أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - قلم ذهبي














المزيد.....

قلم ذهبي


هيثم البوسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 20:27
المحور: الادب والفن
    


حينما يتخذ القلم الأصيل قرار الانغماس في عالم الكتابة، بطريقته العفوية يجبر خلايا العقل على شق مسيرة البحث عن مكامن الحقيقة، ويرسم بين جدران القلب فكرة التفتيش عن مواضع الخطأ، ويحفر عميقا في جذور البيئة المحيطة به لأجل التنقيب عن مواقع النقص في سياسات الدولة التي تحكمه وممارسات المجتمع الذي يحتضنه، وذلك إيمانا منه باستحالة استمرارية حياة الوطن ونهضة المجتمع وصلاح الفرد بدون وجود الرأي الآخر والفكر المعارض الذي يحرك العقول لمواجهة المشاكل المعقدة ويدفع النفوس لملامسة العيوب الخفية.

هذا شأن القلم الحر وديدن الحبر الطاهر الذي يأبى ممارسة الكتابة المرتبطة بصور الزيف وأشكال النفاق ومسارات الخداع، ولكونه يحمل صفات الشرف والحرية وخصائص الشفافية والمصداقية فهو متجاهل ومستبعد من عدة جهات وأطراف.

فذلك القلم ينفر من صراحته الكثيرون ويغضب من انتقاداته المتخاذلون لأنه يميط اللثام عن الأسرار الخطيرة ويفضح أصحاب الأقنعة ويعري أهل الإدعاءات وينبه أهل الغفلة عما يرتكب من انتهاكات في حق الإنسان والمجتمع والوطن، ويشير بأصابع الاتهام نحو مسببات الظلم وعوامل التفرقة وأبواب الباطل، ويطالب أفراد المجتمع بسرعة التغيير ويحرض فئات المجتمع على الاستمساك بطرق الصواب والتشبث بدروب الاستقامة.

ويواجه هذا القلم في مسيرته النبيلة أطياف من البشر وألوان من الناس هم أعداء وكفرة وأنذال وعشاق مصالح، تجتمع قلوبهم الخبيثة على نية واحدة وتتقاطع خططهم عند هدف مشترك ألا وهو اغتيال ذلك القلم الشريف وتغيبه في سجون وتشويه مبادئه أمام السذج وعامة الناس بمختلف الوسائل والأساليب.

من جانب آخر فإن فئة كبيرة من قراء الوقت الحاضر يتآمرون أيضا على ذلك القلم الذهبي بإهماله واضطهاده بعديد الوسائل، بل يسعون إلى قلب صفحات ناصعة امتلأت بغزارة إبداعه وبجمال إنتاجه لأنها فضحت واقعهم المرير وصدمتهم بكمية العيوب والأمراض في دواخلهم المتناقضة، ولأنها لم تمارس سياسة تخدير القارئ ولم تعتمد على التسلية والإلهاء في أغلب عباراتها الفضية وجملها الذهبية.

لذا فهذا القلم يعتبر قلم ذهبي تتساقط أمام رماحه مغريات الشهرة والمال والمصالح، وليس له صديق ولا صاحب ولا خليل يواسي أحلامه الكبرى وطموحاته الجليلة في إصلاح الوطن.

لذا فهو مكروه من أهل السياسة ورجال الدين وأصدقاء اللهو وزعماء المجتمع ورؤساء الإعلام الهابط وتجار المال الحرام وجزء كبير ممن يدعي الثقافة والفكر والأدب.

أخيرا فإن حقيقة هذا القلم وصفاء معدنه الأصيل وندرة ما يختزنه من فكر عظيم ستظهر بعد انقضاء عشرات العقود وتقادم السنوات بعدما تنقشع الغيبوبة وتزول غمامة السواد التي تسيطر على قلب المجتمع الذي يفزع هذه الأيام من سلطة الفرد ويرتعد خوفا من ديكتاتورية الفرعون مهما تعددت صوره واختلفت مواقع وجوده



#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الثقافة
- بسام الطعان..وتجربته القصصية الرائدة
- *جميلة بوحيرد.. وأمة الأصنام*
- *هل هناك معارضة مجانية؟*
- حزب الشيطان
- التمييز بين البشر
- * القصة القصيرة، ومهارات القاص المميز*
- إعلان هام: سأكتب باللغة الانجليزية
- مشروع النهضة العربية الكبرى
- جذور الإصلاح
- أهلا بالأزمات
- قصة قصيرة: يوم بكى أبي
- الصحافة المحلية واهمال الاقلام المميزة
- رحلة الوجود
- شكرا للآلام
- مأساة العقل العربي
- القراءة ....أقوى الأسلحة
- دقائق التأمل
- اضطهاد المبدع
- قصة قصيرة : حلم صعب


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - قلم ذهبي