يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 01:24
المحور:
الادب والفن
في تنافس شديد بين احد عشر كتاباً لمؤلفين من الدنمارك والسويد والنرويج وفنلندا وأيسلندا وجزر فارو ، الذين يشكلون "الشمال الاوربي " ، لنيل جائزة الادب لمجلس دول الشمال الاوربي للعام 2010 ، اعلن في الثلاثين من اذار هذا العام ، عن فوز الاديبة الفنلندية صوفي اوكسانين ، عن روايتها " تطهير " الصادرة عام 2008 في هلسنكي ، وقيمة الجائزة 47،000 يورو. وقد اشادت اللجنة المانحة للجائزة بالرواية واعتبرت مواضيع الرواية " صالحة لكل زمان ولكل لغة" ، وبينت ان "مواضيع مثل الحب والخداع والقوة والعجز وردت بلغة مقنعة للغاية ، وبوصف دقيق وغير عادي"، ويذكر ان الرواية نفسها سبق وحصدت جوائز اخرى ، فقد نالت جائزة الفنلنديا ، وهي ارفع جائزة ادبية فنلندية ، تأسست عام 1984 ، وتمنح سنويا من قبل المجلس الاعلى للثقافة والفنون لافضل كتاب لمؤلف فنلندي الجنسية ، وتبلغ قيمتها المادية 26 الف يورو ، ونالت اوكسانين ايضا جائزة ادبية رفيعة المستوى من استونيا ، الدولة الجارة لفنلندا . والرواية تقدم صورة عن الحياة في استونيا ، في ايام الحكم السوفياتي ، الذي تتعامل معه الرواية بمفهوم الاحتلال ، وتتحدث عن حياة امراتين من جيلين مختلفين ، فتاة شابة ، وامراة مسنة هي الشقيقة الاصغر لحفيدة الشابة ، وتغوص الرواية في الماضي وفترة الحكم السوفياتي ، وتعرض ما واجهته كلتا الامرأتين من فقدان الحرية . والكاتبة صوفي اوكسانين ، مواليد 1977 ، من أم فنلندية ذات اصول استونية ، والمعروف ان استونيا صارت جزءاً من الدولة السوفياتية في اعوام الحرب العالمية الثانية وانفصلت عنه خريف عام 1991 ، الذي يعتبر حاليا تأريخ استقلالها الرسمي . وقد نالت الرواية حال صدورها انتشارا واسعا وباعت في فنلندا اكثر من 400 الف نسخة ، وترجمت ووزعت في 12 بلدا اوربيا ، وستصدر في ابريل / نيسان القادم في الولايات المتحدة الامريكية باللغة الانكليزية ، والرواية اعدت عن مسرحية لنفس الكاتبة سبق وان قدمها المسرح الوطني الفنلندي ونالت اقبالا جيدا ، وللكاتبة عدة مؤلفات روائية اخرى لم تنل الشهرة الكافية ، وهي ناشطة في منظمات المجتمع المدني ، ولها تصريحات ومواقف ضد العنف الاسري والجنسي . وفي خريف عام 2008 تدخل وزير الخارجية الفنلندي من اجل ضمان مشاركة الكاتبة في مهرجان شعري في بطرسبرغ الروسية ، بعد ان منعت من المشاركة ، وثار ذلك في حينها لغطا ، اذ هددت منظمة القلم الفنلندي بالانسحاب من المشاركة على ضوء منع الكاتبة ، وتحججت اللجنة المنظمة للمهرجان الى انها لا تعرف بأن الكاتبة كشاعرة وانما كروائية ، واشارت الكاتبة والصحافة ان للمنع اسباب سياسية وعلاقة بروايتها.
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟