أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - 3 قصص قصيرة














المزيد.....

3 قصص قصيرة


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


ابتلاء.. دفع البلاء

يجد قمة السعادة كلما تمكن من مساعدة أي انسان.
يساعد المحتاج ويدفع أكثر من نصف راتبه الشهري للصدقات والمُحتاجين..
وقد اعتاد شحاذو الحي على كرمه، حتى أصبح صديق الجميع.. بوصفه انساناً لا يرد سائلاً ولا محروماً.
كان الصيد السهل لؤلئك الشحاذين المستغلين أشباه اللصوص.. الذين تعتمدون الاستجداء وسيلة لإقناع أي مخلوق.
كانت تصرفاته قد جعلته مداناً بالضعف واللامبالاة أمام رفاقه وأصدقائه.. وكان يكتفي بجواب واحد يصد به كل من حوله وهو (دفعة بلاء).
وذات مساء ممطر بارد.. كان يسير بسيارته متوجها الى بيته.. كانت شوارع المدينة مزدحمة.. شبه فارغة بسبب هطول الامطار الغزيرة التي غطت الشوارع.
وفجأة تنبه لشيخ طاعن في السن كان مستلقياً على جانب الطريق والمطر والبرد قد أثقلا عليه ونالا منه من دون مقاومة..
اوقف سيارته بلا تفكير وحمل الرجل الى داخل السيارة وانطلق بأقصى سرعة لاقرب مستشفى.. ولكنه لم يفلح في ذلك لأن المدينة كانت قد اغلقت تماماً بسبب الامطار.. افنطلق به الى بيته.
وعند وصوله الى البيت.. فتح باب السيارة الخلفي حيث كان الرجل مستلقياً مثلما وضعه ولم يكن قد تحرك إطلاقاً، اعتقد ان الشيخ يعاني من حالة إغماء بسبب البرد القارص الذي تعرض له.
حمله راكضاً به الى الداخل ووضعه قرب مدفأته جاء بمنشفة طويلة بيضاء ليمسح مياه الامطار التي اغرقته..
بدأ يمسح وجهه وصدره.. حتى تنبه بان المنشفة البيضاء اصبحت حمراء اللون وفوجئ بان الشيخ مصاب بعيارات نارية في صدره وقلبه، ودمه قد اختلط مع قطرات المطر!
فتش في جيوبه باحثاً عن هويته أو هاتفه الشخصي أو أي شيء يعرف به.. فلم يجد أي شيء يدل على اسمه او عنوانه..
فكر ملياً في ايجاد حل للخلاص من هذه المحنة العصية، فكر بابلاغ اقرب مركز شرطة.. لكنه سرعان ما تردد لانه سيقدم لنفسه إعداماً مجانياً..
لم يكن يعتقد يوماً بان فعل الخير ومساعدة الاخرين ستؤدي به الى هذه الحال.. اتصل هاتفياً باحد أصدقائه المقربين وقال له بصوت متقطع مرتعش:
-يا صديقي.. أرجوك ساعدني.. لقد أصبحت مجرما ولكني لم اقتل أحداً.. أنا محكوم بالإعدام من دون محاكمة.. أنا الآن ميت أتنفس..
الصديق:
-لا تكن سخيفاً الى هذا الحد.. كف عن هذا المزاح البارد في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل.. على ما يبدو انك ثمل هذه الليلة ولا تعرف ماذا تقول.. تصبح على خير..
ومع إغلاق سماعة الهاتف.. شعر بإغلاق باب الحقائق مع باب الرحمة.
رائحة الجثة أجبرته على دفنها في حديقة البيت.. وبقي السر مكتوماً بين تراب الحديقة وأزهارها التي باتت تقطر دماً.. وتضخ رائحة الموت بدلاً من أريج العطر الخلاب..

جلوس أبدي

لم يكن محباً إلا للاعمال الشاقة والمرهقة لأنه كان على يقين بانها توفر له رزقاً حلال مئة بالمئة..
كان يركض طوال ساعات النهار من دون استراحة.. يتسابق مع أنفاسه من اجل لقمة العيش التي باتت صعبة خصوصاً بعد وفاة والده أثر مرض السرطان..
لم يفكر لحظة في الجلوس والاسترخاء على كرسي بل كان يتحرك بسرعة غير طبيعية.
كان دائم البحث عن كل وسائل الراحة لعائلته التي بات هو أملها الوحيد.
لكنه انطفأ عندما اجبر على الجلوس الابدي فوق كرسي المعاقين بعد ان بُترت ساقيه بانفجار قريب من مكان عمله!

مجرد إحساس

مضت ثلاثون سنة على أول وآخر قصة حب عمياء عاشتها بكل فخر مع من تحب بكل اخلاص ووفاء.. عاشتها مع ذلك الجار الذي سلب قلبها وعقلها، حتى صبح بالنسبة إليها ليس حبيباً حسب وإنما أباً شديداً له قراراته الحديدية الصارمة غير القابلة للنقاش والجدل.. وكان أماً حنون وأخاً عطوف.. كان العالم بأسره.
تزوجا بعد عناء طال أمده بسبب المجتمع القبلي المحيط بهم والذي يرفض مفهوم الحب والعاطفة..
ثلاثون سنة مرت بسرعة.. عبأت الحبيبة جملة أسئلة مؤجلة..
كانت دائمة المحاولة لطرحها على حبيبها.. لكنها كانت تعتقد ان الحبيب سيفهمها من دون حاجة الى الكلمات والأسئلة الحرجة..
وجاء اليوم الذي أيقنت فيه انه لن يكتشف تساؤلاتها.. وقررت الانفجار بأسئلتها..
وذات مساء هادئ.. يحمل نسمات الهواء الريفي.. قالت:
-حبيبي.. ألا تلاحظ إنك لم تقبلني على مدى هذه السنوات كلها..؟
-أعلم ذلك جيداً.. ولكن الخلل يكمن فيكِ لأنك لم تنتبهي باني لا أملك شفاهاً أصلاً!
-وكيف تتكلم إذن؟ (قالتها بغيظ)
-أتكلم بلساني.. والأفضل من ذلك إحساسي.
-ويداك التي لم تلمس جسدي أبداً.. ماذا تقول فيها؟
-ما أروع ان ألمس ذلك الجسد البرونزي الطاغي الانوثة.. ولكنكِ تعلمين ان يداي قطعت في الحرب!
-أي حرب هذه.. انت سليم متكامل؟!
-لا.. بل هما مقطوعتان لأنهما ساهمتا بقتل اخوتي... بتلك الحرب الطائفية اللعينة.
-هل أحببتي يوماً.. ام أحببت ان تملكني فقط؟
-وما الفرق.. مادمت بلا عقل ولا عاطفة.. كان كل حبي لكِ مجرد إحساس واليوم غاب هذا الاحساس.
-هل تعتقد باني راهبة ام قديسة.. أنا بحاجة لذلك الحب الجنوني؟
-الجنوني.. ما أجمل الجنون إذن.. لم يكن حباً أصلاً، قلتها لكِ مراراً.. كان إحساساً فقط.
-طيب.. انا بحاجة الى ذلك الاحساس..
-ها أنتِ تقولين غائب؟ ابحثي عنه في كل هذا العالم.. وأنا أعدكِ ان وجدته لدى أي انسان..
لقد نسينا الاحساس بكل شيء.. صار إحساسنا العدم!



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع قصص قصرة جداً
- ثلاث قصص قصيرة جداً
- الساعات .. قصص قصيرة جدا
- قصص الدقيقة الواحدة
- ثمانية قصص قصيرة جداً
- 14 قصص قصيرة جداً
- قصة قصيرة: البراءة
- قصة قصيرة: يوسف.. كان هنا
- رؤية سريعة لآخر تطورات العالم.. بحثاً عن عراق جديد
- قصص قصيرة جداً
- قانون العفو العام.. متى يحسم ويصبح حقيقة ملموسة ؟
- العائلة العراقية ما بين الشعوذة والدجل والطب النفسي


المزيد.....




- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - 3 قصص قصيرة