أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - الكلمة في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد ؟ - 4 - والأخير















المزيد.....



الكلمة في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد ؟ - 4 - والأخير


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 02:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بداية ... لا بد من بعض الردود للإخوة المعلقين في الجزء الاول والثاني :
وصلني إيميل من القارئة الأخت الفاضلة ناهاميا Nahamia تعليق على الموضوع : الكلمة في الإنجيل – رقم 2 المنشور في الحوار المتمدن . والأخ رياض الحبيب , أشكركما على المتابعة والتصحيح والإنتباه , ( في البدء كان الكلمة ) أعتذر عن الخطأ المطبعي , لأنني في إدراج هذه الاّية مرات عديدة أخرى في عرض الموضوع كتبت كما هي في الإنجيل . .. " في البدء كان الكلمة " , تحياتي لكما .
وللأخ عبدالله الحبيب : أعتقد أن موقع الحوار المتمدن هو مساحة ثقافية وفكرية مفتوحة لجميع الاّراء بكل حرية , ولا يتحيز لأي جهة كانت في النشر . دائماً أقرأ على سبيل المثال : للكاتب أحمد منصور , والكاتبة الحممامصي , وسمير ابراهيم خليل حسن , وغيرهم كثر من الزميلات والزملاء الكرام , يعالجون ويحللون الدين الإسلامي والبهائي والمانوي والزاردشت والبوذي والصابئي , والحوار لا يتدخل بما يكتبون فحرية النشر مصونة للجميع , أهلاً وسهلا بك وشكراً لتعليقك ومرورك على موقعي ..
أما الأخت سميرة فجوابي لها : صحيح , أنا مع رأيك بكل ما كتبت من تعليق . الإنسان هو الذي يميز بين الصح والخطأ والمحبة والكراهية .. بالدراسة والقراءة وحرية النقاش بعقله وانفتاحه على كل الأديان ,, أشكر متابعتك وإبداء الرأي ,, مودتي واحترامي لك ولجميع المعلقين .
-------------------------------------------


زمن الإضطهاد ( دعوة للصمود أمام اللإستبداد والإضطهاد )
---------------------
" ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب , فكونوا حذرين كالحيات , ودعاء كالحمام . وانتبهوا , لأن الناس سيسلمونكم إلى المحاكم , ويجلدونكم في المجامع , ويسقونكم إلى الحكام والملوك من أجلي , لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب . فلا تهتموا حين يسلمونكم كيف أو بماذا تتكلمون , لأنكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به , فما أنتم المتكلمون , بل روح أباكم السماوي يتكلم فيكم ". ( متى 10 : 16 – 20 )


" .. لا تخافوهم . فما من مستور إلا سينكشف , ولا من خفي إلا سيظهر . وما أقوله لكم في الظلام , ققولوه في النور . وما تسمعونه همساً , نادوا به على السطوح . لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولا يقدرون أن يقتلوا النفس .." . نفس المصدر الأول متى 10 –
( ..... وفي ذلك الوقت يسلمونكم إلى العذاب ويقتلونكم . وتبغضكم جميع الأمم من أجل إسمي . ... ويعم الفساد , فتبرد المحبة في أكثر القلوب . ومن يثبت إلى النهاية يخلص ) متى 24 : 9

يسوع على الصليب : ( .... أغفر لهم يا أبي , لأنهم لا يعرفون ما يعملون ,, واقتسموا ثيابه مقترعين عليها ...) لوقا 23 : 32


يسوع والعالم
----------------------
" .. من قبلكم قبلني , ومن قبلني قبل الذي أرسلني . .. " .....,, يسوع ويوحنا المعمدان : " ولما أتمّ يسوع وصاياه لتلاميذه الإثني عشر , خرج من هناك ليعلم ويبشر في المدن المجاورة " .... فأجابهم يسوع : " اذهبوا وأخبروا يوحنا بما تسمعون وترون : العميان يبصرون , والعرج يمشون مشياً سوياً , والبرص يطهّرون , - أو يبرأون - , والصم يسمعون , والموتى يقومون , والفقراء يبشرون , أو - ينقلون البشارة - , وطوبى لمن لا أكون له حجر عثرة " . ( متى 11 : 1 – 6 ) .


الناصرة – بيت لحم – القدس , أورشليم – جبل الزيتون – وادي الأردن – جنيسارات – طبرية – صور – صيدا – قانا – أريحا – بيت عنيا – بيت فيجي – جبل التجلي – جبل ثابور – جبل التطويبات – بحر الجليل
– دمشق – قيصرية – القيروان – أثينا – فيلبس – أنطاكيا – قورنثوس – روما – مصر – الأردن – قبرص – اّسيا الصغرى -
تباركت هذه الأرض الطيبة بأقدام المبشرين بالكلمة ..

من هذه الأمكنة المقدسة التي شهدت أقدام المعلم يسوع وتلاميذه ورسله وأحاديثه واجتماعاته ,
أبتدئ بتتويج الجزء الرابع من الدراسة بأسماء ومواقع الأمكنة , لأن المكان شاهد رئيسي ,, لم تصلنا الكلمة في الفضاء من عالم اّخر , بل بشر بها ونشرت في مساحات ومناطق معينة ومعروفة من بلادنا المقدسة المباركة المضرجة بدماء الشهداء شهداء الكلمة شهداء الحب .... والحق والحرية والإنسان ..

بوركت أرضنا المعجونة الثابتة بصخرة الإيمان والتقدم
الكلمة رجمت بالحجارة ,, سلطوا عليها اللصوص والسجاّن والنفي ومشايخ الجهل وحراب المحتل الغاصب للأرض والمستعبد للإنسان ..... ,, و لم تهدأ هذه الثورة ثورة الكلمة والتغيير .. ,, استمرت مشت حتى أسوار الصين ومروج الهند زرعها التلميذ النجيب توما , وحاكت أختها في سواحل أفريقيا الشمالية التلميذ مرقص سافربها الى مصر وأفريقيا..
وامتدت وأكملت سطح الأرض بواسطة الرسل والتلاميذ والقديسين إلى
الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام وأرمينيا وروسيا , واليونان وإيطاليا وووو... وحتى اليوم ما زالت تسافر وتنتشر .. دون سيف أو ضغط أو إكراه ...
-----------------------------


جميل أن نبدأ موضوعنا لهذا اليوم بهذه الاّية : رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس : 3
صدق القول ..
( فعلى الأسقف أن لا يناله لوم , وأن لا يكون متزوجاً غير مرة واحدة , وأن يكون متقشفاً رزيناً مهذباً مضيافاً , أهلاً للتعليم , غير مدمن للخمر ولا عنيف , بل حليماً يكره الخصام ولا يحب المال , يحسن تدبير بيته ويحمل أولاده بالحسنى ....... ) .....
أي بمعنى أن الذي يعمل بالكلمة ويكرز ويبشر بها أي ( يعلم ) بالكلمة أن يكون لديه مميزات < و يمتلك مؤهلات ومقوّمات ومواصفات لنجاحه ونجاح رسالته في توصيل الكلمة بأمانة مع مفعولها الإيجابي ..
ومن أولى الصفات التي يجب توفرها فيه : أن يكون منزهاً عن اللوم , الخطيئة , الكبرياء , والكذب .. وكل المساوئ .
زوج لإمرأة واحدة أي الإخلاص للزوجة ( المرأة ) واحترام مشاعرها والوفاء لها – غير أناني يحترم زوجته ويحبها ولا يتلاعب بعواطفها صادقاً معها ليكون صادقاً مع الاّخرين ..
اليقظة مطلوبة منه والإنتباه و سرعة البديهة , والذكاء وأن يكون كريمًا يحب الضيوف والناس والعلاقات الإجتماعية , بهذا يكون قد امتلك أرضية للقيام بدور التعليم وتوصيل الكلمة المقدسة للناس بكل حب ونقاء وهدف
لأن الكلمة الصادقة الحرة الهادفة تلزم صاحبها الصدق والإستقامة والأمانة
وعلى النساء إذا أقمن بهذه الرسالة رسالة الكلمة أن يكن :
أهلاً للوقار غير نمامات غير ثرثارات , أمينات في كل شئ , زواج واحد , ويحسنوا رعاية أولادهن وبيوتهن ويركز على إهتمام المرأة بنظافة بيتها ورونقه .. والصدق والعطاء وحب العمل وحب الناس والإخلاص ...

هذه هي مدرسة المسيح مدرسة يسوع للمرأة والرجل ومن سيقوم بمهمة البشارة أو الكرازة أي التعليم .
إذًا العهد الجديد ,, أشار إلى مشاركة المرأة بنشر الرسالة , و لم يحصرها الإنجيل بيد الرجل فقط , بل دعا المرأة أيضا لهذا الواجب الرعوي التعليمي في الكنيسة , وخارج إطار الكنيسة بين البشر ..

إنها نقلة نوعية ومبكرة لإعطاء حقوق المرأة كاملة دون تمييز منذ ألفي عام .. ,, وهذه الوصايا مفتوحة لإكمال هذه الخطوات التقدمية التحررية .. التي هي مكملة لخطى السيد المسيح في بيت ( مريم ومرتا ) إخوة لعازار , ودعوة المرأة مريم للإصغاء لكلام يسوع , بجلوسها بقربه لإستيعاب أفكاره وما يكرز لهم وللجموع المتواجدة في بيتهم , أوخارج البيوت في الساحات وشواطئ البحار والبحيرات والجبال والتلال ..
أجل .... خطوات تحررية ديمقراطية يجب أن ( تتوثق ) بكل أمانة . ..


^^^^^^^

الشيوخ - الأحبار - والكتبة اليهود المتعصبون بحرفية الشريعة والكلمة - كانوا ضد يسوع – من أول خطوة وأول كلمة ..وأول صرخة في المعبد – ومستمرون حتى اليوم بوسائل وأشكال وأدوات أخرى ضد كل ما هو مسيحي ومقدس اّخر ..!؟
------------------



ما هي أهم الأمراض النفسية والجسدية والعقلية والفكرية التي عالجها و شافاها يسوع ؟
في الحقيقة أنواع عديدة كما رواها وذكرها التلاميذ في العهد الجديد , كل أنواع العلل والأمراض الجسدية والنفسية والفكرية المزمنة والدائمة المتواجدة في ذلك العصر , نساءً ورجالاً :
النزيف النسائي - مرض البرص – العمى – الخرس البكم - الشلل – الجنون – الفساد – الزنى - الحمّى – تقوّس و إنحناء الظهر – الجروح والقروح – الصرع – الكاّبة - الغضب – الكره ( العنصري والديني والطبقي ) – التطرف الديني – القتل – الرجم – الحقد – النميمة – الكبرياء – الظلم والإستبداد --- الى غير ذلك ..

* * * * * *


لقد أحصيت مفردات اللغة الزراعية والحرفية للمجتمع الذي بشر فيه يسوع وتلاميذه الذي كان يعيش فيه –
وهناك قائمة بالمفردات الطبيعية الأخرى من حيوانات و دواجن وطيور وأسماك :
من مفردات البيئة الزراعية التي عاش وعلّم بها الجموع و الشعب :
الحقل , الزرع , السنابل , الحصاد , القمح ( الحنطة ) , القش , الملح , الزيت , الزهرة , الوردة , العشبة , الزيوان , التين , الزيتون , العنب , النبيذ , التبن , الخردل , الخبز , القربان ..... وغيرها
..........


بيت لحم – أورشليم – بيت عنيا – أريحا – وادي الأردن – أدوم - – بيت صيدا – الجليل – الرامة – السامرة – جناسرت – صرفت صيدا – صور – قانا الجليل – جبل الزيتون – الجلجثة – سلوام – طبرية – بيت فاجي – عماوس - كفرناحوم – يافا – صيدا
أنطاكيا – قيسرية – مصر - أثينا – اّخائية - إزمير – أفسس – سورية – روما – ثياطيرة – بمفيلية – بسيدية – أطالية – تسالونيكي – كورنثوس – كريت – مصر المدن العشرة – ميرة – فيلادلفيا – فينيقية – مقدونية – طرسوس – قبرس – غلاطية – أنطاكيا – أوديسا – نينوى – إيران – الهند –
لقد اهتم يسوع كثيراً في توجيه نشاط وجهود تلاميذه نحو الجليل - شمال فلسطين وجنوب لبنان – الذي كان يسمى جليل الأمم , وكان ملتقى وتجمّع لعدة أقوام بعيداً عن مخالب الدولة المركزية ,, وإلى جانب ذلك كان ساحة للتمرد والثورات العديدة ضد الإحتلال الروماني والعنصرية اليهودية المتواطئة معه المتمثلة ب ( الفريسيين ) -

هذه الأرض وطئتها أقدام يسوع , والتلاميذ والرسل والقديسين فيما بعد ,, مشوها شبرًا شبرًا حفاة جياع مشردين – مضطهدين مقيدين بالسلاسل , قدّموا للوحوش والسيوف والقتلة , لكنهم بقوا صامدين شجعان أوفياء ... ,, ولم يعطوا قبلة غاشة ليسوع ولا فشوا كلمة السر ( رمز السمكة ) للأعداء بل تهيبوا أمام الموت أفواجاً أفواجاً... استشهدوا أمام اّلة الموت الجهنمية والغزاة من كل صنف ولون ( السيف – الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى - المسامير – الجوع - الضرب – الحرق ) بفخر وابتسامة وشموخ , شهادة للكلمة وإنسانيتها وأبعادها ودورها وسحرها في تغيير العالم , وللبشارة وفرحها الذي لا ينضب ..!؟
هنيئا لهم لأنهم صادقون وأوفياء للمبادئ ..

( إذا كنتم تحبوني , حفظتم وصاياي .... ) يوحنا 14 : 15

" أوصيكم وصية جديدة :
أحبوا بعضكم بعضاً .
كما أحببتكم , أحبوا أنتم أيضاً بعضكم بعضاً .
إذا أحبّ بعضكم بعضاً
عرف الناس جميعاً أنكم تلاميذي " . يوحنا , فصل 13 : 34
.......

أحببت أن أسجل هذه الأماكن أعلاه , هذه الأماكن , والركائز , والمحطات لأن لها تاريخ , وبداية فكرية ثقافية في تاريخ الشعوب والحضارات , علينا ألا ننساها وندوسها بالأقدام ونطرد أهلها ونهجر سكانها ونجرف جذور زيتونهم وكرومهم ومحاصيلهم وإنتاجهم وتاريخهم ونقول لللأرض : لم لاتكتبين " لم لا تبكين .. تصرخين في وجه القتلة المغتصبين ؟
ونقيم المؤتمرات لإنقاذ ما تبقى من الأخضر والمياه والموارد والبشر .. !!؟

حقبة تاريخية في حياة البشرية وتاريخ الأرض الجغرافي والسياسي والبشري في بلادنا والعالم القديم وقاراته الثلاثة – محفورة وموشومة بأسماء وأرقام وشواهد مادية ومعنوية , علينا ألا نشطحها من كتبنا وفكرنا بجرة حقد وتطرف , أو أحلام عنصرية أسطورية و لوثة تعصب وبدائية ....,, صحيح ارتكبت هنا وهناك خلال ألفين عام عشرات الحروب وأخطاء بإسم المبادئ بإسم التجّار والمصالح الإقتصادية للطبقة الحاكمة في العالم قديما وحديثاً , و لكن يسوع برئ منهم كلهم ومن قذارتهم وسلوكهم المتنكر لمبادئهم وإيمانهم .

هذه المدن والقرى والأحياء والجبال والبلاد هي أهم الأماكن التي سارعليها وفيها و إليها السيد المسيح .... وتلاميذه والرسل من بعده ,, للتبشير ونقل العالم بواسطة الكلمة النور , لشعوب المنطقة في القارات الثلاث أي ( العالم القديم أسيا أفريقيا أوربا ) حينذاك , حيث العالم الجديد الأميركيتين وأوستراليا لم تكن مكتشفة بعد –
إنها رحلة الكلمة إلى الأقوام كلها واللغات والثقافات والشعوب الفقيرة والغنية بالحوار والإقناع والزيارات التبشيرية وفتح الكنائس أو المدارس والأديرة للتعليم باللغات السريانية والاّرامية والكلدانية والاّشورية والقبطية واليهودية واليونانية واللاتينية والعربية والأرمنية والهندية وووووو..
لم تستعمل سيفا ولا حرباً , بل المبشرون الأوائل هم هم من كانوا يقتلون ويستشهدون بالاّلاف لفكرهم وإيمانهم الجديد !؟


مهما كان رأي الاّخر في هذا الفكر , سيبقى نقلة نوعية , وثورة في المجتمعات الشرقية ومعتقداتها , حررت البشرية من العبودية والصنمية والإنغلاق والتعصب والشوفينية .. حررت البشر ليكونوا هم أنفسهم لهم قيمة وحرية في إعطاء الرأي في كل القضايا , لتنشر رسالة ولغة المحبة والسلام الحقيقي بين البشر , وتلغي لغة الحروب والكراهية التي لا تؤمن إلا بالفوقية ورأس المال الإستغلالي .

- جئت لأعطيكم حياة ... ...., ......... أنا الطريق والحق والحياة ..........., .... أنا هو نور العالم ........ ,,, حبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم ................,,,, أحب قريبك كنفسك .............,..
- جئت لأعلمك الخدمة , ( الكبير يخدم الصغير ) , والرئيس خادم للشعب -------- جئت لأعلمك التواضع والبساطة وحب العمل ---- وحب الاّخر المختلف .... غني فقير كبير صغير رجل إمرأة وطني أممي --------
قليل من الخبز يحيي إبن الإنسان
أنا هو إبن الإنسان
أنا ( الكلمة ) ... والكلمة أنا ...

المعلم .. وطبيب الجسد .. والعقل .. والنفس .. والروح يستمر في مسيرة التغيير وشفاء النفوس المتعبة وإعطاء الثقة لكل المتعبين والمضطهدين ومنكسري القلوب بتكثيف التعابير ولغة التخاطب ( بالإسم ) أو وجهاً لوجه ومباشرة وشخصياً وتأثيره , وزرع الثقة بالنفوس بكل حب وخدمة وتواضع ,, فيمسح الجروح ويبارك الجموع .. بهمسة ولمسة .. ونظرة ونداء وصرخة ....
إنه المعلم :

.. من لمسني !؟ قومي طليثا ......,, زكا اليوم سأتناول الطعام عندك ,,, بطرس إتبعني ... سمعان إتبعني ... بطرس أتحبني ؟
مرتا مرتا ...!؟ من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر !؟..... مغفورة خطاياك ... , يا ابنتي إيمانك قد شفاك ......... قم أمش .... , قومي طليثا....قم إلعازر .. فك الأقمطة ..!!
إنهضي يا امرأة , إرفعي هامتك ظهرك , طال انحناؤك واضطهادك , طال استعبادك ----
تاريخ طويل من العبودية والذل والإحتقار والتحيز والإستغلال والغبن مر عليك أيتها المرأة المنحنية الظهر منكسرة القلب المهشمة النفس المحتقرة الصيت .. أدعوك بأن ترفعي رأسك ووجهك وتقومي . هذا الظهر الذي حمل كل هذه السنين التعب والهيمنة والرضوخ للسيوف المسلطة على فكرك ورأيك وتهميشك واستغلالك وإبعادك عن المجتمع عن الإختلاط عن المشاركة في الرأي والكلمة والتبشير والعمل والحرية مثلك مثل أخيك الرجل لا فرق بينك وبينه فأنت إنسانة وهوكذلك , فأنا من أمسكت بيدك وأرشدتك على الطريق فسيري .. ولا تخافي مهما كان الطريق موحشا وصعبا فتسلحي بالفكر والمبادئ الصحيحة وقاومي الشر والوحوش التي تريد إقصاءك والإبتعاد عنك ورجمك ومحاكمتك بشئ هم ارتكبوه وكانوا السبب .. !؟؟
.....


..........

السيد المسيح هو : كنعاني - فلسطيني – ناصري – مقدسي -
لبناني – سوري – أردني – مصري – عامل - ثائر.. طبيب .. و معلم محلي .. وأممي

... ...
- ( غير أن هناك حكمة نتكلم عليها بين الكاملين , وليست بحكمة هذه الدنيا ولا بحكمة رؤساء هذه الدنيا , ومصيرهم للزوال , بل نتكلم على حكمة الله السرية الخفية ......... وأما الإنسان الروحاني فيحكم في كل شئ , ولا يحكم فيه أحد , فمن الذي عرف فكر الرب ليرشده ؟ وأما نحن فلنا فكر السيد المسيح – . بولس الأولى , كورنثوس , الفصل الثاني ) .
- " وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به ؟ وكيف يسمعون به من غير مبشّر ؟ وكيف يبشرون ان لم يرسلوا ؟ وقد ورد في الكتاب : " ما أحسن أقدام الذين يبشرون ! " ........ . لقد ذهب صوتهم في الأرض كلها , وأقوالهم في أقاصي المعمور " . ( بولس رومية , فصل 11 )


الجهاد في سبيل الإيمان
------ ويستمر كتاب الإنجيل على لسان بولس يحث المؤمنين والمبشرين وأهالي مدينة فيلبي اليونانية - التلاميذ على التبشير بكلمة يسوع مهما كانت الأخطار ,, فهو يعرف الكلام الحق وما يكلف من تضحيات ..
وهل هناك أجمل وأنقى وأرقى من هذا الكلام والوعظ والتوصيات الذي يؤكد دوماً بها كما في النصوص التالية المكملة ؟؟


الحفاظ على الوحدة في التواضع
---------------------------------------
" فأناشدكم بالمسيح وبما في المحبة من قوة على الإقناع وبالمشاركة في الروح وبالحنان والرأفة أن تتمموا سروري بأن تكونوا على رأي واحد ومحبة واحدة وفكر واحد . لا تفعلوا شيئاً بدافع ( المنلفسة ) أو العجب , بل على كل منكم أن يتواضع ويعدَ غيره أفضل منه , ولا ينظرنً أحد إلى منفعته , بل إلى منفعة غيره . تخلقوا بخلق المسيح ,....
بولس

لنرى في أعمال الرسل , الحياة التي كان التلاميذ يعيشونها .. الصورة والمشهد الإشتراكي المسيحي المسيحي الأول وعلاماته المطبقة عمليا :
- ... حياة الجماعة المسيحية في بدء نشأتها
وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز * والصلوات . واستولى الخوف على جميع النفوس لما كان يجري عن أيدي الرسل من الأعاجيب والاّيات وكان جميع الذين اّمنوا جماعة واحدة , يجعلون كل شئ مشتركاً بينهم , يبيعون أملاكهم وأموالهم , ويتقاسمون الثمن على قدر احتياح كل منهم , يلازمون الهيكل كل يوم بقلب واحد , ويكسرون الخبز في البيوت , ** ويتناولون الطعام بابتهاج وسلامة قلب ..." ( أعمال الرسل – الفصل الثاني – 42 -47 ) .
..........................
حاشية : * وحدة القلب والعطف على الفقراء منهم حتى أنهم كانوا يبيعون أملاكهم ويفرقون ثمنها على المعوزين .
** - كانوا يقيمون القداس في البيوت , إذ لم يكن لهم وقتئذ كنائس .

----------

- " فسيروا سيرة جديرة ببشارة المسيح لأرى بعيني إذا جئتكم , أو ليبلغني عنكم إذا بقيت غائباً , أنكم ثابتون بروح واحدة في سبيل الإيمان الذي يبشر به , لا تهابون البتة خصومكم .. لأنه أنعم عليكم أن تتألموا من أجل المسيح .." ( رسالة بولس إلى أهل فيلبي – الفصل الأول – 27 ) .

----------

مثل الخميرة : فصل 13 – 20 -21 –لوقا –
........المرأة هي التي أخذت الخميرة وليس غيرها . ما أجملك يا يسوع وما أجمل مدرستك وأسلوبك وأمثالك في التعليم والتغيير في التقليد والواقع والنظرة القديمة للمرأة .. ..
هذه الاّية لها معاني رائعة , كما فعل الخميرة في العجين , كذلك عمل المرأة في المجتمع ودورها المؤثر في تحويل الحالة الراكدة الجامدة إلى حالة متغيرة جديدة وناضجة --


مرة أخرى أركز على هذه الاّية
المرأة عليها أن تنتصب , أن تنهض , أن تعمل وتقود , أن تشارك في تصحيح معادلة الحياة , وأولها الشريعة ... فالدرس منها غنيّ وبعيد الدلالة ..
ما أجمل أن نتمعن بهذه الاّية والقصة والمثل , لنأخذ منه الدرس الإضافي لدروسنا السابقة ( المرأة في الإنجيل ) في موقف يسوع من مناصرة وحق المرأة في الإنصاف والإشارة الرمزية لماضيها وواقعها اللاإنساني .... لنرى :

- شفاء إمرأة منحنية الظهر في السبت – 13 : 10 – 17 لوقا :
" وكان يسوع يعلم في أحد المجامع في السبت , وهناك إمرأة فيها روح شرير أمرضها ثماني عشرة سنة , فجعلها منحنية الظهر لا تقدر أن تنتصب . فلما رأها يسوع دعاها وقال لها : " يا امرأة , أنت معافاة من مرضك ! " ووضع يديه عليها , فانتصبت قائمة في الحال ومجدت الله . فغضب رئيس المجمع " .

( أي الشيوخ والكهنة والشرائع ) يريدون أن تبقى المرأة مستعبدة , أن تبقى منحنية وخاضعة لهم ولتقاليدهم الرجعية والعنصرية --- لأن يسوع شفى المرأة في السبت !؟

...... فقال للحاضرين : " عندكم ستة أيام يجب العمل فيها , فتعالوا واستشفوا , لا في يوم السبت !" فأجابه الرب يسوع " يا مراؤون ! أما يحل كل واحد منكم رباط ثوره أو حماره من المعلف ويأخذه ليسقيه ؟ وهذه امرأة .. ربطها الشيطان من ثماني عشرة سنة , أما كان يجب أن تحل من رباطها يوم السبت ؟ "
ولما قال هذا الكلام , خجل جميع معارضيه , وفرح الجمع كله بالأعمال المجيدة التي كان يعلمها " .

هذه الاّية بليغة جداً .. لنتمعن بها جيداً بماذا يرمز يسوع من وراء هذه الحادثة ؟؟ إنه رمى وأعلن درسين في موقف واحد
أولا .. درس عدم فرض الشريعة بشكل ميكانيكي حرفي غير واقعي وقمعي , لا يخدم الإنسان ولا يعلمه الإرتقاء بفكره وعقله بالأفضل والأسلم بتجاوز الجمود والتحجر وتطوير الجوهر . فالسبت خلق للإنسان ولخدمة الإنسان ومنفعته وتطوره .. وليس العكس .. فلنحرّر الكلمات الجامدة من عقالها وتحنيطها .. لمَ لا ؟

الدرس الثاني والأهم باعتقادي هو : خدمة وانتصار وموقف إضافي اّخر بجانب المرأة ,, بعد الكثير من الدروس والتفاسير والخطوات الثورية الجديدة التي أعطاها وجسدها قولاً وفعلاً في حق المرأة الإنسان المستعبد رقم واحد في الشريعة اليهودية القديمة .. وفي الشرائع التالية التي أخذت أحكامها منها ,,,
فإلى جانب وقوف السيد المسيح مع المرأة الزانية وانتشالها من مستنقع الإبتذال بالجسد وكرامته وكرامة إنسانيتها ونشلها من الرجم بالحجارة والموت المحتم لتنتصر شهوة الرجال المنتفخين غروراً أنهم أبرياء منها وأشرف منها فجعلهم يخجلون بماضيهم وينسحب الواحد بعد الاّخر , وقد تبعته هذه المرأة حتى الصليب فالقبر .. والتبشير .. بعد أن سلكت طريقاً اّخر غير الطريق القديم , ( أنسوا ما هو وراء وتقدموا إلى ما هو أمام ) .. والمرأة النازفة - وشفائها – التي كانت الشريعة تعتبرها نجسة يجب الإبتعاد عنها وإهمالها - وغيرها وغيرها من مواقف وأمثال ودروس ,, وتأتي هذه الاّية الجديدة وغيرها وغيرها لتنشل المرأة .. لترفع المرأة إلى المكانة اللائقة بها كإنسان حر ومواطن شريف يجب إعطاءها حقوقها المداسة أرضاً وانتشالها من واقع مريض إلى واقع صحيح معافى بعد أن نشيرونرسم لها الطريق والخط السليم ونأخذ بيدها بحب واحترام ...

إنهضي أيتها المرأة .. إنتصبي ,, إرفعي رأسك عالياُ شامخاً فأنت أصل الخليقة ,
والمجتمع الطبقي هو الذي أنهكك و أذلك واستعبدك .. أحكام الشريعة الخاطئة وشيوخها ومعلميها الرجعيين والمتزمتين المتخلفين عن فهم طبيعة وأحاسيس ورسالة المرأة هم الذين أحنوا ظهرك , واضطهدوك عصوراً وعصور ... أي إضطهادها مزمن قديم عتيق عتق الأفكار الرجعية الفوقية والعنصرية والتمييزية .

ففي تعبير هذه الاّية - ربطها الشيطان - أي رمز للقوة الجاهلة و الجهلة , الرجعية الغاشمة المستبدة من استغلال وضرب واحتقار واغتصاب وبغاء وطلاق ونظرة دونية محتقرة للمرأة ..... جاء المعلم يسوع .... ورفع عنها كاهل سلاسل العبودية الطويل هذا و المزمن والمتعدد الجوانب , وأعطاها الثقة بالنفس والوقوف بجانبها وعلم الاّخرين باحترامها وأولهم تلاميذه .. والمبشرين بكلامه , أما الشيوخ الحاضرين الذين قامت قيامتهم للأفكار التحررية التي نشرها وللمواقف الجريئة بجانب المرأة والمستضعفين فثارت ثائرة جماعة المتمسكين بهيمنة الدين على البشر والتجارة به – كما يحصل اليوم في عصرنا مع الأسف ؟؟
.....

فهددوا حياته – كما يهدّد صاحب كل سلطة مستبدة أفكار من يتكلم بالتغيير والتحرر والإنتقاد أو الثورة - فتركهم يسوع ومضى يكمل التبشير والتنظيم لقلب المجتمع من الأسفل , من القاعدة الفكرية الإيديولوجية المتحجرة الخاطئة ...


يقول الأديب المبدع ميخائيل نعيمة في مذكراته " ثمانون " : ( كل ثورة بحاجة إلى بوق )
نعم .. فالمجتمعات البشرية دومًا بحاجة لمعلمين ثوار , لايهابوا النقد والتهديد , ليحركوا ويثوروا الفكر .. , و ليزيلوا غبار الجهل , و يزيحوا طبقات التخلف السميكة في العقول والسلوك ... فالحياة تجديد مستمر في كل يوم .. لا تكليس القبور ,, والعيش مع قوانين الظلام والظلم إلى الأبد .. فالقبور هي للأموات وليس للأحياء !؟

( ... الإنسان العتيق قد مضى .. هو ذا الكل قد صار جديداً ....... إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة ..... تحولوا إلى صورة أخرى بتجديد عقولكم ...) .
إنها دروس عميقة لتحرر المرأة والشعوب عموماً وأخذ دورها كاملاً , عميقة في معناها الرمزي لا الحرفي ..
.........

ونستمر في الغوص .. نلتقط لاّلئ الكلمة

.." ..... ويشفي الشعب من كل مرض وعلة ... فجاؤوا إليه بجميع المرضى المصابين بمختلف الأمراض والأوجاع ... فشافاهم . فتبعته جموع كثيرة من الجليل والمدن العشر وأورشليم واليهودية وعبر الأردن ." ( إنجيل متى – 4 )

ملحق
-------------

عظة يسوع الكبرى
---------------------
جميل أن نختتم هذا الموضوع بنشيد التطويبات , أو قانون رسالة يسوع : السعادة الحق
فلما رأى الجموع , صعد الجبل وجلس , فدنا إليه التلاميذ فشرع يعلمهم قال :

" طوبى لفقراء الروح ... طوبى للودعاء ... . طوبى للمحزونين ..... طوبى للرحماء ... طوبى لأطهار القلوب .... طوبى للساعين إلى السلام لأنهم أبناء الله يدعون ...... طوبى لكم إذا شتموكم واضطهدوكم وعيروكم وافتروا عليكم كل كذب من أجلي , افرحوا وابتهجوا , إن أجركم في السماوات عظيم , فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم " ( إنجيل متى فصل 5 )

ملح الأرض ونور العالم
----------------------
" أنتم ملح الأرض , فإذا فسد الملح , فأي شئ يملحه ؟ .. أنتم نور العالم . لا تخفى مدينة على جبل , ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال , بل على المنارة , فيضئ لجميع الذين في البيت . هكذا فليضئ نوركم للناس , ليروا أعمالكم الصالحة , فيمجدوا أباكم الذي في السموات . " ( متى – 5 )

- فحيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي كنت هناك بينهم –

....ونستمر في الغوص في إلتقاط لاّلئ الكلمة والدرر من بحر الإنجيل – العهد الجديد - الفائض بالكلمة الجوهرية العميقة التي انتشلها وحفظها وأظهرها ونقلها للعالم التلاميذ الأوفياء أيضا , والرسل الشهداء الذين أكملوا المهمة بكل شرف وتضحية وحب , وها نحن اليوم بعد 2010 سنة ,,, نضئ عليها ونفرد لها مساحة في إعلامنا المفتوح .... لما لها من قوة وسحر وجاذبية في تغيير الأفكار والعلاقات والرؤى نحو تجديد حياة الإنسان وتحريره من أنظمة الإستبداد والعبودية والطائفية والعنصرية , لنقله لعالم أفضل و أكثر أمناً نحو الرقي والحضارة والإنفتاح والتحرر من جميع أنواع التسلط والقيود المتعصبة الرجعية والشوفينية المتحجرة , نحو عالم متسلح بالمحبة والحواروالثقافة والديمقراطية والسلم , ,, وليس بالقتل والإرغام بالسيف والقنبلة والسجن والعصا , والمقابر الجماعية والصواريخ أو الإغتيالات ..... لغة المتوحشين !؟


- .. " .. إني أحمد الله إليكم أبداً على ما أوتيتم من نعمة الله في المسيح يسوع . فقد أغنيتم به كل الغنى , في فنون الكلام وأنواع المعرفة , على قدر ما رسخت فيكم شهادة المسيح , فصرتم لا يعوزكم شئ من الهبات ... وهو الذي يثبتكم إلى النهاية حتى لا يكون فيكم عيب .... "

- من مقدمة رسالة بولس الأولى – قورنثوس , الفصل الأول , تصدير وسلام ) .
لما دخل يسوع إلى مدينة أورشليم بالمظاهرة الشعبية الجماهيرية ( مهرجان الفرح والتهاليل : تبارك الاّتي , الملك , باسم الاّب !
السلام في السماء !
والمجد في العلى ! " . فقال له بعض الفريسيين من الجمع : يا معلم انتهر تلاميذك ! " فأجاب : " أقول لكم : لو سكت هؤلاء , لهتفت الحجارة ! " .
حقاً , الحجارة تفرح ,, والحجارة تبكي ..
يسوع يبكي على أورشليم
" ولما اقترب فرأى المدينة بكى عليها وقال : " ليتك عرفت أنت أيضاَ في هذا اليوم طريق السلام ! ولكنه حجب عن عينيك . فسوف تاتيك أيام يلفك أعداؤك بالمتاريس , ويحاصرونك ويضيقون عليك الخناق من كل جهة , ويدمرونك وأبناءك فيك , ولا يتركون فيك حجراً على حجر , لأنك لم تعرفي وقت افتقاد الله لك " .
( لوقا فصل 19 : 37 ) .

-


ويستمر الكلام الجوهري ولا تنتهي الكلمة
..... " فهكذا يصير الاّخرون أولين والأولون اّخرين " ( متى فصل 20 : 16 ) .

كيف يحذرهم ويرشدهم على العمل والإعتماد على النفس وعدم الخلل في الممارسات اليومية والكسل لنرى في هذه الاّية البولصية في رسائله قمة التعاليم المسيحية واختبارها عملياً ونظرياً وتثقيفياً :

فكان الرسول بولس يشتغل في النهار بالنسيج وصنع الخيام - صنعة مدينة طرسوس - , ويكرز ويعلّم في الليل , حتى لا يحتاج أو يصبح عالة على أحد ..
أكل بعرق جبينه حراً شريفاً متواضعاً صابراً , مملؤاً بينابيع الفرح الإيمانية وقناعة ما يكرز ويبشر ويقول ..


( .... ثم إننا نوصيكم أيها الإخوة , بإسم الرب يسوع المسيح , أن تبتعدوا عن كل أخ يسير سيرة باطلة خلافا لما أخذتم عنا من سنّة . فإنكم تعلمون كيف يجب أن تقتدوا بنا . فنحن لم نسر بينكم سيرة باطلة ولا أكلنا الخبز من أحد مجّاناً , بل عملنا ليل نهار بجد وكد لئلا نثقل على أحد : لا لأنه لم يكن لنا حق في ذلك , بل لأنا أردنا أن نجعل من أنفسنا قدوة تقتدون بها . ولما كنا عندكم أعطيناكم هذه الوصية مراراً , وهي أنه إذا كان أحد لا يريد أن يعمل فليس له أن يأكل , وقد بلغنا أن بينكم قوماً يسيرون سيرة باطلة ولا شغل لهم سوى أنهم بكل شئ متشاغلون , فهؤلاء نوصيهم وننشادهم الرب يسوع أن يعملوا بهدوء ويأكلوا من خبزهم .
أما أنتم , أيها الإخوة , فلا تملوا من عمل الخير . وإذا كان أحد لا يطيع كلامنا في هذه الرسالة فراقبوه ولا تخالطوه ليخجل , ولا تعاملوه معاملة عدو , بل انصحوه نصح أخ لأخيه ..... ) .

..... هل هناك أجمل من مبادئ وقواعد و نظام الإشتراكية هذه , والتربية الأخلاقية المثالية , والديمقراطية في التربية والأسلوب الحواري والتثقيفي .. ومعايشة القائد لشعبه ومجموعته وتلاميذه في كل شاردة وواردة والقدوة في القائد والمعلم ... إنها مدرسة مسيحية بامتياز مدرسة فكرية بامتياز وطبقية بالفعل والعمل .. "لا تعاملوه معاملة عدو , بل انصحوه نصح أخ لأخيه ... هنا بذور الديمقراطية والتربية الأخوية التي هضمها بولس واقتدى بها من السيد المسيح ونقلها للناس والمؤمنين والكنيسة بتطبيقها عليه أولا ,,
وليس شعارات نضعها في الكتب أو كلمات نطلقها بالريح , نتبجح فيها ليل نهار في إذاعاتنا وخطاباتنا ونحن نكدس الملايين ونسرق المليارات من أفواه الشعب الجائع المريض المسجون , كذبا واحتيالا وسرقة واغتصابا لتحمينا الشلل والمافيات ..!!؟؟

........


خاتمة :

السلطة خدمة

يا ليت يتعلموا الحكام عندنا ورؤساء الأحزاب وكل مسؤول من هذا الكلام ؟

" ... وسمع العشرة ذلك الكلام , فاغتاظوا من الاّخرين . فدعاهم يسوع اليه وقال لهم : " تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونها وان أكابرها يتسلطون عليها . فلا يكن هذا فيكم , بل من أراد أن يكون كبيرًا فيكم فليكن لكم خادماً . ومن أراد أن يكون الأول فيكم فليكن لكم عبداً . هكذا إبن الإنسان لم يأت ليخدم , بل ليخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس " . ( متى فصل 20 : 24 – 28 ) .

يقول الرسول بولس : " .. لسنا كالكثرة التي تتاجر بكلام الله , بل نتكلم في المسيح كلام رجال صادقين , كلام رسول الله في حضرة الله " . ..... أنتم رسالتنا كتبت في قلوبنا , يعرفها ويقرأها جميع الناس , أجل , قد اتضح أنكم رسالة المسيح , أنشأناها ولم نكتبها بمداد , بل بروح الله الحي , لا في ألواح من حجر , بل في ألواح من لحم ودم , أي في قلوبكم . .. تلك ثقتنا بالمسيح .. ولا يعني ذلك أنه بإمكاننا أن ندّعي شيئاً لأنفسنا ... فهو الذي مكننا من خدمة العهد الجديد , عهد الروح , لا عهد الحرف , لأن الحرف يميت والروح يحيي ...... وإنا نتصرف على هذا الرجاء برباطة جأش عظيم ولسنا كموسى الذي كان يضع قناعاً على وجهه لئلا ينظر بنو إسرائيل غاية ما يزول ولكن غشي على بصائرهم ...... " .
( رسالة بولس 2 قورنثوس , الفصل 3 ) .

إيمان أهل تسالونيكي وصبرهم .. فصل 2 – بولس 1 – تسالونيقي -13

قلق بولس .............( نفس الصفحة والمصدر – 17 )
.. " أما نحن , أيها اللإخوة فإن انفصالنا عنكم حيناً بالوجه لا بالقلب زادنا تطلعاً إلى رؤية وجهكم لشدة شوقنا إليكم وهذا ما رغبنا في المجئ إليكم وقد أردت أنا بولس غير مرة أن اّتيكم – أما هو أنتم ؟ بلى , أنتم مجدنا وسرورنا .. " .
بهذا الخطاب واللغة والحب يتكلم الرسول بولس مع المؤمنين الذين بشرهم بالرسالة يعاملهم كعائلة واحدة كإخوة بشفافية وصدق مثال معلمه ووصاياه التي ترجمها فكرا وعملاً على الأرض وليس ادعاء وتجارة ولهواً .. طوبى لك يا بولس الرسول شهيد الكلمة والبشارة .. والحرية والحق .. هنيئاً لك بما أعطيت ونورت من عقول متشنجة , متعصبة , وكارهة لقبول الرأي الاّخر الذي يؤمن ويحترم الإنسان مهما كان لونه وقوميته ولغته ومذهبه ودينه ومعتقداته وخلفياته .. .. ليس المهم أن يبتدئ الإنسان جيداً بل أن ينتهي جيداً وشريفاً قولاً وممارسة مخلصاً لأقرب الناس إليه والبشرية جمعاء ..
وهكذا كان .....,, سار على خطى السيد المسيح حاملاً هذا الإرث الثمين محافظاً عليه من الإنهيار أو التلوث وجاب البحار واليابسة لنشره في العقول والقلوب .. مع تلاميذ المسيح نشروا نور الكلمة فشعت حتى أرجاء المعمورة قوة وحبا وسلاما وأخوة وفرحاً افانتشرت المسيحية في العالم كله .. فكان لا بد من تقديم الثمن ألا وهو الشهادة .. فكان الرسول بولس وتلاميذ يسوع شهداء الحق بجدارة وبطولة ..


..... و حرصت ألا أبشّر إلاحيث لم يذكر اسم المسيح , لئلا أبني على أساس غيري , فعملت بما ورد في الكتاب : " الذين لم يبشروا به سيبصرون , والذين لم يسموا به سيفهمون " ( خاتمة بولس , رومة )

إفرحوا دائماً , واظبوا على الصلاة . أحمدوا الله على كل حال , لا تطفئوا حرارة الروح , تمسكوا بالحسن .
بولس الأولى تسللونيكي .

يسرني أن أنهي بحثي و دراستي هذه - واعذروني على الإطالة - بهذه الكلمات المعبرة عن العلاقات الأخوية الرقيقة ( الجديدة ) الذي أعلنها يسوع وهو على الصليب مضرجا بدمائه , لتكون عربون علاقات ( قانون ) بين البشر والخالق على سطح الأرض و الذي نقل البشرية بعدها من حالة العبودية إلى العلاقات العائلية الأخوية الإنسانية ( أبناء الله , وليس عبيد الله ) ...
السيد المسيح بتعاليمه وأفعاله قلب القيم السائدة البالية وأحدث قيماً جديدة : قدّس الجوهر قبل المظهر . جعل قلب الإنسان كنيسة ومعبد قبل البناء الحجري المادي . القوة والعنف والثأر ليس هو الأساس , بل المحبة والحوار والديمقراطية , العلم هو الأساس والأول والأخير .
المال ليس هو الغنى والسعادة , بل العطاء والفكر والإيمان وخدمة الاخرين هو الغنى والفرح , السلام الداخلي الذي يملأ قلب الإنسان هو السلام الحقيقي والرضى وهو أساس السلام الخارجي .. الذي يعيش للشر والحروب والكراهية لا يعرف السلام أبداً إن كان على نطاق الأفراد , أم الدول ..

( .. هو إبن مريم يحب أمه محبة أقوى من الموت ها هو قبل موته يناجيها بانعطاف ويعلن لها وصيته الأخيرة : " يا امرأة هذا هو ابنك " . والبشر كلهم أبناؤك أوصيك بهم يا أماه , وأتركهم إلى عنايتك ....
...وأنت يا يوحنا صديقي الأمين : " هذي هي أمك " . أحببها عني , عزّها على فقدي , إحتضنها كأمك في بيتك . منذ اليوم سوف تكون أم المتألمين وتعزية المكتئبين .
ولكل النفوس المتألمة المعذبة اعلمي أن مريم أمي هي أيضاً أمك , ومن يوم موتي على الصليب أصبحنا أخوة إلى الأبد ..

إذهبوا وبشروا بالحب كل العالم ... أعطيت حياتي لأعلمكم معنى المحبة والتضحية والعطاء ...
هكذا أصبح الإنجيل في حياة المؤمنين هو أسلوب ومنهج حياة .. طريقة عيش وعلاقات بين البشر فيما بينهم , وتاليا مع الله

الله محبة .. والذي يثبت بالمحبة يثبت في الله والله فيه

الإنسان المؤمن الحقيقي بجوهر الدين ( من أي دين ومذهب وعقيدة كان ) إنسان غير متعصب وغير متزمت , بل إنسان بسيط منفتح يحترم معتقدات الاّخر إنسانيته بكل تواضع ومحبة وتقدير.... هكذا اختبرت الناس طوال حياتي .

* * * *
لقد انتهيت من هذه الدراسة والبحث في الكلمة والكلمة لم تنته لأنها بحر العهد الجديد .. إنها سيمفونية مستمرة وخالدة
ونحن المعذبون بالكلمة .. المستنفرون بها ومعها ولها ليلاً نهاراً , الحاملون على أكتافنا ثقلها .. المبتعدون عن الراحة والنوم .. راسمين صليبها فوق هضاب الجبين بعرق ودم وشوك المسيح العابرين بها جسور القارات بفرح التلاقي والإنسانية .. لتقرأ في كل صلاة سلاماً ومشاركة وحباً للاّتي من الكلام ..



كل ما قدمت في هذه الدراسات من تحليل و إضاءات , حول هذا الموضوع الكبير الكبير والواسع الذي لا تختصر بحر ( الكلمة ) ببضع كلمات – والذي كتبته أقل بكثير الكثير مما لم أكتبه محفوظاً في دفاتري - إنها غيض من فيض , ونقطة من بحر هذا الموضوع المهم , وخاصة في عصرنا وأحداثنا الدموية اليوم في منطقة الصراعات الملتهبة بالنار والحروب والدماء ومصادرة واغتصاب واحتلال الأماكن المقدسة وفي مقدمتها القدس .. مدينة الصلاة ... زهرة المدائن .. كما ينشدها ويكرمها عباقرة الفن الرحابنة وفيروز ....

ختاما .... ,, أيضاً أقول وأردد :
لا الشيوخ , ولا الأحبار , ولا الكتبة , لا الأمبراطوريات الجرارة , والولاة والسلاطين , والطغاة والمتعصبين والقتلة والمحتلين والمستوطنين , أستطاعوا أن يضعفوا أو يلغوا أو يمنعوا فكر السيد المسيح من الإنتشار والمؤمنين بالبشارة من الخوف بمجاهرة إيمانهم وممارسة معتقداتهم مهما قدموا من شهداء وقديسين ..
دوماً وأبداً في كل زمان ومكان .. الكلمة .. والحقيقة .. والحرية , والمبادئ الصالحة الخيرة حتى تتجذر وتنتشر , لابد لها من اجتياز جبال وغابات من الصلبان .. وأنهار من الدماء .. تخلدهم تماثيل في ذاكرة الأجيال تصنعها الإرادات الحرة عبر التاريخ ...
..................................................................................
سلام ... وكل عيد فصح وقيامة والبشرية وجميع القرّاء والزوار بألف خير وسلام / هولندة / 4 / 4 / 2010



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على مشارف الفجر -7
- تناقض .. وانسجام ؟
- إنتظار , وأمنيات ..؟
- صورة أمي .. قديسة بيتنا ؟
- يا نوح أين السفينة ..؟
- نسائيات -4
- حدثني والدي ..؟ من ملعب الزهر , إلى روضة العلم
- من قال لكم أننا سنتلاشى ؟ الحياة جميلة ..
- من الرائدات : الجوكندة العراقية , الأميرة , الفارسة , والرحّ ...
- من خواطر زوجة معتقل سياسي ..؟ - 20 - مهداة إلى سجينات وسجناء ...
- وظيفتي : كتابة الرسائل ..؟
- العيون اللاقطة ..؟ -1
- تعابير ومفردات عامية صيدناوية - 6
- من كل حديقة زهرة - 33
- خربشات ( سياسية ) على جدار الوطن ..؟
- حبات متناثرة - همسات ليلية ؟
- ( ورقة التوت ) أولى الحواجز بين المرأة والرجل , وأولى الثورا ...
- إلهي .. إلهي :
- قصة قصيرة جداً .. مباراة ؟
- نسائيات :


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - الكلمة في الإنجيل - أضواء على العهد الجديد ؟ - 4 - والأخير