أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم عبد العباس الجنابي - الأسباب الحقيقية لتراجع الليبرليين في العراق














المزيد.....

الأسباب الحقيقية لتراجع الليبرليين في العراق


باسم عبد العباس الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 12:55
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


إن انكفاء اليسار والقوى العلمانية في الانتخابات العراقية جاء لعوامل تمر بها الانسانية في ظرفها التاريخي نتيجة إنهيار نظرية القطبين ،وما أفرزه صراع القطب الواحد الذي سخر كافة أسلحته الثقافية والاقتصادية والعسكرية والاعلامية ضد التطرف الاسلامي،وفي ظل الجهل والأمية في العالم الثالث ،وانعدام البنية الانتاجية وقلة رؤوس الأموال،والانحطاط الفكري والعلمي، تصاعد الحس الغيبي،الذي شكلته منظمة الخرافة والعنف في تلك المجتمعات،والتي استغلت كافة أشكال إرثها وما استخدمته من محبطات نهضوية،ووسائل قمعية ،شلت فيها فرص تفكيك منظومتها المقيدة للحريات،وهذه اليوم تستعمل تابوت الوهم في عزائها للدفاع عن مصالحها ووجودها المغالط لوقائع تحرر الأمم من قبضة سدة هياكل الخراب والدمار،المتمثل في عزل الإنسان وتضييق الحصار المستمر لأي تطور قد يحصل،ومعلوم أن الأمم في عصر النهضة قد حققت العديد من المكتسبات الخلاقة،بدأ معها ينمو الإنسان ويستقل برؤيته معتمدا على المفكرين الذين أنجبتهم خلال عصر التنوير،فأنطلقوا يشيدون معالم دول مدنية أبهرتنا بمنجزاتها العلمية والتقنية بكافة ألوان النشاط العام،ولما كنا نجتر إجترارا من تقدمهم العلمي والانساني،هنا صرنا إلى زوال ،أمم خاوية،السكون والثبات فكريا وانتاجيا،ما ولد انحسار وتراجع في كافة مجالات الحياة ،ومن أهمها إعتداد أحزاب الإسلام السياسي ،التي تمكنت من تفريغ مجتمعاتنا من بارقة التقدم،مستندة إلى طائفة من السلوكيات البدوية ،المهيمنة على عقلها إضافة إلى أنها تعيش متعاضدة مع القبيلة الجاهلية والتبطله فأمسى وضع الليبراليين حرجا،وفي ظل هذا الصراع المحموم والعنف ،لن يكون بمقدور قوى التقدم أن تحرز شيئا يذكر.
على أن الأمر الآخر المؤثر،أن القطب الأوحد ما زال يشن الحرب ضد قوى التقدم ،وما العولمة إلا هجمة أخرى تدق أسفينها لسحق أي تطلع للحاق بركب الأمم المتقدمة،ولننظر إلى الخارطة الاقليمية،هنا يتضح الخواه بكل أشكاله،دول هزيلة،راكسة بالاستبداد،تعتمد بيئة خرافية،عوائل وأفراد يتحكمون ويستغلون شعوبهم،وينهبون ثرواتهم،يساندهم سدنة هياكل فقهاء الطائفية العنيفين (لا الدين )والعشائر البدوية ،وقد كان للدكتاتورية المقبورة دورا سافلا في إضعاف الحركة الوطنية.وهنا نصل إلى مربط الفرس،حقول مغلقة ترفض التغيير ،بل تحارب بسلاح الماضي التطور العلمي وقضايا التحرر،ولما كان العراق خارج من جحيم القومية التي أخلت بحق المواطنة ،مقترفة جرائم وخطايا بحق الأحزاب الوطنية (العلمانية) حين عمدت إلى مسخ الهوية العراقية،وحطمت الركائز الصناعية،وتخلف الانتاج الزراعي،وأشاعت روح التجارة البديل الذي نهش القيم الاخلاقية وحولها إلى نفعية،فبتنا نحيا في ظل مجتمع المنافع،وما نهاية الدكتاتورية،وبزوغ النظام الديمقراطي في البلاد،سوى أكذوبة تحتاج زمنا منتجا،ومواطنيين يتحلون بروح الهوية العراقية،ولطالما عرفنا وشاهدنا،خفايا أكد عليها عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي ،من أن الشخصية العراقية (شخصية أزدواجية) وهذه مسألة تاريخية وليست وليدة اليوم! فالعراقي يتحدث مماشيا شهوات الديمقراطية ومباهجها،لكنه في حقيقة نفسه المضطربة (يعش الوعي المزيف وهو راكس في غيبيات التاريخ ،خائف ومهزوز)،ولولا اقتصاديات النفط لعشنا في فقر وظلام دامس.
ومن الراجح أن البنية الاجتماعية تشير إلى سيطرة الذكورية فيها وتابعية الأناث،وهو عامل مضاف وحيوي لأنه نصف المجتمع ومعلوم إنعدام التأهيل والتدريب والتعليم لهن،كل تلك العوامل أشاعت وسطا إجتماعيا متخلفا،والمحزن أيضا أن العمل الحزبي هو الآخر متخلف ولا يوجد قانون ينظم حيثياته،وغير مسموح له بالتقدم،حتى وسائل الاعلام تعيش فوضى خلاقة،ناهيك عن البؤس الذي تعيشة النخبة الثقافية،ما ساعد على النكوص عن أي تحقيق للوعود،وقد لمسنا النفعين حين حكموا أفسدوا،ولكن العراقي صوت لصناعة دكتاتور جديد،اما المفوضية وهي ناتج حراك القوى الحاكمة،والتي تتمتع بميزانية مفتوحة ومدعومة لتمرير خفايا سياسة القطب الواحد من جهة وخفايا قوى التطرف المتمثل باحزاب التطرف الاسلامي المهيمنة على البرلمان المنتهية ولايته والنافذة في السلطة التنفيذية (الحكومة والرئاسة) وحتى في السلطة القضائية،هنا اللعبة السياسية محكومة النتائج،وهي ضرر بالكامل بمستقبل العراقيين والعراقوإلى جولة اخرى عسى أن تنكشف مفاسد أخرى ويتطور الوعي السياسي في ظل ميزانية ضخمة لابد أن يشمل الصناعة والزراعة (القاعدة المادية الضرورية للتغير المرتقب)،وهو حراك سيسانده خلق قواعد فكرية تتزامن في السجال العقلي حينذاك ممكن للقوى العلمانية ان تنير طريق العراقيين وحينها ترتفع الراية الوطنية العراقية.



#باسم_عبد_العباس_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور ديمقراطية .. المعارضة تتعارض مع نفسها
- حقائق انتخابية .. القائمة المفتوحة نموذجا
- فضيحة الانتخابات في بغداد .. ستة مرشحين فازوا فقط!!
- الشعب العراقي قال كلمته .. فماذا انتم فاعلون؟
- سلتنا بنفسجية مليئة حصرم!!
- نتائج الانتخابات حكومة غير فعالة
- حياة سياسية أم قبلية طائفية
- ثلاثة أعراس وثلاثة خنادق
- لا تبتئس ..نجحنا في ترسيخ الفردانية والطائفية
- مشعل الحرية والاشباع هدف انتخابي
- عرسنا الديمقراطي .. مهمة وطنية عراقية
- رسالة خاصة إلى ناخبي بغداد
- أيها العراقيون لنصنع معا تاريخنا العتيد
- المشروع الليبرالي لنهضة العراق
- أما آن للعراق أن يستفيق .. تراجيديا الانتخابات
- ثقافة الناخبين .. التاريخ لن يكتب مرتين
- لتهب عاصفة الديمقراطية بقوة
- الليبراليون أمل عاصفة الانتخابات
- العراقيون يرفضون المفسدين ويختارون العلمانيين
- سلطة العقل تعلو ..


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - باسم عبد العباس الجنابي - الأسباب الحقيقية لتراجع الليبرليين في العراق