اليوم .... ومداياته ؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 16:30
المحور: الادب والفن
    

اليوم ........ و مداياته !؟
اليوم ... يوم كتابة
الأيام ملوّنة كفكر الإنسان
لا يمكن أن تبقى أبيض وأسود
أو أحادية اللون .. والحركة .. والرتابة .

يوم للكتابة
يوم للدموع .. للتأمل
يوم للفرح –
يوم للرقص .. والغناء
ويوم للإبتهال والشموع والعبادة
يوم للموسيقى , ويوم للرسم , والفنون , والفيزياء
فيزياء الجسد , المحيط , الفضاء , الكون ؟

يوم للرياضة , والحركة والتمارين المتعددة الوظائف والإتجاهات والخدمات
يوم , للتراث , للتاريخ , للفلكلور
ويوم للجغرافيا و( كل محتوياتها ومضمونها ) , ويوم للكيمياء - الذاتية والخارجية -

يوم للولادة
يوم للأحياء ,
ويوم للأموات و ( الأكفان والأقمطة والفناء ) !
والقيامة

يوم للولادة المعرفية والروحية والنفسية
يوم استراحة , يوم عمل متعب .. إرهاق
يوم للزيارات , ويوم للضيوف والإستقبالات
والأطفال ,,

وتتوالى الأيام ولا تتعب , ولا يتعب المرء .. الجسد
" الروح قوية .... . " والجسد ... . كذلك
يوم للسهر – للأرق – للقراءة - للإبداع .

يوم للنوم والإرتخاء والكسل , والتفكير المنفلش دون ضوابط وتقنين أو استثمار
أي سابح في الفضاء اللامتناهي !؟ - مثل هذا اليوم نادر لدي –

يوم للتعلم والتعليم , , والعطاء .. والتبرعات .. والعمل .. والإنتاج أي شئ أي شئ من لاشئ ..

يوم للجيران والأصدقاء , أو الأقارب – مهما ابتعدوا !؟
يوم للورود والزراعة والإخضرار والأمل .. والتنزه في حقزل الزعتر والأقحوان ..
ويوم للشمس والدفء , ويوم للغيوم والأمطار والصقيع , أو الثلوج والمواقد
يوم للضباب , وتلبد الغيوم والبروق والرعود وقوس قزح !؟

يوم للنظافة والترتيب والتنظيم والتجديد – ويوم للفوضى والبعثرة وتوزع الأشياء
يوم للسفر .. طويل طويل , سفر طويل
يوم للموانئ , والمطارات , والمحطات , والعواصم , والمدن
يوم للبحار – بحاربحار .. مياه مياه مياه تتصل بالمحيطات , وأمواج أمواج , وتيارات
يوم للغضب – للثورة – ثورة – ثورة إنفعال
بركان – رقص فوق المذابح والنيران – تحد – عنفوان – غضب !؟

يوم للوطن
للأرض .. والتراب
للنكهة للعطر للوجوه للأسماء , للوجع
للحقول للبساتين
للكروم والتين وزهر اللوز ورائحة ورق الجوز .. والعشب المقصوص -
يوم للهوية للأهل للبيئة للمطارح للبيوت للأكواخ للذكريات الحزينة والجميلة
يوم للطبيعة للصفاء .. للتأمل .. للخيال .. للهدوء .. للرؤى
للوجود.. للكون .. للأسوار .. والأسرار

يوم للرب للصلاة للإيمان للخشوع والدموع .. والأعياد
يوم للصيام .. للبساطة .. للقناعة , ونكران الذات , للمرضى للحزانى للمتألمين للمضطهدين للمعتقلين والمظلومين .
للطيران ,, للتحليق في الفضاء للذوبان والإنصهار في ذرات الهواء ..
والوجود وجزئيات الأشياء والخطوط والألوان .. والشعاع - الضياء -


أجل ,, هكذا أرى نفسي كل يوم
صفحة جديدة , ورقة جديدة
قطعاً هي ورقة مشبعة بالإخضرار
مغموسة بأمل الحقيقة .. والحق .. والخير .. والجمال .

فاليوم كان يوم عمل .. إنتاج رغبات طموحات أهداف ومشاريع
تغيير.. تبديل .. ديكور .. بناء أي برج , أي زقورة في سحب
في واقع , في خيال المستقبل القادم .

هذا اليوم يكاد يكون محمولاً على أكتاف ديناميكية الشباب
والقوة والشجاعة واللامستحيل واللابعيد .. واللامحدود
يكون كل شئ كل شئ ممكن ومرغوب وأكيد ومصمم
...... وهكذا يمضي النهار لينام مع أخواته , في شبكات وطيات اللاشعور الإنساني
مجنداً للدفاع عن الحياة.. والحب

هذا اليوم ,, يوم المشاعر والأحاسيس والعواطف القريبة والبعيدة
يوم تولد فيه ملايين المشاعر الإنسانية الفياضة النبيلة لكل ما هو كائن حي ,
من رحم الأم , إلى اّخر وجه على ظهر البسيطة , أوإلى اّخر وجه في القبيلة والعشيرة والطائفة والأسرة -
إلى أبعد نواة حيّة إنسانية على كوكبنا .
كنت أعيش السعادة والفرح الإنساني العظيم , الممتلئ حباً وسلاماً داخلياً ,
الذي يتغلغل في كل خلية من خلايا الجسم
يتناثر قبلاً ومحبة وضمّات ضمات في عالم الشعر
والموسيقى ..

هذا اليوم يوم مكرّس للحب الإنساني الكبير النموذج .. والرائد
الذي بنينا عليه حبنا للوطن ..
فالمرء بدونه كشجرة عارية .. وبلا جذور
بدونه يبقى الإنسان بلا رفيق .. وحبيب ...
1994 – رسائل للوطن

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل