أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!















المزيد.....

أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 15:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


كم منزل في الأرض يألفه الفتى، وحنينه أبداً لأوَّل منزل..

وإنَّ منزلي الأوَّل، الذي إليه أحنُّ أبداً، هو كنيس "الخراب (حوربا)"، الذي افتتحته "الدولة التلمودية" في الخامس عشر من آذار الجاري، عملاً بـ "نبوءة" الحاخام إيليا بن شلومو زلمان (جاؤون فيلنا) الذي عاش في القرن الثامن عشر.

تنبأ هذا الحاخام بتدشين كنيس "الخراب" في الخامس عشر من آذار 2010، ليبدأ باليوم التالي (السادس عشر من آذار 2010) بناء "الهيكل الثالث".

وفي الثامن عشر من آذار الجاري، نشرت بعض الصحف ووسائل الإعلام خبراً جاء فيه أنَّ ديوان عائلة البشيتي في القدس أصدر بياناً أكَّد فيه أنَّ لدى العائلة من الأوراق الثبوتية (والتي اطَّلَعْتُ عليها من قبل) والحُجَج ما يُثْبِت مِلْكِيتها (العامة، أي وَقْف العائلة) لموقع (أي العقار) كنيس "الخراب"، الكائن في "حارة (أو محلة) الشرف"، التي يسمِّيها الإسرائيليون "حارة اليهود".

قصَّتي مع موقع كنيس "الخراب" تبدأ بعد الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس الشرقية (مسقط رأسي).

كان عمري 13 سنة عندما اصطحبني عمِّي (متولِّي وَقْف العائلة) المرحوم الحاج هشام عرفات البشيتي في جولة من جولاته المعتادة على وَقْف العائلة، وهو عقارات من منازل ومحال تجارية.

أحد تلك المنازل استهواني وحاز على إعجابي، فسألْتُ عمِّي "هل أستطيع السكن فيه؟"، فأجابني قائلاً: "أجل، تستطيع، فهذا المنزل يمكْنكَ اعتباره لكَ، تسكنه وتقيم فيه عندما تَكْبر وتتزوَّج".

ولكن الرِّياح جرت بما لا تشتهي سفينة أحلامي، فسلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلتني وأنا طفل، ثمَّ أبعدتني؛ وما زلت مُبْعَداً حتى كتابة هذه السطور. وهذا المنزل، الذي سكنه عمِّي في وقت لاحق، هو نفسه موقع كنيس "الخراب".

وإنِّي لأرى في "وعد" عمِّي بأن يكون هذا المنزل، أي كنيس "الخراب"، لي من الشرعية، ومن قوَّة الحقِّ والحقيقة، ما يفوق أضعافاً مضاعفة "الوعد الربَّاني" لإبرام العبراني "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصريم (النيل) إلى نهر فرت (الفرات)"!

سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادرت وَقْف عائلة البشيتي في "حارة الشرف"، وأحلَّت عائلات يهودية محلَّ السكَّان الأصليين في منازلنا تلك، رافضةً الاعتراف بملكية العائلة للمنازل والمحال التجارية في "حارة الشرف"، بدعوى أنَّ إسرائيل لا تعترف بملكية الفلسطينيين لأيِّ جزء من تلك الأراضي. ولقد حالت السلطات الإسرائيلية، غير مرَّة، بيننا وبين عَرْض القضية في محاكم دولية.

عمِّي زارنا في عمان غير مرَّة؛ وقد أطْلَعني على المحاولات التي بذلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإغرائه بالتنازل لها عن وَقْف العائلة، فمبالغ هائلة من المال عُرِضَت عليه؛ وقبيل وفاته عُرِضَ عليه شيكاً فارغاً يَكْتُب فيه المبلغ الذي يريد؛ ولكنَّه أبى، ومات وهو مؤمِن بأنَّ التنازل للإسرائيليين عن أيِّ عقار أو أرض في المدينة المقدَّسة هو الحرام بعينه.

واقتضى الأمر بعد وفاته أن تُوْضَع "الأوراق الثبوتية" في مكان آمن من الإسرائيليين؛ وقد وُضِعَت.

منزلي الموعود، أو "منزل الميعاد"، اتُّخِذ موقعاً لكنيس "الخراب"، الذي بافتتاحهم له في الخامس عشر من آذار الجاري، يبدأ، بحسب أوهامهم ونبوءاتهم الخرافية، العد التنازلي لبناء "الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى، الذي له قصَّة مختلفة، سأدَع الداعية الإسلامي عمرو خالد يقصُّها عليكم، لعلَّ المتيَّمين في هوى ظاهرته يقتنعوا بأن ليس كل ما يلمع ذهباً.

هذا الداعية، الذي لجهة أسلوبه في محاورة الشباب، أرى فيه سقراط في طور المهزلة، روى لنا، وكأنَّه "شاهد عيان"، أنَّ النبي داوود، وبأمرٍ من الله، هو الذي بنى المسجد الأقصى؛ ولقد بناه في مكان بيت رجل يهودي؛ ثمَّ جاء النبي سليمان ليُكْمِل، بأمرٍ من الله أيضاً، ما بدأه داوود.

وغني عن البيان أنَّ هذا المعبد، الذي يسميه الداعية "المسجد الأقصى"، هو "هيكل سليمان"، الذي بحسب الرواية اليهودية، التي لا سند لها في التاريخ والواقع، يقع تحت المسجد الأقصى.

ولعلَّ خير دليل على أنَّ عمرو خالد لا ينطق إلاَّ بما يرضي صُنَّاع ظاهرته هو أنَّ غير فضائية إسرائيلية تبث برامجه الدينية.

ما "الخبر" في روايته؟

"الخبر" هو أنَّ هذا الداعية الإسلامي يقول لأبناء الأوهام التلمودية إنَّ المسجد الأقصى هو في الأصل منزل كان يملكه رجل يهودي!

وأنتَ يكفي أن تقول للإسرائيليين ذلك حتى تبدو أنَّكَ تدعوهم إلى أن يستعيدوا حقَّهم في المكان، الذي كان، على ما زعم عمرو خالد في روايته، بيتاً يملكه رجل يهودي!

ولكن، لتقارنوا بين "الحقِّين"، أي بين الحق الخرافي الذي نقف عليه في رواية أنَّ المسجد الأقصى كان في الأصل بيتاً يملكه رجل يهودي، وبين الحق الحقيقي الواقعي الشرعي، والمُثْبَت في أوراق ملكية قانونية، ألا وهو حقِّي أنا في المطالبة بتخريب كنيس "الخراب"، مرَّة أخرى، وفي أن استعيد، بالتالي، "منزلي الموعود"!

لقد أرادت القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم أن تدل الشباب المسلم ـ الذي، بفضل عدائها الإمبريالي للعرب، اشتد لديه الميل إلى "أسْلَمة" مقاومته لها، وإلى أن يُظْهِر ويؤكِّد قوة إيمانه والتزامه الديني في المقاومة، وبها، والتي يرى فيها "جهاداً" ـ على تجارةٍ تنجيها هي من عذاب أليم، فدلَّته على "إسلام الخلاص الفردي (الأخلاقي)" الذي يدعو إليه عمرو خالد.

إذا تحدَّث عمرو خالد في الأمور والقضايا السياسية التي تشغل بالنا وفكرنا، أو إذا توفَّر على "تسييس الدين"، فإنَّه لا يتحدَّث إلا بما يقع موقعا حسنا في نفوس ذوي المصلحة في نشر روح الانهزامية القومية بين شبابنا. إنَّه، في تلك الأمور والقضايا، لا يصمت دهرا إلا لينطق كفرا.. وقد نطق بشهادة تلمودية إذ روى قصة المسجد الأقصى، عَبْر فضائية مُسخَّرة له، ولأمثاله.

علم المحاسبة الذي درس شحذ حسه التجاري، وجعله لا يتورَّع حتى عن "تسليع" الدين، وعن استحداث فرع جديد لـ "قطاع الخدمات" هو "مكاتب الخدمات الدينية" التي يبيع فيها لجمهوره المسكين حتى "النغمات الدينية للموبايل".

ذات مرة، تفتَّق ذهنه عن فكرة عبقرية للتضامن مع الشعب العراقي، مؤدَّاها أن ينفر المسلمون إلى "الجهاد الموبايلي"، فيكثرون من الاتصالات الهاتفية العشوائية مع العراقيين. ولولا الخراب الذي كان يعم شبكة الهاتف العراقية لعادت فكرته بربح ملاييني على شركات الموبايل التي يتعاون معها عمرو خالد على البر والتقوى.

عجزه عن تحقيق فكرته العبقرية جعله ييمِّم وجهه شطر المعجزات، فدعا مشاهديه، الذين جلهم من أبناء البرجوازيين الذين يريدون لأفلاذ أكبادهم تديُّناً "يُغَنِّمهم (أي يجعلهم أغناماً) سياسياً، إلى أن يقولوا "حسبي الله ونعم الوكيل" مدة 24 ساعة، فينجلي الغم عن الشعب العراقي!

لقد رأيتُ أولئك الشباب من الجنسين وقد أسلموه عقولهم الصغيرة، وقلوبهم الكبيرة، ليُعيد خَلْقها على مثاله. رأيته، وبعدما انتهى من "أسْلَمة" الرواية التلمودية لهيكل سليمان، يتصبَّب عرقاً من فرط ما بذله من جهد فكري وديني لإثبات قضية تشغل بالنا وفكرنا وهي أنَّ البصاق في الشارع حرام؛ لأنَّه يؤذي الملائكة!

هذا هو زمننا العربي.. زمن "بوس الواوا"!

أمَّا هُم ففيهم من يستحق التقدير والإشادة..

إنَّهم علماء آثار يهود، أكَّدوا، أخيراً، وبعد البحث والحفر والتنقيب في "مدينة داوود" في حيِّ سلوان في القدس الشرقية، أنْ لا شيء هناك يدلُّ على أنَّ داوود مَرَّ من هناك، أو كان له قصراً، حيث بحثوا وحفروا ونقَّبوا، أو أنَّ ذلك المكان عَرَفَ داوود، أو عرفه داوود.

وأخصُّ بالذِّكْر من هؤلاء المحاضِر في جامعة تل أبيب رافاييل جرينبرج، الذي قال "لم نعثر على شيء"، وعالم الآثار في الجامعة نفسها البرفيسور إسرائيل فنكلشتاين الذي قال "هؤلاء يخلطون الدين بالعلم.. المنظَّمات اليهودية اليمينية المتطرفة (كجمعية "إيلعاد") لم تعثر على قطعة أثرية واحدة من قصر النبي داوود"، وعالم الآثار المستقل البروفيسور يوني مزراحي الذي قال لم نعثر على لافتة مكتوب عليها "مرحباً بكم في قصر داوود"!

قصارى ما أريد قوله، في الختام، هو أنَّ لي حقَّاً شخصياً لا تنازل عنه في ملكية موقع كنيس "الخراب"؛ وهذا الحق لا يسقط بالتقادم!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذهنية التلمودية.. ليبرمان مثالاً!
- مفاوضات صديقة للاستيطان!
- -أزمة الفهم والتفسير- في عالَم السياسة!
- متى تتحرَّر المرأة من -يوم المرأة العالمي-؟!
- -فساد الانتخابات- يكمن في -فساد الدَّافِع الانتخابي-!
- موعدنا الجديد في تموز المقبل!
- فتوى الشيخ البراك!
- الحاسَّة الصحافية
- بيان اليأس!
- قانون -ولكن-!
- المواقع الأثرية اليهودية.. قائمة تطول!
- حَلٌّ يقوم على -تصغير الضفة وتكبير القطاع-!
- حكومات مرعوبة تَلِدُ إعلاماً مرعوباً!
- -تحرير- السلطة الفلسطينية أوَّلاً!
- صناعة التوريط في قضايا فساد!
- -فالنتياين-.. عيدٌ للتُّجار أم للعشَّاق؟!
- الأمين العام!
- عصبية -الدَّاليْن-!
- مجتمعٌ يُعسِّر الزواج ويُيسِّر الطلاق!
- العدوُّ الإيراني!


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أنا المالك الحقيقي لكنيس -الخراب-!