أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا














المزيد.....

-مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 19:12
المحور: الادب والفن
    



لم أكن أتوقع أن تتصاعد أزمة الفيلم "الإسرائيلي" المشارك في "مهرجان الصورة" الذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي إلى هذه الدرجة ،ويصل الأمر إلى ممارسة ضغوط صهيونية على الخارجية الفرنسية ، تجعلها تصر على تحدى إجماع الجماعة الثقافية المصرية ،على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومقاطعته على كافة الأصعدة ، عقابا له على جرائمه وعنصريته الممتدة بحق الشعوب العربية التى يمثل وعيها، ويعبر عن ضمائرها هؤلاء المثقفون والفنانون.

فقد تلقيت رسالة قبل حوالى أسبوع من المخرج المصري احمد عاطف يكشف فيها عن هذا الاختراق الصهيوني الذي يجرى بأيدي فرنسية، ويبين فيها حيثيات انسحابه من هذا المهرجان ، ومن هيئة تحكيمه، وقمت على الفور بالرد عليه، وتثمين موقفه الوطني والقومي والإنساني، وتوقعت أن الأزمة انتهت بسحب الفيلم ، جراء موقف عاطف المشرف، إلا أن الأمر صار على عكس هذه الوتيرة، بإعادة الفيلم إلى المهرجان استجابة ، وربما ممالأة من جانب الحكومة الفرنسية للكيان العنصري الذي راح- عبر صحفه ،ومؤسساته الصهيونية داخل وخارج تل أبيب- يتحدث بغير حق عن معاداة السامية، تلك الفزاعة التى يشهرها دوما في وجه الرافضين للظلم والعدوان ولجرائم الإبادة التى يرتكبها هؤلاء المعادون حقا ،وليس قولا للانسانية جميعها، وذلك على أرضية أخلاقية ، قبل أن تكون وطنية وعروبية.

وإن كان يجب أن نحتفى بأحمد عاطف على موقفه الشجاع المبادر من مشاركة فيلم"شبه طبيعي" للمخرجة الإسرائيلية كارين بن رافائيل التى خدمت بالجيش "الإسرائيلي"، ومن محاولة التوريط الفرنسي الخبيثة للمصريين في تطبيع ثقافي مرفوض ومستهجن، فإننا يجب أن نفخر بأن موقفه لم يعد فرديا ، ولحق به سريعا آخرون من السينمائيين المصريين، وعلى رأسهم نقيبهم مسعد فودة ، إلى جانب مؤسسات سينمائية عديدة كالمركز القومي للسينما والمعهد العالي للسينما قررت المقاطعة ووحدت موقف الرفض ، ما يمثل صفعة قوية لكل من إسرائيل وفرنسا، وهزيمة في معركة افتعلوها وتصوروا أنهم قادرون على كسبها ، متناسين أن إرادة الشعوب أقوى، وأكثر إصرارا من إصرارهم الاستعلائي، وأن ضغوطهم إن كانت تحدث أثرها مع الحكام ، لأسباب نعرفها جميعا ، فإن الوضعية هنا مختلفة تماما، حيث الذاكرة الشعبية لا تنسى ولا تقبل بعدو ملوثة أياديه بدمائنا ، ولو بعد ألف عام.

ربما كانت المفاجأة في هذه الأزمة هو موقف الخارجية المصرية الذي جاء جيدا، و لم يناقض موقف السينمائيين، وألقى باللائمة على الجانب الفرنسي الذي تحرك عن جهل أو قصد ضد قناعات غالبية الشعب المصري ، و في الأخير يريد أن يملي- كمستعمر قديم- إرادته ، ويستنكر موقف السينمائيين المصريين الجدير بالاحترام ، بالتناقض مع شعارات الحرية والإخاء والمساواة التى يرفعونها، ومنطق العدالة والقيم الأخلاقية الإنسانية.

إن قيمة هذه الأزمة التى تتواكب مع الذكرى الحادية والثلاثين لاتفاقية الاستسلام مع الكيان الصهيوني التى تورط فيها نظام السادات، ومع انهيار خيار التسوية ، وتسارع الإجراءات العدوانية الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، تتجلى في أنها أثبتت أن ثمة جدارا صلبا من الممانعة الشعبية ، والرفض للتطبيع لا يزال قائما، وأن الرهان خاسر بكل المقاييس على انكسار هذا البنيان القوى مع مرور الوقت، ومع استقطاب بعض الانتهازيين أو الواهمين بإمكانية التعايش المشترك وقبول هذا الكيان العنصري بيننا.

إن هذه المناسبة يجب أن نستغلها لتأكيد التفاف الشعب المصري وطليعته المثقفة حول القضية الفلسطينية ، ودعمها بالشكل الواجب، ورفض الوجود الصهيوني على الأرض العربية المحتلة، والمطالبة مجددا بإسقاط اتفاقات العار مع هذا الكيان، وإن كان علينا أن نسجل اعتزازنا وفخرنا بكل من قال لا في وجه الصهيونية وأنصارها، فإننا يجب أن نصعد معركتنا الثقافية معهم ونفضح عنصريتهم ونهجهم الاستعماري المقيت، و لا ننسى في هذا السياق رجالهم في داخل مصر من المطبعين الذين يتوجب فضحهم من جديد، ووضع قائمة سوداء بأسمائهم ، ينضم إليها من خرج عن الإجماع ، وواصل المشاركة في هذا المهرجان بحجج واهية ، طمعا فى الرضاء الفرنسي مثل المخرجة نيفين شلبي وعزة شعبان.

كما أنه من الواجب إعلان مقاطعة المركز الثقافي الفرنسي ، وتصعيد الاحتجاج والتظاهر أمام السفارة الفرنسية بشكل سلمي حضاري إلى أن يتم إلغاء هذه الفعالية ، ويقدموا اعتذارا رسميا للشعب المصري كله ، ليس من قبل المركز فقط ، وإنما من قبل الخارجية الفرنسية، لأن عليهم أن يتعلموا الدرس جيدا ، ويحترموا ثوابت وقناعات هذا الشعب ولا يتجرؤوا عليه، ويتحالفوا ثانية مع الشيطان الصهيوني لاختراقنا ثقافيا، كما أن عدم تمرير هذا الموقف رسالة تحذيرية لكل المؤسسات الثقافية الأجنبية في مصر عليهم استيعابها ، ليحدث التواصل المتكافئ ،حتى لا يكون البديل القطيعة، فإن كنا نرحب بالانفتاح على كل رياح العالم الثقافية ، فإننا لن نسمح بأن تقتلعنا من جذورنا ، أو تمس قناعاتنا الوطنية والعروبية المؤسسة على قاعدة أخلاقية.
*كاتب صحفي مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين-الايراني فوبيا- و-الصهيوماسوخية-
- رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!
- القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب
- الافلام الروائية القصيرة..ثقافة الثرثرة البصرية وفقر الفكر
- الشعوب المهزومة من الداخل وانتصاراتها الزائفة
- نتانياهو واوباما والترويج العربي لبضاعة السلام الفاسدة
- -الكرامة التركية-و-السيادة المصرية-و-اسرائيل-
- فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!
- التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر
- هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!
- وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر
- اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم
- اعلان الدولة الفلسطينية وخطاب الوهم وربما التواطؤ العربي
- لو فعلها عباس لاعتبرناه بطلا وغفرنا له ما تقدم!
- حين يصير التطبيع مُبررا والرفض مُستهجنا والاختراق من الداخل
- معركة النقاب مواجهة لشرور الاصولية
- دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق
- -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا