|
لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 14:56
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
نقدر عاليا تضحيات الشيوعيين العراقيين من اجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي
ـ باريس في الايام 11 ـ 13 أيلول 2009 ، وللمرة الثانية من مشاركتي في مهرجان صحيفة اللومانتيه ، الصحيفة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي، لاحظت وجوده البارز وحضوره القوي في ارجاء المهرجان . وفي خيمة طريق الشعب كنت أجده دائم الحضور، بحرارة وتلقائية يتحدث مع جميع الرفاق ، كأنه واحد منهم. طويل القامة ، مشرق الوجه، لا تفارق الابتسامة شفتيه، الكلمات العربية التي يعرفها يقولها بلكنة محببة، ورغم كون حديثنا كان عبر مترجم عن الفرنسية ، الا اني كنت اشعر بأني افهم كل ما يريد قوله. انه "باتريك ريبو" ، من دائرة العلاقات الخارجية للحزب الشيوعي الفرنسي ، الاستاذ الجامعي لمادة الجغرافية في جامعة باريس السابعة ، المسماة بأسم الفيلسوف ديدرو، ويشغل رئاسة تحرير مجلة الفكر المعروفة على نطاق واسع في فرنسا. زار خيمة طريق الشعب، والتقى مع الرفيق فيصل الصراف، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، طريق الشعب حضرت اللقاء، ودار حديث ودي تخلله العديد من التوقفات لشرب الشاي العراقي ولتبادل التحيات مع الرفاق الذين بادروا ضيفنا بالتحيات والسلام : في البدء يسعدني أن انقل اليك تحيات صحيفة طريق الشعب وقرائها ؟ ـ ولصحيفة احبتي الشيوعيين العراقيين كل الاعتزاز ، ولقرائها كل التقدير . السيد باتريك ، اراك قريبا بشكل خاص من الشيوعيين العراقيين ، أثمة في الامر سر ما ؟ ـ ( يضحك بعمق ) ليست هناك أية اسرار، انا صديق الشيوعيين العراقيين، واقف إلى جانب قضية الديمقراطية في العراق من سنوات طويلة جدا. تضامني مع الشيوعيين العراقيين يعود لارتباطي بعدالة قضية الشيوعيين العراقيين واحترامي لنضالاتهم، واعتزازي بالثقافة العراقية. وهو ليس ابن اليوم، إذ ساهمت في الكثير من الفعاليات التضامنية النوعية، وافخر بذلك كثيرا، خصوصا في سنوات حكم نظام صدام حسين. وارتبط بعلاقات ودية مع الكثير من الرفاق الشيوعيين العراقيين والمثقفين العراقيين، وبعض الأسماء هم أصدقائي الشخصيين. وبين العراق وفرنسا اشياء جميلة مشتركة، الثقافة الثرية والتاريخ العريق، والانتفاضات ضد الظلم ومن اجل العدالة الاجتماعية والحرية ، حتى اننا نشترك بالاحتفال بيوم 14 تموز كيوم للثورة . يروي لنا رفاقنا المقيمون في فرنسا عنكم مواقف تضامنية مشهودة في التصدي وتحدي نظام الديكتاتور صدام حسين ، حدثنا عن حكاية اللقاء مع سفير صدام ؟ ـ كان ذلك في عام 1981، حيث وصل اليسار الفرنسي الى الحكم بمشاركة حزبنا الشيوعي الفرنسي، واستلمنا حينها من رفاقنا في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا ، قائمة بأسماء مناضلين معتقلين في سجون صدام حسين ، فتحركنا لطرح قضيتهم، من خلال سفير صدام حسين في باريس ، للكشف عن مصيرهم والمطالبة باطلاق سراحهم ، فطلب بدوره زيارتنا في مقر حزبنا العام، فرفضنا الزيارة، وحين ألح باللقاء، تواعدنا معه في مقهى عادي والتقيته هناك وسلمته قائمة المناضلين السجناء واخبرته بوضوح بأننا كحزب شيوعي فرنسي يمكننا استقباله، فقط حين يأتي بالجواب عن مصير حياة الرفاق المناضلين المكتوبة أسماؤهم في القائمة . يبدو ان مهرجان "اللومانتيه" هذا العام ، سيهيىء لاطلاق الصحيفة بحلتها الجديدة، ما هو التجديد الذي سيطرأ على الصحيفة ، ودوافعه ؟ ـ في شهر نيسان ستكون اللومانتيه بحلة جديدة، جاءت نتيجة دراسة، من اجل زيادة توزيعها، التي لا نخفي انها تعاني من مشاكل مالية. ستكون بتصميم جديد وعناوين واضحة. سيكون هناك مجال اكثر للنضالات المطلبية ، للثقافة ، لقضايا الشباب. من اجل هذا التغيير قمنا باستبيان بين قراء اللومانتيه. ايضا عدد الاحد الاسبوعي الذي يصدر على شكل مجلة سيكون بالالوان ومن مئة صفحة، وسيغطي مجالات واسعة ثقافية وسياسية وأجتماعية واقتصادية. القضية الأولى المطروحة أمامنا هي كيفية جعل صحافتنا، صحافة شيوعية جماهيرية مقروءة ! اللومانتيه التي صدرت عام 1904 ، لا تزال ثاني صحيفة مقروءة بالنسبة لعدد نسخ الطبع . ما هي تداعيات الازمة المالية العالمية على المجتمع الفرنسي بشكل عام وعلى الشغيلة الفرنسية بشكل خاص؟ ـ النتائج مأساوية للطبقة العاملة والكادحين ، كثير من الشركات الكبرى ، استغلت الازمة ، لتسريح الآلاف والمئات من العمال . نسبة البطالة في فرنسا ارتفعت الى اكثر من 10% فقط خلال هذا العام . نحن نعيش مرحلة إفقار للطبقة الوسطى. ويرتبط بهذا تقييد للحريات بوسائل مختلفة، ونقص ميزانية الدولة يدفع الى ارتفاع نسبة الضرائب على الجماهير الشعبية . وما هي استراتيجية ومبادرات اليسار الفرنسي، الذي يلعب فيه حزبكم دوراً محورياً، للتصدي لتداعيات الازمة المالية العالمية وسياسات اليمين الحاكم ؟ ـ في ربيع هذا العام، 2009 ، شارك الحزب الشيوعي الفرنسي وقاد عدة مظاهرات مطلبية ضد سياسة الحكومة الاقتصادية، وضد سياسة البنوك، التي تواصل جني الارباح على حساب المواطن ذي الدخل المحدود . حزبنا يواصل دعم النضال الشعبي بقوة، و الوقوف إلى جانب الإضرابات التي حصلت في العديد من المعامل . وكان هناك ممثلون لحزبنا في كل الفعاليات المطلبية . خاض حزبكم انتخابات البرلمان الاوروبي الاخيرة (في حزيران الماضي) ضمن "جبهة اليسار"، (بالتحالف مع حزب اليسار وقوة اخرى) .. ما هو تقييمكم لنتائج تلك الانتخابات؟ وما هي آفاق هذه الجبهة وإمكان توسيع قاعدتها؟ .. خصوصاً وانكم تستعدون لخوض حملة نضالات مطلبية في الاسابيع القليلة المقبلة.. وايضاً مع التوجه لخوض الانتخابات المناطقية (في الاقاليم)؟ ـ تجربة التحالف هذه، كنا نحن المبادرين لها، اشتركت فيها سبعة احزاب يسارية، مع مساندتنا لمنظمات المجتمع المدني، نأمل في توسعها على قاعدة النضال ضد سياسة الليبرالية الجديدة والرأسمالية، هدفنا هو التقدم الاجتماعي وتعزيز الديمقراطية، ضد سياسة معاداة الشيوعية، التي تلقى لها زبائن في كل مكان . سنعمل على تكوين قوائم يسارية مستقلة في المناطق و الأقاليم ، بحيث نكون طرفا في كل القوائم ، وبهذا نوحد جبهة اليسار. إذا كانت هناك دورة انتخابية ثانية لحسم المرشحين ولقطع الطريق امام اي مرشح يميني، سنقوم بدعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي كما جرى في الانتخابات الرئاسية. كيف تنظرون الى الوضع في العراق؟والى علاقتكم بالحزب الشيوعي العراقي ونضاله الى جانب القوى الديمقراطية من اجل استعادة السيادة الكاملة وبناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد؟ ـ نحن نتابع عن كثب وبأستمرار نضالات الشعب العراقي ، وننظر بتقدير عال الى نضالات حزبكم، ونقدر عاليا تضحيات الشيوعيين العراقيين من اجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي في وطن كامل السيادة ، وستبقى علاقاتنا الكفاحية متينة مع الحزب الشيوعي العراقي ، والتي نسعى الى تعزيزها بأستمرار.
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء مع قيادي بارز من الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والا
...
-
المؤتمر الخامس للأنصار الشيوعيين العراقيين ينهي أعماله في بغ
...
-
وقائع المهرجان الثقافي الثالث للأنصار الشيوعيين بغداد 6 8 آب
...
-
اليسار الفنلندي والخروج من الأزمة !
-
حكاية الفنان كوكب حمزة وامرأة قطار أبو شامات
-
السيد -سيد صباح بهباني - انت مطالب بالاعتذار للقراء أولا !
-
الناشط البيئي ئارارات مجيد رحيم
-
أفياء البدلة الزرقاء
-
الباحث كورش أرارات عاشق الطبيعة والطيور
-
بطاقات أنصارية لذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
-
بمناسبة العيد الماسي للحزب الشيوعي العراقي
-
رسالة حب مفتوحة الى أبنة رجل لا يلتفت
-
حوار شامل مع الكاتب العراقي يوسف أبو الفوز
-
سفر خالد في النضال من أجل الشعب والوطن
-
حالمة حد الأشتعال !
-
لقاء مع الفنانة الرائدة انوار عبد الوهاب
-
Mamma Mia
-
لقاء مع الفنان المبدع جعفر حسن
-
من -سويله ميش- الصوت هز السماوة !
-
أنتخبوا الحزب الشيوعي العراقي ... انتخبوا المستقبل !
المزيد.....
-
-سبيس إكس- تطلق مجموعة أقمار صناعية للاتصال المباشر بالهواتف
...
-
صالات فارغة وطائرات مروحية مدمرة.. لقطات من مطار حلب الدولي
...
-
اكتشاف جديد قد يفتح آفاقا لعلاج مرض باركنسون
-
اجتماع ثلاثي في بغداد بشأن سوريا.. ومقتل 20 مدنيا بقصف جوي
-
كيف سيدعم العراق سوريا ضد -جبهة النصرة-؟
-
سكان كاليفورنيا يسجلون مشاهد لمياه مسابح تهتز بشدة بعد الزلز
...
-
-حماس-: تصريحات سموتريتش حول ضم الضفة الغربية انتهاك صارخ لل
...
-
ستيفن سيغال يتمنى للشعب الروسي النصر في العام الجديد
-
الأردن يدعو مواطنيه المتواجدين في سوريا إلى المغادرة في أقر
...
-
ماكرون يستقبل ترامب وزيلينسكي قبل افتتاح نوتردام
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|