من خواطر زوجة معتقل سياسي ..؟ - 20 - مهداة إلى سجينات وسجناء الرأي والضمير في وطني سورية , بمناسبة عيد الحب القادم .

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 19:15
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

من خواطر زوجة معتقل سياسي .. ؟ - 20 -
مهداة إلى سجينات و سجناء الرأي والضمير في وطني سورية – بمناسبة عيد الحب القادم .
خواطر ليلية
يقولون : " إن الحجارة لا تسمع ولا تحكي .. ولا تبكي " .
ولكني بالتجربة أدركت :
أن الجماد يتحرك .. يتبدل .. ويتفاعل .
له لغته الخاصة
له .. عشرات العيون .. والاّذان
ألم يكن هو إبن الطبيعة ؟
أجل ..
هو يملك الإحساس الداخلي .. والتعبير الشكلي .. واللوني -

من سمع لغة النجوم ..؟
من شاهد غضبة البحر ..؟
من راقب تحركات الأرض ؟
زلازلها براكينها
من سمع أصوات العواصف .. والبروق ورعودها..؟
والغيوم , , دموعها ,, ورذاذها
والأشجار , تمايلها ونفض أوراقها
والغابات , وشلح أوراقها وأغصانها .. وتجرّحها ؟
والرمال .. والكثبان , وتحركها
والصخور , وتشققها ..!؟

في كل يوم .. ,, كنت أعيش مع كل هذا الكم
مع هذه العوالم .. والظواهر
وأسرار الوجود والمرئيات ..!!؟

كل ليلة كنت أتفاهم بلغتهم
وأصغي إلى همسهم ..وحزنهم .. ودموعهم
الشفافة الصافية .. كندى الفجر ..

في كل ليلة , كانوا يكلمونني عن ثورات الشعوب ..
موجاتهم .. زئيرهم .. صرخاتهم
جوعهم المزمن .. أمراضهم .. سياط عبوديتهم
من عمق الطبقات كانت تصرخ اّهات العبيد .. والرقيق
أو المضطهدين ..
في كل يوم لنا رحلة , إلى بلاد واسعة – كبيرة – وشعوب غفيرة ملونة
نضالاتها التي لا تحصى مكدسة في قاعات العدل المغلقة ..
ولا تعد قضاياهم ومطالبهم ..!

رسموا لي من نجوم : زهرة ( هوشي منه )
ومنارة الصين .. ووجه تشي غيفارا في القارة اللاتينية وأفريقيا
من أجراس الكرملين .. ووجه لينين نجوم حمراء .. وغابة من الشقائق ..

.... ورسموا ورسموا
من ساحة تيان إن مين , إلى ... ساحة الكرملين
منارات ونجوم
رسموا منافي ماركس – وهوشي منه – وعطاء أنجلز وستالين –
والقادة – والأبطال –
سيجوا بورود فرنسا الجميلة ( كومونة باريس ) ..
وثورة الفلاحين ونضال الأسبان بدم شاعرها الشهيد " لوركا " –
رسموا لي بزيتون أخضر , ملاجئ , و مراكب المناضل والمقاوم الأوربي من أقصى الشرق لشواطئ الغرب ,
مروراً بااليوناني
والفلسطيني والكردي والأرمني وكوفية الفدائي .. وبندقية غيفارا وأرتيريا .. والقارة السوداء .
رسموا بقصب السكر سهول كوبا , وبالبامبا الأرجنتين
وغيرها .. وغيرها
ما أجملك أيتها الصور واللوحات الرائعة الناطقة ؟

ملاحم حية .. معاشة منذ اّلاف السنين .. واّلاف الموجات البشرية القديمة والحديثة
كتبت ووشمت خطواتها على هذا الكوكب ....

لا ينتهي هذا النهر البشري طالما الشر , والعبودية , والطغاة , والظلم , والإستغلال موجوداً –
طالما الكبار والمتسلطين يقتلون الصغار , يحتقرونهم , يستعبدونهم –
ولكن مهلاً ..
مهلاً أيتها الأخت الساهرة
ستشاهدي قصوراً للأطفال في بلاد احترمت في مبادئها الإنسان
ستشاهدي المسارح والفنون والثقافات والملاعب والمكتبات وأناشيد الشعوب الحية
تغني لإنتصار الحرية في كل مكان من الكرة الأرضية .
ستشاهدي موجات الغضب في قارات أوربا واّسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية .
هذا الظلم والقهر والإستعباد واستلاب الإنسان ..

اليوم – ستسهري معنا حتى الصباح – وليس غداً –
لتشاهدي كل مخازي الدول الكبرى المترامية الأساطيل و شبكات التجسس ,
وأدواتهم في الوطن العربي –
ستشاهدي تمرد الأرض – ونداءها لبنوك الدم تطلب مصنعاً لنقل الدم –
ترابها أضحى مجبولاً بالضحايا ..! ........................دمشق / 1977

إخوتي وأخواتي : لا تنسوا عيد الحب في بلاد الإستبداد وذكرى المجازر الدموية في ( حماه وتدمر )
لنضع وردة حمراء على قضبان السجون السورية والمعتقلات .. وردة الحرية ..

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل