أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - في أنتظار المثقف -السيادي- !














المزيد.....

في أنتظار المثقف -السيادي- !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 10:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دردشة


لا يوجد ما يسر الكاتب ـ اي كاتب ـ أكثر من تواصله مع القراء ، حين يجد صدى لكلماته ، وهناك من يقرأه ، حتى ولو أختلف معه، في الايام الاخيرة ، وبسرور بالغ ، وعن موضوعات هذا العمود ، تلقيت وبأشكال مختلفة ، بعض التعقيبات من الاخوة القراء ، وبغض النظر عن الأتفاق والاختلاف ، فكلها ـ عزيزي القاريء ـ حظيت عندي بالتقدير، لأن اراء أي كاتب تكون في حدود الاجتهاد، وتحتمل النقاش والتقويم ، فقد انتهى زمن التفرد بالرأي واعتقاد امريء ما امتلاكه الحقيقة كاملة . بعض الملاحظات يدور حول تناولي صورة المثقف الانتهازي، حيث اعتبر بعض الاخوة كلامي "قاسيا"!، وبعضهم ـ بدون توضيح ! ـ اعتبره ينطلق من "مواقع منحازة !! "، واخر ـ وهو ما يهمني اليوم ـ اعتبر سخريتي من صورة المثقف ... " تسيء الى دوره في هذه المرحلة الدقيقة من حياة العراق "! ، قبل كل شيء يهمني تأكيد أنه ليس من المنطق عندي خلط كل الثمار في السلة عند الحديث عن أي قضية أو ظاهرة ، وهكذا فان حديثي كان موجهاً تحديدا لإدانة ـ والسخرية ! ـ من ذلك النوع من "المثقفين" الذين ارتهنوا لثقافة النظام الديكتاتوري المقبور، وصاروا من أدواته ـ شرطة ثقافة ! ـ واعتادوا تغير الولاءات ونزع جلودهم وتغيير قمصانهم ـ الحزبية والفكرية ـ تبعا لمصلحة او منفعة ذاتية، واستسهلوا التهالك عند أقدام ذوي النعمة والسلطة . في المرحلة الحالية المهمة في وطننا، يدور الصراع بين مختلف الاتجاهات الفكرية حول بناء الدولة ومؤسساتها ، اذ لم يتبلور بعد البديل الديمقراطي الحقيقي المنشود ، وما انتظره شعبنا من تأمين حياة أمنة مستقرة وسعيدة ، وفي خضم الصراعات والعوامل الضاغطة على العملية السياسية وتطور الحياة الاجتماعية والثقافية يبرز دور المثقف الحقيقي لقيادة اتجاهات الرأي نحو بناء وطن جديد خارج من تركة سنوات العسف الديكتاتوري وقمع الحريات، مرورا بأحتلال خارجي قاد البلاد الى ساحة صراعات سياسية لا تمنح المثقف الحقيقي اي افق للمساهمة ، بل تهمش دوره ، وتعامله كديكور في لوحة الصراعات السياسية ، يظهر فيها ـ بربطة عنق او بدونها ! ـ خلف السياسيين عند التقاط الصور في المهرجانات الخطابية والانتخابية ، ليقولوا عن هذا السياسي بأنه يحترم الثقافة.
حين زرت مدينتي الحبيبة السماوة ، بعد سقوط الديكتاتورية البغيضة ، قادما من منفاي الاضطراري ، من بعد غياب سبعة وعشرين عاما، احتفى بي مثقفو المدينة واصدقائي بشكل لا انساه، وضيفوني في يوم اخر في ندوة مفتوحة وتركوا لي حرية اختيار موضوع الحديث ، فاخترت " دور المثقف في اعادة بناء العراق "، ولم يأت ذلك الا من احساس بعظمة مسؤولية دور المثقف في مرحلة ما بعد سقوط الصنم ، وهو عندي الدور الاخطر والاهم من بين كل الادوار التي تتحدث عن التنمية واعادة البناء ، وعن هذا الدور المتميز تحدثت مرارا في لقاءات صحفية وتلفزيونية لاحقة ، فتأريخ الشعوب وتجاربها ، يعلمنا ـ عزيزي القاريء ـ بأن البنى التحتية ـ لاي بلد ـ من بناء شبكات كهرباء وماء وشقق سكنية ، وحدائق واسواق عصرية وتبليط شوارع واعادة تأهيل معامل صناعية وابار نفط والخ ، كل هذه يمكن ان تتنافس عليها شركات اجنبية ومحلية وتستثمر اموالها لتساهم في اعادة اعمارها ، وبمواصفات متطورة ، لتحقق ارباحا تجارية ، لكن اعادة بناء الانسان العراقي ، الذي خربته وهشمت روحه ـ وبناها التحتية ـ حروب النظام المقبور الكارثية ـ الداخلية والخارجية منها ـ وسنوات القمع الديكتاتوري الطويلة والمريرة ، وسنوات الحصار البغيضة التي افقرت الناس ومنظومة الاخلاق ، وثم سنوات الاحتلال والعنف الطائفي ، هذه المهمة النبيلة والكبيرة ، لا يمكن ان ينهض بها الا المثقف العراقي الحقيقي الذي ظل أمينا لموقفه الانساني الرافض للظلم والديكتاتورية والحروب والاحتلال والعنف الطائفي والتدين المرائي . وان مؤسسات الدولة العراقية الجديدة ، لا يمكنها ان تنجز هذه المهمة المقدسة او تساهم فيها بفعالية وبالشكل الامثل ان ظلت تهمش المثقفين ودور الثقافة في حياة المجتمع ، وتعتبر وزارة الثقافة وزارة هامشية ـ تحديدا قالوا عنها انها "وزارة تافهة "! ـ يعف عنها الساسة عند تقسيم اجزاء طبخات المحاصصة ، ويتنازعون على وزارات "سيادية" ميزانياتها خيالية، وفيها لجان مشتريات ومبيعات ، ولجان تنظم لمنتسبي الوزارة ايفادات وسفرات بطائرات خاصة وفنادق سبع نجوم ، وسهرات "سيادية" !
أن الثقافة ستظل ترفا تتعاطاه نخبة محددة من الناس ، ولا تكون شاغلا وحاجة للناس ـ عزيزي القاري ـ ان لم تكن هناك سياسة ثقافية واضحة للدولة العراقية تبتعد عن ما يسمى بثقافة الاحتفالات والاستعراضات وتتبنى مشروعا ثقافيا تنمويا جذريا ، يضمن ازدهار الثقافة العراقية ، ويكون المثقف فيه جزءا عضويا ومحوريا و"سياديا" ، وليس مجرد تابع اعلامي للسياسي ، بل يكون حامل مشروع تنويري تتوفر له الفرصة الكاملة والظروف المناسبة للمساهمة في انجاز إصلاحات تساعد على توجيه المجتمع الوجهة الصحيحة من اجل البناء الحضاري والتقدم الانساني !
وسنلتقي !



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني في بلد أوربي أن يكون أسم المجرم : إبراهيم ؟!
- أصنع مستقبلك أيها النمر العراقي !
- من أجل أن يشج رأسك كتاب !!
- مثقف راهن !
- الكاتب عبد المنعم الاعسم : لو امتدحوك فهذا يعني أنك على خطأ ...
- من أجل الحوار والتمدن … تحية !
- عَمود بالعرض !!
- السينما تخلد قصة وفاء كلب ياباني !
- ديمقراطية الخورمژ !
- خذ بالك من أنف الديمقراطية ؟!
- الكلاب المسعورة !!
- صورة -العدو- البشع في الدراما التلفزيونية العربية -رجال الح ...
- هل سيشهد العراق فترة حكم الديكتاتورية الطائفية ؟
- النكات الطائفية !
- التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني
- لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو
- لقاء مع قيادي بارز من الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والا ...
- المؤتمر الخامس للأنصار الشيوعيين العراقيين ينهي أعماله في بغ ...
- وقائع المهرجان الثقافي الثالث للأنصار الشيوعيين بغداد 6 8 آب ...
- اليسار الفنلندي والخروج من الأزمة !


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - في أنتظار المثقف -السيادي- !