أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - ناصر الوبير ..ووسيلة الرقي بالبوح














المزيد.....

ناصر الوبير ..ووسيلة الرقي بالبوح


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2939 - 2010 / 3 / 9 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


تعمل المكونات النفسية للوصول لحدوها القصوى على عملية التقارب الوصفي التي تكون بداياتها ضمن مدياتها الوصفية التي تواكب صعودها التدريجي للوصول بالعملية الشعرية الى المديات التي تحكم فيها طواعية على المتلقي بالقبول والإنسجام ثم التعاطف لإقامة شراكة ما بين البناء الفني للنص والبناء النفسي الذي يبنى عليه المتلقي مايراه مناسبا لإثارة مكمن هنا ومكمن هناك ،
وبالتالي فأن إستخدام المديات البصرية واللونية والصوتية تتدخل كأبعاد أثيرية تعمل على إذابة الصورة الواقعية في صور أكثر إتساعا وأكثر شمولية بحكم ذلك الترابط المنسجم مابين الموجودات البيئة والموجودات الباطنية والتي هي الوسيلة للرقي الأمين بالبوح الذي تقتضيه طبيعة الفكرة التي تأخذ منحى التشكيل الدلالي في صور الفراق المتعددة التي يحسن الشاعر بنشرها ضمن الضرف الذي تقتضية حساسية ذلك الألم ولوعته ،
ولاشك أن مثل تلك النصوص يحتاج الى المزيد من الجدية في المحافظة على سياق الخط العام للحدث وسياق شحنه بالمزيد من الإنفلاتات العاطفية المتوازنة وأختيار النقلات المتأنية وبالتأكيد فأن الشاعر ناصر الوبير قد وجد مبتغاه حين عرج من الهم الذاتي الى الهم الجمعي
في مقدمة أبياته الثلاث فوجد بالوطن الضالة والمبتغى لجمع ماتبقى من بقايا تلك الليالي وبهذا المنحنى لابد لي أن أستذكر ضمن ذلك ذلك البناء في الشعر العربي القديم
وتحديدا الشعر الجاهلي على وجه التحديد وولوجه في أغراض الشعر المختلفة وأفتتاحياته التي يجعل من الوصف والمفارقة مدخلا للإثارة وترتيب النص الشعري ضمن دعامات متنوعة لكنها لاتخرج عن وحدة الموضوع إذ يلعب بها المكان والحبيبة دورا في رسم
مايمكن من جميع المشاهد المادية لإثارة العاطفة وفق
ذلك الإبتغاء والذوبان في الأخر ،،
لقد صاغ الوبير بيانه الخطابي بأنسجام متكامل مابين جمع من مؤثراته ومنها المؤثر اللغوي وحسن إستخدام المفردة وبالتالي حسن إنسجام الجملة الشعرية ومن خلالها تقديم الصورة الشعرية الحزينة والمؤلمة :
يبلل هالندى غصن الشجر يوم الصباح يحين
ويرحل مع مناديل النهار ولا يواسينا
تهب الريح وتحن الغصون لهيبته وتلين
وكأن بمنظره لهفة على الذكرى تنادينا
من الفرقا نعيش أيامنا غربه ولين الحين
ندور عن وطن يجمع بقايا من ليالينا
ذبحني هالحنين اللي منحني منظر المسكين
يهز أيامنا الحلوة وتتساقط أمانينا

أن الصورة الشعرية لناصر الوبير تظهر من معدنها رغم وقوعها بين عالمين عالم المعنى وعالم الحس المباشر كما عبر الجرجاني عن ذلك وبما ان الجملة الشعرية تخلق صورها من صورها بتفعيل الحزن وادامة الذاكرة
ضمن مديات الماضي فلابد ان يكون هناك نوع من الدفع الحيوي ليعزز من الحقائق الزمكانية والتي لم يخش الشاعر من التعامل العددي معها وفق احقية الذات التي تولد في نفسه شرارة تلو اخرى وهو يمسك بالأدوات المتيسرة التي جلها يستخلص من الطبيعة ومكوناتها
وبما انها معاشة ومالوفة فقد سهلت للشاعر انسيابيته
عبر التاثير الإيقاعي المتناوب في النص مابين انتقالة واخرى مابين شكوى وقبول مابين مرار وامر ومابين قناعات بانقطاع شبه أبدي :

دخيلك ياعيون أحلامنا وشعاد لو تبكين
جفاف الحظ موّت هالأمل بعيون ساقينا
يأس منا المكان اللي تلحفنا ثمان سنين
وأحسه يلفظ أنفاسه بعد ماتت خطاوينا
تخيل من ثلاث سنين وعيون البشر سكين
ملت روحي من طعون السؤال اللي يعادينا
تعبنا .. كم نفتش في خبايا كلمة البعدين
ندور في عيون أيامها لحظة تلاقينا

لقد أكفت خصائص اللغة والتي خرجت لبعد أخر من محليتها أكملت أغراضها ضمن بعديها النفسي والفني
وخصصت لها كيانا معلوما كون علاقاتها قد نظمتها المخيلة بشكل دقيق فالمنفى له حضوره والإنتظار له وجوده والشاعر الوبير يمثل الشئ بشيئته ولكن بحجم يتناسب وغرضه الشعري :

أنا حزن الغروب اللي وقف بين النهار وبين
ظلامَ يسهر عيون المواجع في منافينا
أنا الذكرى الحزينة / والتعاليل /وبيوت الطين
أنا حزن الرحيل ودمع منديله أيادينا
حبيبي طالت الغيبة وأنا لي هاجس للحين
يدور عن وطن يجمع بقايا من ليالينا

[email protected]
شاعر عراقي – مقيم في قطر
هامش /
بقايا من ليالينا / ناصر الوبير / مجلة العاصمة العدد الأول



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين عذابه الأسيل يَفر ..
- أصحاب رثاء نادر ...
- بدلاً من كفارةٍ سيُعالج الذنب بهدية
- يريد أن يمسك بهولاء ليشطح أمام الخالق
- كل شئ في كيانه حقيقة مطلقة ...
- يطول نومنا ويتناسل عند أفواهنا الذباب
- إذ لم يعد شئ يُقبَلُ بوضوح ...
- منذ سنين والذاكرةُ تنتجُ حياةً مُشوهة
- كي تسمع أُذناك وصوتُكَ لايتقطع
- لاقيمة بعد لتقديم البرهان
- ضرورات منطقية أبدأ بها تفسير العالم
- رُغمَ ذلك إليهِ أسير ..
- إلا بعد أن يأتي كمال
- أخرون في بطوننا يتولون الحديث
- هناك ستستمع لكل الأصوات بهدوء
- يجعلني أصغي ولايتكلم
- كل شئ حَسِن
- ماذا سيُكتبُ في الشاهدة
- لمن نوضح ...
- غَصب ...


المزيد.....




- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - ناصر الوبير ..ووسيلة الرقي بالبوح