أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - * القصة القصيرة، ومهارات القاص المميز*














المزيد.....

* القصة القصيرة، ومهارات القاص المميز*


هيثم البوسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 14:43
المحور: الادب والفن
    


الـقـصـة الـقـصـيـرة
ومـهـارات الـقـاص المـمـيز **
بقلم هيثم البوسعيدي

تقديم القصة القصيرة على صورة منتج أدبي إلى القارئ ليس بالأمر السهل فهو عمل مجهد وصعب للغاية، فالقصة أشبه ما تكون بالمنتج الذي يقدم للزبون فأما تجذبه جودة المنتج أو يدفعه تواضع النص للبحث عن منتج جديد في مكان آخر حتى يشبغ غروره ويذكي ذائقته.

وبما أن فن كتابة القصة القصيرة من أحدث الفنون في عالم الأدب، فقد تدافع كثير من الكتاب لممارسته رغم صعوبة أدواته وكثرة العابثين بقواعده.

لذا فإن الممارسة الجيدة لهذا الفن تفرض وجود قاص ماهر صاحب قدرة فائقة على الإلمام بجوانب وخصائص القصة وصهر مكوناتها على صورة حروف وكلمات وجمل تتسلل خلسة إلى قلب القارئ وتكبل تفكيره فتلزمه بقراءة النص حتى آخر حرف في القصة.

ومقدرة القاص المميز تكمن في حياكة نسيج القصة واقتناص الأفكار والحفاظ على وحدة البناء وتقديم وجهات النظر والمعلومات التي يختزنها في ذاكرته الحية بطريقة تسلسلية وبحس عميق وبأسلوب أدبي مكثف ومثير للاهتمام.

يستوجب هذا انتباه القاص لمرتكزات القصة الرئيسة: الشخصية واللغة والحادثة والفكرة واستحضار عاملي الزمان والمكان حتى يتمهد الطريق نحو انسيابية طرح الأفكار وسريان الأحداث فتصبح عملية السرد سهلة وعميقة.

وكتابة قصة يستوجب وجود قلم مميز يستطيع طرح أعقد الرؤى وتفسير أصعب القضايا واستجلاب الدلالات اللغوية التي تمزج الخيال بالواقع فتظهر الأفكار والأحداث المنسوبة للقصة بشكل مؤثر وخلاب.

وحتى تكون عناصر مثل البداية والنهاية والعقدة والحل على درجة عالية من العناية والتكثيف والتركيز، فإن القاص الجيد هو من يمسك بعناصر الكتابة جيدًا حتى يستطيع أن يفرغ على الورق كل ما يدور بداخله، فيضمن بذلك وصول هدفه إلى القارئ في سهولة ويسر.

وما سبق يدفعنا للأقرار بالامكانيات الهائلة لمن يتقن هذا النوع من النصوص لأن التجربة الحياتية ذات أثر مهم ومصدر خصب في تشكيل العالم القصصي للقاص، كما أن اتقان كتابة القصة وضمان علو قيمتها الأدبية تأتي نتيجة الاستفادة من تجارب الآخريين من مبدعين وكتاب حتى ولو لم ينل القاص نصيبا من الدراسة الاكاديمية، إضف إلى ذلك فإن عوامل مثل ملكة التفكير العميق والقدرة على التخيل واختلاق المواضيع والأحداث وجلب الصور الراسخة في الذاكرة تعتبر خطوات هامة في تشكيل قدرات ومواهب القاص.

أخيرا هناك نجاح آخر للقاص لا يدركه القارئ أثناء قراءة القصة - كما يشدد عليه بعض الكتاب – أنه الجهد الذهني والنفسي الذي يبذله القاص - على سبيل التضحية- تأكيدا لمصداقية وشفافية النص وهذا يتطلب معايشة المشاهدات الحية والمواقف الإنسانية الصعبة، عندئذ نجد القاص الجيد يتقمص شخصية إنسانية آخرى بعيده كل البعد عن عالمه الخاص ويغوص في اعماقها ويتأثر بكل ما يحيطها من مؤثرات وتفاعلات في موقف وحدث معين، مع المحافظة على توافر كل الوسائل الضرورية لممارسة فن القصة القصيرة مما يسهل في النهاية عملية نقل الفكرة والحدث على طبق من ذهب إلى القارئ.

**ملاحظة**
" ارسلت هذا المقال قبل فترة إلى مجلة الرافد الإماراتية من أجل نشره هناك
ولكن تم إخباري برفض نشر المقال من دون سبب مما أشعرني للحظات بخيبة الأمل من بعض المجلات الورقية فلم يعد لي مكان لنشره سوى المنتديات والمواقع التي ارتضت احتواء هذياني ولغتي المتواضعة...تحياتي لمن قرأ وتحية معطرة بالورود لهذا المنتدى الذي ارتضى ضم نصوصي المتدنية "**








#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان هام: سأكتب باللغة الانجليزية
- مشروع النهضة العربية الكبرى
- جذور الإصلاح
- أهلا بالأزمات
- قصة قصيرة: يوم بكى أبي
- الصحافة المحلية واهمال الاقلام المميزة
- رحلة الوجود
- شكرا للآلام
- مأساة العقل العربي
- القراءة ....أقوى الأسلحة
- دقائق التأمل
- اضطهاد المبدع
- قصة قصيرة : حلم صعب
- حياتنا ونموذج المرسيدس
- ثقافة الألم وولادة الإبداع
- الوحدة الوطنية في مهب الريح
- السفيه والمسؤوليه
- قلم المثقف وعصا السلطة
- القدس في وجدان الإنسان العربي
- شهوة الكتابة


المزيد.....




- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - * القصة القصيرة، ومهارات القاص المميز*