أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - أدوات الاستبداد














المزيد.....

أدوات الاستبداد


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد الشمولية أسوأ المنتجات التي انفرد بها القرن العشرون. ومأساة الشمولية هي في تعويلها على القوّة والعنف لتثبيت أركانها في الحكم. و لقد نجح الغرب في تصفية أنظمته الشمولية بدون خسائر كما حصل في ((ألمانيا الشرقية سابقا)) ورومانيا وحتى ما كان يعرف بـ ( الاتحاد السوفيتي) ، بينما شهدت بداية القرن الحالي سقوط طالبان في أفغانستان والدكتاتورية في العراق وبسقوطهما وجدنا تعاظم الحركات الإسلامية المتطرفة واستخدامها العنف الذي من خلاله تسحق الأبرياء أكثر مما تسحق المذنبين وأنها تضحي دائما بإنسان الحاضر أملا وتوجها نحو تحقيق مستقبل أفضل، لأنها في الواقع لا تمتلك الأدوات المعرفية لتحقيق هذا المستقبل الذي تراه في الماضي و( الماضي) هو ركن من أركان النظم الشمولية التي تستند إليه دائما بل وتستمد بعض قوتها منه في خيلاء تتغنى بأمجاد الماضي وحضارته دون ان تفكر بما ستقدمه للحاضر والمستقبل , ونحن في العراق عانينا من أدوات العنف التي كان يستخدمها النظام في تثبيت أركانه وهذه الأدوات معروفة للجميع وفي مقدمتها قيادات الحزب وأجهزة المخابرات والاستخبارات و الفدائيون وكل هؤلاء بعد سقوط نظامهم اتخذوا من الدين واجهة لإيذاء الشعب العراقي والدولة العراقية الجديدة, وهذه الأجهزة القمعية التي يعرف القاصي والداني جرائمها الوحشية بحق الشعب كان بناؤها الثقافي قائماً على مبدأ (( الجميع أعداء)) ومترسخة في أذهانهم ( نظرية المؤامرة ) يضاف إلى ذلك إن هذه الثقافة مبنية على التفكير في الماضي دون التطلع للحاضر والمستقبل وهذه ولّدت التعصّب والكراهية والإرهاب ونفي الشريك ومصادرة رأي الآخرين , وهذه الثقافة لم تضعها مدارس دينية أو مفكرين ومصلحين بقدر ما هي نتيجة تراكمية لمجموعة أخطاء لم تعالج ولم يتم التصدي لها فأصبحت نمطاً وسلوكاً ثابتاً ، لهذا نجد إن خطابها حتى حين كانت في قمة السلطة هو في الواقع يتسم بالجمود الفكري والعقائديّ الذي كرّسته المنظومات التربوية والسلوكية على مدى عقود طويلة لدرجة لم يكن هنالك ثبات في الرأي في قضية معينة بل نجد إن الكثير من القرارات تتخذ بسرعة وفردية دون دراسة وتمحص وهذا ما جلب الكوارث للبلد والبلدان التي تتحكم فيها أنظمة استبدادية ، لهذا نجد إن التصدي للإرهاب وخاصة في العراق يجب أن يتخذ مسارين متوازيين , المسار الأول التصدي المباشر للإرهاب والقيام بعمليات استباقية تكون للمعلومات الاستخبارية الدقيقة دورا كبيرا فيها , وإنشاء محاكم خاصة لقضايا الإرهاب تتسم بالفعالية والسرعة والمهنية حيث إننا وجدنا إن نسبة كبيرة جدا من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم إرهابية قد شملوا بقانون العفو وأطلق سراحهم وعادوا يمارسون ذات الجرائم بل وبعضهم أخذ يجند الآخرين لأنه أمن العقوبة من جهة ومن جهة ثانية لم يجد من ينبهه على ما ارتكبه من أخطاء ويشخص له ذلك وهذه الحالة ليست في العراق وحده بل حتى بعض الذين عادوا من غوانتنامو في الكثير من الدول العربية عادوا لممارسة العنف من جديد , المسار الثاني وهو الأهم لكونه يقضي نهائيا على ثقافة التطرف والإرهاب ويتمثل بالتصدي لهذه الثقافة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة , ومنع تداول الكتب التي يعج بها الشارع العراقي التي تحرض على ذلك فتكفر هذه الفئة وتستبيح دم الفئة الأخرى وتحجز للمجرمين مقاعد في الجنة . والتصدي الثقافي هذا يتطلب منا أن نؤسس لمشروع فكري في كل مدينة عراقية ونهيئ مقومات نجاحه ويتمثل في جزء منه امتصاص البطالة في وسط الشباب وتهيئة فرص عمل مناسبة لهم من جهة ومن جهة ثانية دعم لغة الحوار السلمي كسبيل للمعرفة أولا ولغة تخاطب بين الفرقاء ثانيا بدل التهديد والوعيد والتفجير والتفخيخ.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنهي الفتاوي الإرهاب ؟؟
- الهند وسر نجاح التجربة الديمقراطية
- مسؤولية الأسرة
- سقوط الباطل
- من يدعم الارهاب
- قمة سرت والعراق
- الهوية الثقافية هل في خطر؟
- الحكومة الائتلافية
- الديمقراطية خيار الشعب العراقي
- عراقيون رغم كل شيء
- البحث عن صنم
- تعالوا ننتخب
- انتهاء ثقافة الخاكي
- في مدرستنا مطبق
- 7 آذار
- الخالص 2010
- المواطنة وبناء الدولة
- الخالص مدينة الأدباء
- منظمات المجتمع المدني وبناء الدولة
- كيف نبني حكومة قوية؟


المزيد.....




- زفاف يمنى خوري -يومي-.. احتفالات فاخرة ومرصعّة بالنجوم.. الأ ...
- بعد لبنان وغزة.. هل يدخل العراق في سجال سحب السلاح من الحشد ...
- ماكرون: خطة إسرائيل بشأن غزة -كارثة محققة قد تدفع نحو حرب دا ...
- سياسات إيران الإقليمية.. ماذا في رسائل طهران لبغداد وبيروت؟ ...
- وقفات بالأردن تندد بمجزرة الاحتلال بحق الصحفيين في غزة
- -هواجس إقليمية-.. ماذا يريد لاريجاني من زيارة العراق ولبنان؟ ...
- تلغراف: هكذا تسعى أوكرانيا لاختراق أسطول روسيا النووي
- نزع السلاح، نزع الوجود السياسي
- مقابلة سمير عادل مع جريدة (الى الامام) حول اعمال مؤتمر زنكوZ ...
- اجتماع افتراضي رفيع لبحث مفاوضات السلام في أوكرانيا يضم ترام ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - أدوات الاستبداد