إلهي .. إلهي :

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 16:40
المحور: الادب والفن
    

إلهي ..؟
* - يا إلهي .. تعبنا على تحمل قوة الإنكسارات
وخط البيانات النازل في الإنحدار
تحت الأرض يغور
أعمق من الأهوار .. والغور
في العالم السفلي , والمستنقعات .

تعبنا إلهي
من التمزق والوجع في يومنا الأبدي
وصيفنا الجليدي !
لقد ضاع الحلم
ضاع كل ما وفرناه واقتصدناه , وبنيناه
ضاع كل شئ
سرق الهدف .. وتكسر المرمي
واقتلع الحب الأنقى
تبعثر كل شئ
وكل شئ بعيد .. بعيد
السراب .. والتراب
والرماد .. والأسلاب
في كل مكان .. وكل مقام
في القريب .. والبعيد
تخرّب القديم .. واغتيل الجديد
لا شئ هنا
لا شئ بين أيدينا
لم نعد نغزل صوفنا بأيدينا
غير مسموح بنسيجنا .. بهويتنا
فكل العصافير سافرت
إلى غير مكان .. وغير مناخ .. وغير شرفات
لم يعد ما تأكله .. ما تتنفسه
غابت المساحات .. والفضاءات
لقد اقتاتت من قلوبنا ما فيه الكفاية و الكثير
وشربت من عيوننا ما سقت سنابل حقلها
لترحل إلى حيث الحرية
وشمس الإنسان ..

ملّت الظلمة ..والعتمة
والوجوه الخشبية الرتيبة الصنمية
ملت حبات الزيتون السوداء
وخبزها المنقوع –
هجرت , ملّت سجن البيوت
السميكة الجدار – البطيئة الخطى
ملت رقصات الموت البطئ
وتمايل عسر العقود .. على خصور العنقود ..

يا ألف دمعة ودمعة
يا ألف قبلة وقبلة
يا ألف تحية وتحيتي الموجهة
إلى السنين الضامرات في دفتر الإنسان
المصلوب في مفترقات الدروب
إلهي إلهي
أفتح لنا شرفات الغد
ولو عقد من الزمن
ولو سنة من الضوء
ولو يوماً في شمس جمهورية أفلاطون
كي نشاهد ميزان الحق والعدالة
مرسوماً في أفق الشعوب
وتختفي دمعة حارة لاهبة
وتنبت زهرة شقية عاشقة
وسنبلة طعام ..! ..................... 1994

*

إلهي إلهي :
دقت ساعة الصراخ
وهاجت بحار الظلمات
ولم تهدأ العاصفة .
ماجت الأوجاع
والأفواه والجياع
تورمت المعتقلات
فرّخت القضبان
وتمادت المنافي
كبساط الريح في الأصقاع
البرية والبحرية –

تكلموا أيها المعذبون
في كل معتقل وإحباط , وانكسار
في كل محطة , وقطار
في كل عاصمة .. ومدينة .. ورصيف انتظار
طويل طويل – كرحلة إينانا , وعشتار -
عمره أعشار .. أعشار
أعشار من السنين
على أسلاك الوطن
وسواحل الغربة
وقناطر البيوت
وطن المجد .. والسيف والأحرار
سكن الأحداق , عند الكبار .. والصغار ...
-----------

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات