونزا الخنازير، وإنفلونزا الطيور، والاحتباس الحراري وثقب الأوزون وكسوف هنا، وكسوف هناك تصاحبه أوركسترا تهويلية يتبين لاحقاً أنها لم تكن سوى سراباً وقبض ريح ولعب بأعصاب الناس ناهيكم عما تجنيه شركات وتروستات تقبض على عنق الاقتصاد العالمي من أرباح وأموال وصفقات وعقود كتسويق لقاح أنفلونزا الخنازير الذي در على طيبي الذكر الثنائي المرح تشيني-رامسفيلد مليارات الدولارات، كما قيل، وبعث الحياة في البورصة الأمريكية المنهارة، وفي شركات الأدوية التي عصفت بها الأزمة الاقتصادية العالمية، وبلغت أرباح الشركات الدوائية أرقاماً غير مسبوقة وارتفعت أسهمها في البورصات العالمية، فأسهم شركة روش مثلاً، ارتفعت بنسبه 14 % وغلاسكو بنسبه 13 % وهولدينجز الأسترالية بنسبة 23 %، كما جاء في أحد التقارير.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد اعترفت صراحة يوم 18/4/ 2010 بحدوث تهويل في تناولها وتعاطيها لما عرف بوباء أنفلونزا الخنازير الذي كان يطلع خبراؤها على الفضائيات ليصفوه بالجائحة أي الوباء الذي سيجتاح العالم وسيكون تأثيره في الخريف (الماضي طبعاً الذي ولى وانقضى) كارثياً ووبائياً وقاتلاً، لكن دون أن يحدث أي شيء من كل ذاك الهراء والتهويل الممنهج وبث الرعب والإرهاب الإعلامي الذي تسيطر عليه الدوائر الإمبراطورية المردوخية العالمية التي تعمل وفق مركزية عز نظيرها، لم تكن موجودة حتى في البرافدا، وتاس والإعلام الستاليني المعروف.

نعم لقد شربت دول وحكومات كثيرة جداً في العالم "مقلب" منظمة الصحة العالمية، وشركات وتروستات الأدوية الكبيرة، ومنها من بلعته على مضض، وخضعت لأبشع أنواع الابتزاز، ومنها من فرض عليها شراء اللقاحات المضادة وبكميات حددتها المنظمة إياها والتروستات الاحتكارية التابعة لها، وجنت تلك الشركات الأرباح الخرافية والأسطورية فيما كان يقهقه أصحابها بخبث ودهاء ومكر من وراء الكواليس وفي الخفاء، وهم يتابعون تضخم أرصدتهم من عرق وجهد و"بساطة" وربما سذاجة تلك الحكومات.

وحتى الآن لا يمكن بالضبط معرفة السبب وربما جملة الدوافع، من وراء إطلاق "وباء إنفلونزا البراكين" الجديد، على هذا النحو المرعب والمفاجئ الذي شل أوروبا على مدى ستة أيام، قدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي الخسائر بـ1،7 مليار دولار، فقط لا غير و"يا بلاش"، وهي أكثر من ميزانيات بعض الدول الفقيرة.. وقد يكون ووفقاً لتصوراتنا المتواضعة لفرض بعض الرسوم والتـأمينات الجديدة ورفع تذاكر الطائرات، أو فرض أنظمة وقاية وحماية جديدة، وتسويق معدات وبراءات اختراع لم تجد من يشتريها، أو التعديل في طريقة سير وعمل المحركات أو تسويق محركات جديدة حيث لوحظ تركيز كبير على المحركات أثناء تناول القضية، التي قد يدخلها الرماد البركاني ويسبب العطل لها، وبالتالي سقوط الطائرات، أو تكون الغارية إخراج وتفليس شركات صغيرة من السوق لا تقوى على المنافسة وتلبية متطلبات الأمن والوقاية الجديدة، أو لسيطرة "الهوامير" الجوية الكبيرة على سوق الطيران الدسمة والمغرية ......إلخ، وهكذا. إلا أن الناظم الوحيد فيما بين ذاك كله هو العامل المادي وجني الأرباح وتكديس الأرصدة والأموال في جيوب أولئك "الهوامير"الكبار.

البركان الآيسلندي الثاني قادم إليكم، كما يمهد لذلك إعلام مردوخ الذي يتحكم بالإعلام العالمي يخفي ما يريد ويظهر ما يريد، أي أننا، يا سادة يا كرام، أمام مسلسل مكسيكي جديد من سلسلة الأنفلونزات وهذه المرة اسمه أنفلونزا براكين بعد أن انتهت صلاحية الأنفلونزات السابقة وانتهى مفعولها وأدت رسالتها. ولكن أخشى ما نخشاه، ونخشى أن تطلع لنا الأياتا IATA الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وهو يقابل ها هنا منظمة الصحة العالمية الـ WHO ، ببيان مماثل لبيان الأمس حول إنفلونزا الخنازير، وبعد أن يكون من ضرب قد ضرب، ومن هرب قد هرب، ليقول لنا أن كل ذاك التهويل كان مبالغاً فيه، ولا خوف منه على الإطلاق ولا يوجد شيء اسمه لا أنفلونزا الخنازير ولا البراكين ولا أي شيء آخر من هذا القبيل .



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعنيز: وإفلاس إعلان دمشق
- دول الخليج ومخالفة شرع الله
- الزيدان الفهلوي: وتصابي الشيخ الماضوي
- هل أفلس إعلان دمشق حقاً؟
- هل ينتهي الإرهابي الدولي أحمد موفق زيدان إلى غوانتانامو؟
- سكاكين أحمد موفق زيدان ودعواته العلنية للتطهير العرقي
- مطلوب القبض على وزاراء االتربية والثقافة العرب بسبب إعدادهم ...
- أحمد موفق زيدان على خطى أحمد منصور: زيدان يدعو لإبادة طائفة ...
- لماذا خسر العرب معركتهم الحضارية؟
- رسالة إلى السيد مدير المصرف العقاري
- إهانة التاريخ العربي: رد على قيادي إخواني
- فعاليات حقيقية لمهرجان الثقافة العربية
- يا عيب الشوم يا كاجينسكي
- شاهد على العهر
- الهجوم على الإسلام
- إخوان سوريا ونصرة المنصور
- ماذا تنتظرون من مؤذن في مساجد دبي؟
- يوم في حياة الرئيس مبارك
- أوربة ديار الإيمان
- تهنئة للأخوة المسيحيين بأعياد الفصح المجيد


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - أنفلونزا البراكين