أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم البوسعيدي - أهلا بالأزمات














المزيد.....

أهلا بالأزمات


هيثم البوسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*أزمات كبرى تشتعل في أرجاء المعمورة، تختلف أشكالها وتتعدد مصادرها، فقد تكون بيئية أو صحية أوناتجة عن الفعل البشري كالحروب مثلا لكنها تأتي نتيجة الكوارث والمآسي التي تلحق الضرر بالإنسان والبيئة والمجتمع، ورغم آثارها المدمرة فإن للأزمات فوائد عدة فكما يقال " رب ضارة نافعة"، لأنها تكشف المستور وتعري القصور وتفضح المسكوت عنه وتظهر السلبيات كما هي وتسلط الضوء على السلوكيات المنحرفة، وتبرز مدى التلاحم أو التنافر بين الشعب وحكومته من جهة ومن جهة أخرى تتضح حقيقة أخرى ذات أهمية قصوى ألا وهي ضعف أو قوة الروابط بين شرائح وفئات المجتمع وما مدى قدرات هذه المكونات في التصدي لهذه الأزمة العابرة.

والأهم من كل ذلك ما تكشف عنه الأزمات من أمور وخفايا عدة لا تظهر على السطح إلا بشكل مفاجئ وفي أوقات الشدائد ولحظات المحن مثل ضعف الإدارة وتردي الأوضاع وسوء التنظيم والغفلة عن معالجة بواطن الخلل وتخبط القيادات في مختلف أجهزة الدولة وإخفاقها في التعامل مع مخاطر الأزمات.

هـنا تصبح القيادات في خبر كان ووضعية محرجة بحيث لا تستطيع التستر على النتائج السلبية للأزمات المستفحلة والتي يترافق معها مزيد من الخسائر المادية والبشرية والمعنوية بل تتضح حقيقة الفشل المدوي لكل السياسات المزعومة والخطط الكاذبة والأستراتيجيات المفتعلة.

وبمرور الوقت يكون الوطن بكامله أمام فضيحة بل أشبه بمهزلة لا يستطيع بسببها أهل المسؤولية من ستر العورة ووقف التدهور الحاصل في مختلف الاتجاهات وهم الذين حملوا الأمانة وسخرت كافة الإمكانيات لهم وخصصت لهم الميزانيات اللامحدودة، فأين الخطط؟ وأين البرامج وأين انجازاتهم المصطنعة؟ وأين القفزات المزيفة؟ وأين الاحساس بقيمة المسؤولية التي وضعت بين أياديهم؟ وماذا حققوا خلال الفترات الماضية للأوطان والمجتمعات غير تضخيم مصالحهم الشخصية والغرف من خيرات الوطن والالتصاق بالكراسي لسنوات طويلة.

لذا لن يتصدى مثل هؤلاء لأي كارثة قادمة أو أزمة عابرة لأن فاقد الشئ لا يعطيه، فالازمات والمحن هي في نظرهم حدث عابر لن يزعزع ما وصلوا اليه من مكانة وحظوة لعدم وجود مبدأ المحاسبة ومعاقبة المسئ ومسائلة المقصر، وعندما يسود هذا الفكر المدمر لن تصل تلك المجتمعات والدول إلى مرحلة مواجهة الأزمات بفعالية والتصدي للكوارث والمآسي بحزم وثبات إلا إذا اصبح أهل المسؤولية على درجة عالية من الأخلاق ومستوى كبير من الإيمان والإحساس بالمسؤولية والإدراك الحقيقي لمعنى الادارة وقيمة السلطة...وحتى تصل الأوطان لهذه المرحلة فلنقل للأزمات أهلا أهلا لأنها ستكشف الحقائق وستزيل الأقنعة وتعري الانتهاكات المرتكبة بحق الجميع*



#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة: يوم بكى أبي
- الصحافة المحلية واهمال الاقلام المميزة
- رحلة الوجود
- شكرا للآلام
- مأساة العقل العربي
- القراءة ....أقوى الأسلحة
- دقائق التأمل
- اضطهاد المبدع
- قصة قصيرة : حلم صعب
- حياتنا ونموذج المرسيدس
- ثقافة الألم وولادة الإبداع
- الوحدة الوطنية في مهب الريح
- السفيه والمسؤوليه
- قلم المثقف وعصا السلطة
- القدس في وجدان الإنسان العربي
- شهوة الكتابة
- المجلس
- صناعة الحب
- قصة : جراح بغداد
- إدارة الانسان : مفهوم غائب في عالمنا العربي


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم البوسعيدي - أهلا بالأزمات