أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - عن مثقفي المحافظات














المزيد.....

عن مثقفي المحافظات


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 00:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دردشة

الاسبوع الاخير، كنت في السماوة الحبيبة ، نعم ـ عزيزي القاريء ـ السماوة ذاتها التي تغنى الشعراء والمطربون بفراتها ونخيلها وجمال صباياها وبسالة ثوارها وتضحيات مناضليها، ووجدت ان احوالها تصح ـ تماما ! ـ على ما نسميه دائما في احاديثنا وكتاباتنا بـ " تركة النظام المقبور"، فهذه المدينة الباسلة، التي تنفس ابناؤها تأريخها الثر من ايام اوروك وجلجاميش وشعلان ابو الجون ومحمد الخضري والشيخ مهدي السماوي وصعودا لما جاء بعدها ،هذه المدينة التي شهدت سنوات طفولتي وصباي، لم تعد تلك السماوة التي تريد صديقة الملاية الطيران أليها والعيش فيها "خذني وطير بيه للسماوه ..." ، ولا التي تلوع فيها قلب حضيري ابو عزيز فراح يدعّي عليها " ريت السماوة بنار وتظل خرايب ... طبيت لها شاب وطلعت شايب " ، ولا التي تغنى حسين نعمة بنخيلها " نخل السماوة يقول طرتني سمره ... " ، صارت السماوة الان ـ قياسا بما كانت عليه قبل تسلط المجرم المقبور صدام حسين ـ تبدو للناظر وكأنها مدينة في فلم مستقبلي يتحدث عن فترة ما بعد حروب كونية ما ، وكأنها ... ، ... لنكتفي بهذا ـ عزيزي القاريء ـ حتى لا يشت بنا الحديث بعيدا ، ولنسأل ونأمل : هل سينهض العراق كوطن وتنهض السماوة كمدينة ؟! هذا سؤال نتوقف عنده ونعود الى غرضنا الاساس لهذا الاسبوع ، ففي خلال وجودي في السماوة، زرت الصديق المخرج السينمائي المبدع هادي ماهود الى بيته ، المخرج الذي تخلى عن الحياة في استراليا ــ او كما يقول البعض : ترف الخارج ! ــ وعاد ليستقر في مدينته ، ليحاول من هناك المساهمة في صناعة سينما عراقية جادة ، وزيارتي كانت ليس لمعرفة اخر نشاطاته ومشاريعه الفنية ، بل للأطمئنان اليه واحواله الصحية، اثر الحادث المروري المريع، الذي تعرض له واخوه ، الذي كان يقود السيارة ، على طريق تل اللحم على مشارف مدينة الناصرية ، وذلك خلال عودة هادي ماهود من المشاركة في مهرجان دبي السينمائي والذي مثل فيها بلده العراق خير تمثيل، هذا الحادث الذي ادى الى اصابات في ركاب السيارة ، ومنها تهشيم وجه صديقنا المخرج هادي ماهود ، وقد نقلت الفضائيات والصحف اخبار الحادث ، فعلم به كل متابع ، لكن صديقنا المخرج من بعد الحادث عانى الامرين حتى تم نقله الى الكويت للعلاج المناسب، بمبادرة مشكورة من الملحق الثقافي الكويتي في لندن !! ، الذي اتصل به اصدقاء اوفياء لمخرجنا السماوي ، ولولا هذه المبادرات الكريمة ـ عزيزي القاريء ـ لكان حال الصديق هادي ماهود يصلح مادة لعنوان فلم سينمائي اسمه "الاهمال والتهميش للمثقفين في العراق الديمقراطي" . ان الجلوس الى هذا المبدع والاستماع الى شكواه لما يعانيه ، تطرح في البال حالا قضية، علاقة مؤسسات الدولة بمثقفيها والمسؤولية عن حالهم الصحي والمعيشي قبل الحديث عن ابداعهم وانتاجهم وكيفية دعمه ، فهم بشر شأن غيرهم، يمرضون ويتعرضون الى حوادث وينتكسون نفسيا ، والمطلوب ان توجد انظمة وقوانين عادلة تضمن هذه الرعاية ، لا ان يكونوا خاضعين لمكرمات هذا المسؤول او ذاك على طريقة الديكتاتور المقبور ومكرماته التي اذلت الناس والمثقفين لا نفعتهم ، وما تعرض له الفنان هادي ماهود يطرح في البال حال مثقفي المحافظات وشكواهم المستمرة من الاهمال والتهميش على مختلف الصعد ، والتي لا تطلق هنا جزافا ، ومن باب البطر ، بل تأتي من وقائع ملموسة ومتتالية تكاد تكون مسلسل يفوق المسلسلات التركية في عدد حلقاتها واجزائها . في ايام سلطة العفالقة المقبورة ، كان البعض من مثقفي المحافظات يرضى بأن يكون بعيدا عن الاضواء ـ مهمشا ! ـ ، حتى لا يجبر على القيام بما يتعارض مع افكاره وميوله الابداعية ، الان ونحن نعيش مرحلة جديدة نؤسس فيها لعراق جديد ، نريده عراقا للجميع ،عابراً للطوائف والقوميات والعشائرية والمناطقية ، ماالذي يمنع من الاخذ بيد مثقفي المحافظات لينالوا حقوقهم ويحصلوا على فرصتهم المناسبة ، في الرعاية والعمل والنشاط وتقديم ابداعهم ليمكنهم المساهمة بشكل جاد في بناء هذا الوطن ؟ . على طول تأريخ المسيرة الثقافية للعراق قدمت المحافظات اسماء لامعة من المبدعين ، شعراء وفنانين وكتاب قصة ـ وايضا سياسيين ! ـ ، ولا نريد هنا ان نذكر اسما فننسى واحدا منهم ، حتى لا نتهم بالمناطقية او التعصب لمحافظة ما ، فأترك الامر لذاكرتك ـ عزيزي القاريء ـ وانا اثق بك ما دمت تمنحنا بعض وقتك وتقرأ هذا العمود . ولنتسائل معا وبصوت عال : أيمكن ان نبني عراقا جديدا ـ تكون فيه الثقافة للجميع ـ وتبقى العاصمة فقط هي محل اهتمام الحكومة والمسؤولين ، ويبقى حال المحافظات ومثقفيها هو الاهمال والتهميش ؟ ان مسؤوليات كبيرة في هذا المجال ملقاة على عاتق نوابنا البرلمانيين الجدد والحكومة الجديدة ، ونتمنى ان يلتفتوا قليلا الى مثقفي المحافظات ، وان تكون هناك قوانين شاملة ، وخططا ثقافية وبرامج عادلة لا مجال فيها للاقصاء والتهميش ، وتضمن حقوق الجميع في العاصمة والمحافظات .
وسنلتقي !



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرشحو قائمة اتحاد الشعب : لدينا امال كبيرة نعمل لاجلها
- ثقافة القانون وعمود النور العراقي !
- الشهيد سعدون: ولد وغادر في ظهيرة تشرينية ليتحول رمزا
- قدح شاي معطر بالعنفوان
- ضحك مبحوح !
- ثقافة التواضع !
- سلة الثقافة وفاكهة الأعتذار !
- ليفرد طائر الثقافة جناحيه !
- في أنتظار المثقف -السيادي- !
- ماذا يعني في بلد أوربي أن يكون أسم المجرم : إبراهيم ؟!
- أصنع مستقبلك أيها النمر العراقي !
- من أجل أن يشج رأسك كتاب !!
- مثقف راهن !
- الكاتب عبد المنعم الاعسم : لو امتدحوك فهذا يعني أنك على خطأ ...
- من أجل الحوار والتمدن … تحية !
- عَمود بالعرض !!
- السينما تخلد قصة وفاء كلب ياباني !
- ديمقراطية الخورمژ !
- خذ بالك من أنف الديمقراطية ؟!
- الكلاب المسعورة !!


المزيد.....




- ترامب يزعم: هاريس -غير مؤهلة- للتعامل مع الزعماء الأجانب إذا ...
- رصدها بكاميرا دون علمها.. مربية تتوارى عن الأنظار بعد انتشار ...
- أداة تعذيب؟.. جهاز غريب من عصر مضى يُحيّر المؤرخين
- بيان سعودي بعد مقتل مدنيين بولاية الجزيرة في السودان ودعوة ل ...
- مسح بالأشعة السينية يكشف عن لغز -مومياء مغلقة- مصرية شهيرة
- احتجاجات قرب ميناء أمبرلي في مدينة إسطنبول
- منظومة -غراد- تستهدف مواقع تمركز القوات الأوكرانية
- بالفيديو.. شجار داخل مركز اقتراع بسبب -قبعة مناهضة لبايدن-
- المسيرات الإيرانية في العراق.. أنواعها والهدف التكتيكي من إط ...
- الإعلان عن إجلاء مواطن أمريكي كان يساعد الجيش الروسي من الأر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - عن مثقفي المحافظات