|
دعوة لمناقشة أسئلة مشروعة !
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 01:59
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ عدة شهور وانا احاول الاكتفاء بالكتابة في حقل الشؤون الثقافية ، والانصراف الى انجاز بعض ما تحت يدي من مشاريع ادبية ، متحاشيا الكتابة في الشؤون السياسة والخوض في اوحالها ، لكن قبل يومين اتصلت بي زميلة شابة ، ونبهتني الى مقال لي بعنوان "هل سيشهد العراق فترة حكم الديكتاتورية الطائفية !" نشر في 11 تشرين الثاني 2009 ، في العديد من المواقع الاعلامية الاليكترونية في الانترنيت ، والمقال كما تعتقد زميلتي العزيزة ، ـ وكما سترى عزيزي القاريء ـ فيه اشارات مباشرة لما يجري حاليا على الساحة السياسية العراقية ، وبالذات عن التقارب والتوجه والتعاون ـ بما في ذلك حد الأندماج ـ بين قوائم الاخوة الاعداء من القوائم السياسية الطائفية . لا ادعي امكانية التنبؤ واتحفظ على منحي اوصاف مثل "محلل سياسي " ـ رفضت عدة مرات كتابة ذلك أمام اسمي في برامج تلفزيونية ـ ، لكن الخارطة السياسية وتفاعلاتها تقودني بسهولة مثل غيري كمتابع ومواطن الى مثل هذه الاستنتاجات ، وحين كنت في بغداد ، مطلع هذا العام ، وقبل اسبوع من الانتخابات البرلمانية ، كتبت لزملاء فنلنديين ، طلبوا مني انطباعات مكتوبة عما يجري ، قلت بأن المشاكل الحقيقية بين الاطراف السياسية لن تكون قبل الانتخابات ، بل ستأتي بعدها ، فالسؤال المهم هو : هل سيقبل الخاسرون بنتائج الانتخابات ، وما هو ثمن الرفض والقبول ارتباطا بالوضع الامني؟! ومرة اخرى ، ان هذه الاستنتاجات والاسئلة، التي تبين صحتها ، قاد اليها هذا الوضوح في هويات القوائم المتصارعة على السلطة لأحتكارها تحت مسميات الديمقراطية ، هذه القوى التي تستند الى ارضية سياسية طائفية لا يمكن لها ان تعمل الا وفق مصالحها التي هي فوق مصالح الوطن والدستور ! أدعوكم لاعادة قراءة مقالي المتواضع الذي سبق نشره ، ومناقشة اسئلته المشروعة واستنتاجاته المخيفة ! 18 نيسان 2010 سماوة القطب
هل سيشهد العراق فترة حكم "الديكتاتورية الطائفية" ؟! يوسف أبو الفوز عرفنا أن الديكتاتورية ، كما تشير الادبيات السياسية ، الى انها شكل من أشكال الحكم ، تكون فيه السلطة مطلقة بيد حاكم فرد لا يتقيد بدستور او بقوانين ، وبل يكون هو القانون ، دون مراعاة أي عوامل سياسية أو اجتماعية . لكن العلوم السياسية ايضا تشير ، وكبار المفكرين ، الى ان مفهوم الديكتاتورية لا يمكن ان يقف عند مفهوم الفرد الحاكم الديكتاتور، بل يمكن ان يمتد ليكون ديكتاتورية كتلة من الناس او فئة او طبقة ، والى هذا اشار فلاديمير لينين (1870 ـ 1924 ) في معرض نقاشه مع كارل كاوتسكي عام 1918 في كتابه حول الثورة البروليتارية . وقد وصفت الانظمة الشمولية ، بأنها نظام الحزب الواحد ، وأنها انظمة ديكتاتورية بدون جدال ، لانها تحمل ممارسات النظام الديكتاتوري حيث تعبئة الجماهير بشكل ديماغوجي بايدلوجيا الحزب الواحد الحاكم ، وحيث يتم توجيه النشاط الاقتصادي والاجتماعي بشكل تعسفي بقوة الاجهزة الامنية لصالح النظام الحاكم . ويشير العديد من خبراء العلوم السياسية الى ان هذه الانظمة الشمولية الديكتاتورية ، التي يوجد الكثير منها في مناطق العالم الثالث، تتميز بعدم الاستقرار السياسي وتبرز فيها الانقلابات والاضطرابات والخلافات السياسية التي غالبا ما تكون ضد مصالح جماهير الشعب . يطرح المفكر الفرنسي ريمون آرون (1905 ـ 1983 ) الفيلسوف وعالم الاجتماع ، والمدافع عن الليبرالية ، في كتابه ( الديمقراطية والشمولية ) الصادر في باريس عام 1965 ، اهم مقومات وعناصر النظام الشمولي فيشير الى احتكار السلطة السياسية من قبل حزب واحد ، يستند في نشاطه وعمله الى ايدلوجية تقود فعالياته ونشاطاته ، ولاجل نشر هذه الايدلوجيا سوف تُسخر كل اجهزة الدولة ، التي يكون تحت تصرفها كل وسائل الاتصالات من وسائل الاعلام ، وأيضا الوسائل الامنية القمعية . ان المخاطر التي تهدد العراق ، بعد الانتخابات القادمة اذا تمت على ضوء قانون الانتخابات الذي اقره البرلمان العراقي في الثامن من الشهر الجاري ، ستقود البلاد الى كارثة سياسية ، أذ ان نتائج الانتخابات ستقود الى ان يشهد العراق حكما شموليا من نوع جديد ، فالقانون اذ يقوم باقصاء قسري للعديد من مكونات الشعب العراقي ، فأنه يضع جدرانا امام دخول اي قوة سياسية اخرى تؤثر في القرارات السياسية ، ويمهد بذلك الطريق لصعود فئة ذات طابع طائفي واحد ، للاستحواذ على السلطة ، وتعمل بأيدلوجية طائفية فكرية وسياسية واحدة . فالحديث عن الفوارق بين القوائم الانتخابية المتنفذة الحالية سيتلاشى امام ذوبان الفوارق عند قيادات هذه القوائم حين تكون قضية الاستحواذ على السلطة واحكام السيطرة عليها المهمة الاساسية ، وستكون هناك عوامل مساعدة كثيرة ، خارجية وداخلية ، لظهور التقارب بين مكونات طائفية محددة . وعندها فان العراق مقبل على فترة حياة سياسية تتسم بصعود طائفة محددة ، ستسعى لممارسة نظام حكم وفق سياقات ديكتاتورية ، عندها يمكن الحديث عن ما يمكن تسميته "الديكتاتورية الطائفية " . وبما ان شعبنا العراقي قد ذاق الامرين من الحكم الديكتاتوري المقبور ، فلابد اذن من الاكثار من الحديث عن الديمقراطية . ألم يكن الديكتاتور صدام حسين اكثر من تحدث عن الديمقراطية ؟ الم يكن لديه مجلس وطني سماه الشعب بالاسطبل الوطني لانه ليس أكثر من واجهة تجميلية ؟ نحن اذن مقبلون على برلمان سيكون واجهة شكلية من اجل تلميع الحياة السياسية ، وسيقوم هذا البرلمان بتشريع قوانين تقود العراقيين الى الترحم على عهود سابقة.
11 تشرين الثاني 2009 سماوة القطب
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنلندية صوفي اوكسانين تنال جائزة الادب لعام 2010 في دول ال
...
-
بعض المثقفين ولغة - نحباني للّو - !
-
حين أتسعت غمازتا مراقبة صندوق الاقتراع !
-
شريحة المثقفين التي لا تجد الاهتمام الكافي
-
في السماوة مع مرشحي قائمة -اتحاد الشعب- في مسيرة انتخابية را
...
-
اتحاد الشعب.. قائمة الديمقراطية وقوى اليسار
-
عن مثقفي المحافظات
-
مرشحو قائمة اتحاد الشعب : لدينا امال كبيرة نعمل لاجلها
-
ثقافة القانون وعمود النور العراقي !
-
الشهيد سعدون: ولد وغادر في ظهيرة تشرينية ليتحول رمزا
-
قدح شاي معطر بالعنفوان
-
ضحك مبحوح !
-
ثقافة التواضع !
-
سلة الثقافة وفاكهة الأعتذار !
-
ليفرد طائر الثقافة جناحيه !
-
في أنتظار المثقف -السيادي- !
-
ماذا يعني في بلد أوربي أن يكون أسم المجرم : إبراهيم ؟!
-
أصنع مستقبلك أيها النمر العراقي !
-
من أجل أن يشج رأسك كتاب !!
-
مثقف راهن !
المزيد.....
-
مصر: لأول مرة شركات المحمول تقدم خدمة الشريحة المدمجة eSIM..
...
-
وزير دفاع سوريا يكشف سبب انسحاب الجيش من حماة
-
في رحلة قد تكون الأخيرة لها خارج البلاد.. السيدة الأمريكية ا
...
-
الملايين يواجهون الجوع في السودان وبرنامج الأغذية يكثف جهوده
...
-
وزيرا خارجية أوكرانيا وبولندا يغادران القاعة.. خلال كلمة نظي
...
-
ماكرون يرفض الاستقالة ويتعهد بتسمية رئيس حكومة جديد
-
طهران تشيع رفات 100 جندي قتلوا في الحرب العراقية-الإيرانية خ
...
-
وزراء خارجية العراق وإيران وسوريا يعقدون اجتماعا في بغداد
-
إسبانيا.. القبض على 7 أشخاص سرقوا أجهزة صراف آلي باستخدام شا
...
-
الجزائر: مجلس الأمة يدين -تدخل- البرلمان الأوروبي في الشؤون
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|