أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - نحن ومستقبل الرايخ العربي














المزيد.....

نحن ومستقبل الرايخ العربي


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جمعتنا لحظة العائله في بيت والده الكاتب عبد التواب يوسف بحي الروضه في القاهره ، اواخر شهرتشرين الثاني/ نوفمبر2002 وكان هشام يوسف ، الخبيرفي الشأن الدبلوماسي ، و مدير مكتب عمرو موسى امين عام الجامعه العربيه يجيب عن سؤال حول حجم مايمكن ان يواجهه العراق ، حين كانت نذر الحرب وقوافل القوات الأمريكيه تأتي من كل صوب الى الخليج العربي وارض الكويت .. قال : المعلومات التي لدينا انهم سيضربوكم بشكل واسع عكس كل ماسبق ، قالها وهو يحاول بهدوئه ان يضفي طابع الحوارالعادي على مايقول ، وسألته مااذا للجامعه دور في ايقاف مايمكن ان يحصل فقال : ان الجامعه العربيه منظمة قرارات وعلاقات عامه وتوسطات لاغير.. عندها استنتجت ان المصيبه اكبر من اي تأويل ، وحين قرأت قبل ايام - 13 نيسان الجاري - اعلان هشام يوسف عن نية عمرو موسى زيارة العراق في الأسابيع القادمه تسبقه موجة اتصالات بالرئيس الطالباني ورؤساء الكتل السياسيه والأحزاب والشخصيات ، تساءلت مااذا يمكن لهذه المنظمه العربيه اليوتوبيه المُـربـِكـَهْ ،التي فشلت في تطوير النظام العربي ، ان يكون لها دورفي العراق المتفجر ، وهي - المنظمه - التي تقوم على اسس و نسب المشاركات الماديه الضاغطة واقتسام الوظائف والأدوار .. والمحاصصه ايضا .
*
وفي اية قراءة مترويه لدور هذه المنظمه منذ التأسيس ، يبدو الخطاب القومي مجرد نساخات متعدده لنص واحد كلّي الأحتواء . وتشي بذلك البيانات والخطب والمقالات التي تكررعبارة الأغلاق والتفوق القوماني المسلح بسلطة الأرث والتراث . خطاب مصحوب بأعلاء تجارب السياسة الفاجعه و انكار اسباب فشله السياسي الى درجة استدراج قوى الصراع الدولي وتفجيره في قلب المنطقه كما حصل في العراق. وعبرقراءة منهج اخفاء الأختلافات الجوهريه بين الشعوب وبين التنويعات العرقيه والمعتقديه في البلدان العربيه لأكثر من مئتي سنه خلت كما في الوثائق ، يبدو الخطاب القومي مجرد خطاب فوقي حلمي يتجاوز بقوه كل تفصيل . ويبدو خطابا متجاهلا خطوط التصدع العرقي والديني ليعلن تفوق مفهوم الوحده الجغرافي المفروض بقوة السلطه طالما ان اللغة والثقافه وارث الماضي يسندون الهويه العربيه كما يصفها الفكر لا كما يعكسها الواقع بأشكالاتها وجدلها . والحقيقه ان هذا الخطاب يتجاوز مجموعة الحقائق الصادمه ويهرب منها . وفي الواقع انطبعت روح النرجسيه الجماعيه بقوّه عند المجموعات والأقليات جراء سياسة الألغاء والمحولعقود طويله حيث خضعت بقوه لسلطة التدرج المراتبي للفكر الأوليغاري – الأقلّي ، كما الغى هذا النهج كل كيمياء خاص بالمكونات الفرعيه وطرح مفهوم النمط الشعبي الكتلوي الهجين والمولّد تحت هيمنة شموليه ضاغطه . انه خلق النمط اللاهث وراء وهم الحلم التوحيدي الذي بقي ثابتا - ومستحيلا - وسط متغيرات كبيره خلخلت المحيط الأقليمي والمحيط الدولي بقوه لعقود طويله .
*
واذ استعير من يوليوس فيلهاوزن تعبير الرايخ العربي اشارة الى مفهوم الوحده الجيوبوليتيكي ، انما اقوم بأحالةً الى خطاب وهم الوحده الذي مايزال يسود النمط الهتافي الثوري والدهمائي بحيث تنعدم كل مساجله خلافيه تقول بأن وقائع الأرض غير التي في البيانات والخطابات الحماسيه بعيدا عن واقع التحولات الكبيره . لقد تفجرت متغيرات كثيره في مستويات الوعي الأنساني في المنطقه، وباتت المجموعات والمكونات قادرة على تناول حتمية التغييرات وتداول مفهومات الحرية والديمقراطية،كما تطورت مفاهيم المواطنيّة والنظر الى التعددية دون اوهام التفوق الأقلّي ، فلقد انعكست حاجات الشارع إلى الخلاص من هيمنة السياسات الفرديه القائمة الى الغاء الحرية والديمقراطية وتجاهل متطلبات التعدد والتنوع في الخاميّه البنيويه للشعوب ومكوناتها في المنطقه في صورة التشدد الداخلي للتمسك بهوية وارث المجموعات والطوائف والأقليات الحاكمه.واذ سجل الفكرالقومي العربي عجزاً في إدراك حدود ماهيته ووجوده فقد حال ذلك الى تفجيرمجموعة أزمات سياسيه واقتصاديه وقضايا فكريه خلافيه ادت الى صراعات داخليه وخارجيه واثمرت حروبا وهزائم فاجعه تحملت الشعوب وزرها ولم ينجح هذا الفكراليوتوبي الحلمي في لم شتات المجموعات الدينيه والقوميه والعلمانية، وتيارات شعبية اوحزبية اوفئوية وطنية ،اومجموعات واديان وطوائف تحت روح المصلحة الوطنيه والأنسانيه بل على العكس كرّس تشدده وانغلاقه واصراره على النمط الأيديولوجي المـُبَدّد .ويرى البعض ان هيمنة القوى الدوليه على المنطقه وتفجرصراع المصالح الدوليه والأقليميه مجددا ،انمايهدفان الى الغاء الأنتماء القومي وتشظيته ومن ثمّ أعلاء شأن المجموعات الطرفيه من اقليات ومجموعات في مجتمعات مستهدفة في المنطقه لتتبنى هذه القوى مشروعات التقسيم وبناء الكيانات الصغيره ،فيمايقول الواقع ان دينامية التولّد المغلق، عنصريا ومعتقدياعند المجموعات التي هُمّـِشَتْ تحت وطأة خطاب التنميط والألغاء جراء التسلط والحرمان والتراتبيه البغيضه لعقود طويله قد جذّر خطوط التصدع بين الأطراف وبين المركز، وفق مفهوم السلطه المركزيه ، ولاعوده لهيمنة الفكر الشمولي او عودة السلطه الفرديه مهما تميزالحاضر بالعنف والدمويه والخراب والتشويش .
ان الحديث عن مجتمع جديد لايمكن ان ينبني على استمراراخفاء ثقافة التنوع اوالغائها، بل يقوم على الأقرار بأن الأقليات والمجموعات تشكل جسما لكيان شعبي لايحتمل بناؤه اي استحواذ او ابعاد سياسي و اقتصادي او اذلال انساني ،وسيجد عمرو موسى ان الدور العربي التوفيقي بغية الحفاظ على ماتبقى هو جزء من خطاب حلم الرايخ العربي القديم .
__



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع السيّد
- ذكرى اصطياد الفيل العراقي
- من يقلب الطاوله على الأمريكان ..
- تحالفات الأضداد والطريق الشائك الى الغد
- الخروج من المنطقه الزمرديه .. الى فضاء العراق
- الأصبع الذي يمحو الأختزال
- دليل الناخب النجيب
- مِنْخَل الأخطاء العراقيه
- الدوله الرخوه
- اسمنت
- منسيات التاريخ .. نحو كتابه مغايره
- ارض أ ُخرى
- بساط المنزل .. يوميات زهرة الثلج
- نافذة على عتمة المنزل
- ابقار
- كريم رسن : الكرافيتيّه من اثر حرائق المدينه .. الى شيفرات ال ...
- دائما ..ثمة امرأة تكرر اخطاءها
- يداك تشيران الى جهتي
- طارق ابراهيم : الحروفية ليست تزيينا لكتلة الخزف
- نساء قيس السندي .. الفكرة حين تكتسح الرسم


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق سلوم - نحن ومستقبل الرايخ العربي