أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم البوسعيدي - السفيه والمسؤوليه














المزيد.....

السفيه والمسؤوليه


هيثم البوسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 09:06
المحور: كتابات ساخرة
    


يغيب عن أذهان القائمون على المؤسسات والإدارات العليا في أوطاننا مصطلح ذو أهمية كبيرة يأخذ في الإعتبار في عملية اختيار المسؤولين والإداريين الذين يتولون المناصب الحساسة في مختلف قطاع المجتمع والدولة، ذلك المفهوم هو مبدأ الأخلاقيات الذي يشمل جملة من القيم والأخلاق والمبادئ الرفيعة والذي يفتقر إليها الكثير ممن حملوا الأمانة في أوطاننا اليوم، وما نراه من انتشار نسب الفساد في الإدارات المتعددة وانخفاض لمستوى الخدمات المقدمة وضعف التوجهات التنموية وتذمر المواطن ويأس الموظف البسيط وتوتر العلاقات الشخصية في داخل المؤسسة الواحدة ليس إلا نتائج طبيعة لتلك الأختيارات السلبية والقرارات الطائشة التي أفادت المصالح الذاتية لمجموعات ضيقة أخذت تتلاعب بالدوائر الرسمية والجهات الحكومية في هذا المكان أو ذاك.

ونتسائل ماذا يأمل المجتمع من شخص قادم من بيئة قذرة وذو تربية غير صالحة، فلن يمنعه جوعه من ملئ جيوبه بشتى المصالح، بل الواقع يشير أنه سيستسلم سريعا أمام سلطان المال ولذة السلطة، وربما يضيف إلى رصيده الشخصي مزيد من الصفات الرذيلة والعادات القبيحة والمؤكد أن الآخرون لن ينتظرون منه إصلاح أنظمة العمل أو بناء المؤسسة لأن الإشكالية تقع في عملية الاختيار والإنتقاء حينما تغيب عن ملاك السلطة معايير الكفاءة والفعالية ويوضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وتخضع هذه العملية بالأساس إلى عدة أسباب منها المحسوبية أو القرابة أو لكونه ابن فلان وعلان، والأصعب أن يطول إعتكافه على الكرسي لفترات زمنية طويلة لا يعلم بنهايتها إلا الله حتى يحمل هو والكرسي معا إلى القبر، ويكون في النهاية كلا من العمل والمواطن وأفراد المؤسسة والمجتمع هم ضحايا هذا الاختيار الخاطئ.

والأعجب من كل ذلك عندما يتولى المتعلم ذو الشهادات العليا منصب لا يستحقه ولم يمنح له لأجل أخلاقه وسيرته الذاتية، فتجد تصرفاته وسلوكياته عكس ما تعلمه حتى الابتسامة والكلمة الطيبة لا تعرف طريقها إلى وجوه القبيح ولا يقدر على ضبط مشاعره وانفعالاته بل يفشل في اختبارات الأخلاقيات ولا يتقن نطق أبسط الحروف الهجائية في علم الإدارة الواسع، ويخسر الكثير والكثير من العلاقات داخل وخارج المؤسسة لأنه ببساطة لا يفهم مهارات وقدرات التواصل، هؤلاء ومن سبقهم هم فئة السفهاء الذين لا يستوعبون حجم المسؤولية التي هي أمانة كبيرة والتزام بحقوق الله وحقوق العباد وهؤلاء وغيرهم لا يحتاجون ببساطة لمناصب ووظائف عليا بل يحتاجون لإعادة تأهيل لنفوسهم الملوثة وبرمجة لعقولهم المدمرة.

الواقع يؤكد للأسف إن الحكومات والمجتمعات العربية خسرت وستخسر الكثير من الطاقات والجهود بإهمالها أهل الكفاءات العالية وتجنبها القيم والأخلاق في عمليات اختيار المسؤولين مقابل مصالح ذاتية لهذا الشخص أو ذلك، وإن عملية الإصلاح والتغيير والتقدم بعيدة كل البعد عن واقع الإدارة وهيكلية المؤسسات في بلداننا البائسة.



#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلم المثقف وعصا السلطة
- القدس في وجدان الإنسان العربي
- شهوة الكتابة
- المجلس
- صناعة الحب
- قصة : جراح بغداد
- إدارة الانسان : مفهوم غائب في عالمنا العربي
- القراءة والكتابة ....علاقة ترابط وتفاعل دائم
- رؤية نقدية : أهل الدين تحت المجهر


المزيد.....




- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم البوسعيدي - السفيه والمسؤوليه