أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أنور نجم الدين - الحركة الكردية: من نزاع البارزاني والطالباني، إلى نزاع الطالباني ونوشيروان















المزيد.....

الحركة الكردية: من نزاع البارزاني والطالباني، إلى نزاع الطالباني ونوشيروان


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 09:39
المحور: القضية الكردية
    


الفصل الأول من النزاعات في الحركة الكردية (1961 – 1975):

بعد انطلاق الحركة الطبقية في كردستان العراق ما بين عامي 2006 - 2008، وانتقالها من منطقة إلى أخرى، بدأت القوى القديمة بإحتوائها تحت ذرائع سياسية مختلفة عن ذرائعهم القديمة، ولكن مع كل أشكال وأساليب جديدة لهذه القوى، فلا تعيد هذه الردة، سوى الذاكرة التاريخية للفصول المأساوية التي مرت على الحركة الكردية في كردستان العراق، فالفصل التاريخي الأول من الحركة الكردية في كردستان (1961 – 1975)، لم يعكس سوى المصالح الطبقية المباشرة للإقطاعيين والبرجوازيين في كردستان، ولم تكن هذه الحركة سوى ردة الإقطاعيين إزاء حركة الفلاحين الناهضة في قرى كردستان العراق، فنتيجة لتعسف الإقطاعيين، ومثلهم مثل الفلاحين في المناطق الوسطى والجنوبية للعراق، قام الفلاحون في مختلف المناطق الكردية في أواسط القرن الماضي بمعارضة مصالح الإقطاعيين والدفاع عن مصالحها الطبقية المستقلة. ولكن لم تنته هذه الحركات إلا بجر الفلاحين نحو أحضان الحركة الكردية المتمثلة في الإقطاعيين في كردستان. ورغم وجود شروط مادية لهذه الحركة، فيعود الجزء الأعظم من هذه الانتكاسات إلى دور الحزب الشيوعي العراقي في تعريف حركة الإقطاعيين بحركة ثورية، فالحركة الكردية ابتدءً من الشيخ محمود الحفيد، ومرورا بالبارزاني الأب، وانتهاءً بالبارزاني الابن وجلال الطالباني، كانت دائما حركة الإقطاعيين في الريف، والبرجوازيين في المدن. وبعد أن أصبحت قوى الفلاحين المحرك الحقيقي للحركة التي لم تعبر عن مصالح فقراء الريف حتى ليوم واحد، فآنذاك بدأت القيادة الكردية، بهدوء وأمان، بإجراء كل ما يمكن إجرائه لسحق حركة الفلاحين الطبقية تحت ذريعة المصالح المشتركة لكل طبقات المجتمع الكردي.

ولكن مع ذلك، فالانهيار الفجائي لحركتي البارزاني والطالباني في السبعينات، وبعد خمسة أعوام من الصراعات الدموية بينهما، وكفاح جلال الطالباني ونوشيروان جنبًا إلى جنب مع الحكومة العراقية ضد البارزاني (1966 – 1970)، كان دليلا ساطعا على عدم وجود أساس جماهيري متين لهذه الحركة.

الفصل الثاني من النزاعات في الحركة الكردية (1976 – 2000):

في أواسط السبعينات، وبعد الانهيار التام لطرفي الحركة الكردية، مصطفى البارزاني وجلال الطالباني، بدأت النضالات السرية من جديد في المدن الكردية، وبدأ الشباب بتنظيم أنفسهم في خلايا سرية. وأثناء البدء بتنظيم فرق عسكرية في المدن والريف عاد صاحبنا جلال الطالباني من المهجر من سوريا، وبعده نوشيروان إلى جبال كردستان.
أما الطرف الآخر من ممثلي الإقطاعيين، ونعني بهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، كان -سلفًا موجودا في الحدود الإيرانية - العراقية. وبعد عودة الطالباني بدأ فصل جديد من فصول النزاع الدموي بين الأطراف المنهارة القديمة للحركة الإقطاعية الكردية التي جعلت من كردستان العراق ساحة جديدة لنزاع الحكومات (سوريا، العراق، ايران) من خلال نزاعاتهما الدموية. ودامت هذه النزاعات، إلى العقد الأول من القرن الحالي.

نجح الطالباني ومعاونه نوشيروان هذه المرة، في دمج بعض القوى في منظمتهم (الاتحاد الوطني الكردستاني): خه تي بان –الخط العريض- لطالباني، ممثل مجموعات إقطاعية في كردستان العراق، و(عصبة كردستان) ممثل الفلاحين، والذي قام نوشيروان بشكل من الانقلاب واستولى على العصبة، فاستطاع الطالباني من جهته، احتواء الجزء الأعظم من هذه الحركة في كردستان العراق بذريعة الأهداف المشتركة بين ممثلي الطبقات المختلفة في كردستان.

وهكذا، بدأت المسرحية من جديد بين الطالباني والبارزاني، من جهة، وبين الفلاحين وممثلي الإقطاعيين والبرجوازيين من جهة أخرى. وكان الغرض الأول والأخير لنزاع هذه الأحزاب البرجوازية، ودعم الحكومات لهما، هو القضاء على كل حركة طبقية في كردستان والمنطقة أجمع، ففي عام 1981 مثلًا، بدأت الصراعات الطبقية الحادة بين الفلاحين والإقطاعيين في منطقة رانية، التابعة للسليمانية. وقام (الاتحاد الوطني الكردستاني) علنًا بمساندة الإقطاعيين، الإقطاعيين الذين كانت تدعمهم السلطة العراقية من جهتهم أيضًا.
ومَن قام بقمع هذه الحركة بصورة مباشرة كان نوشيروان مصطفى، الشخص الثاني في الاتحاد الوطني الكردستاني، وسكرتير (عصبة كردستان) -ما يسمى بممثل الفلاحين-.

وفي عام 1984، قام الاتحاد الوطني الكردستاني (أ.و.ك)، بتفريق الطلاب المتظاهرين في السليمانية، بحجة تفاوض (أ.و.ك) مع الحكومة العراقية، وفي صيف 1991، وأثناء المحاولات الثورية لانتعاش انتفاضة مارس 1991، قام الاتحاد الوطني الكردستاني بإيقاف هذه المحاولات، ووصفوا الحركتين بحركة المشاغبين.

وعدا ذلك، ففي ثمانينات القرن الماضي، قام الطالباني ونوشيروان بتبادل الأدوار ما بين الحكومة العراقية والإيرانية في أثناء الحرب المدمرة بين البلدين مرات عديدة. وفي أثناء انشقاقهم من الاتحاد الوطني الكردستاني، كتب ملا بختيار –ورفاقه- الشخص الأقرب من الطالباني اليوم كالأمس، ويقول: "في عام 1981 نصب الطالباني خيمة إضافية إلى جانب خيمته لمعاون رئيس أركان الجيش الايراني المدعو (العقيد شريف النسب) مع مجموعة من مساعديه والمرافقين وجهاز لاسلكي .. ومن خلال هذه الفترة كان الطالباني يزود الجيش الإيراني بالخرائط والمعلومات الدقيقة عن مواقع الجيش العراقي – المصدر: لم يعد الصمت ممكنًا".

وفي كراسهم، يواصل ملا بختيار ويقول: "في بداية شهر تشرين الأول 1982 اجتمع الطالباني ونوشيروان مع ثلاثة من مدراء الأمن (السليمانية، كركوك، أربيل) في قرية (كوره شير) الواقعة على الحدود الإيرانية، ضمن أراضي كردستان إيران. وفي هذا الاجتماع الخماسي قبلوا الشروط العراقية بإعلان الحرب ضد الجيش الإيراني – نفس المصدر".

الفصل الثالث: موسم الانتخابات موسم تقاسم الغنيمة، موسم جديد من النزاعات:

بقدر ما كان يفصل التاريخ بين مصالح الفلاحين والإقطاعيين في الريف، بقدر ما يفصل اليوم التاريخ بين مصالح الشغيلة على العموم والطبقة الحاكمة في المدن في كردستان العراق. فالفقر، والبطالة، والمستوى المتدني للمعيشة، وإطالة يوم العمل في الشركات الأهلية إلى أكثر من 10 ساعات، وأزمة السكن، والأجور المنخفضة، وإيجارات السكن الأعلى من جهة، والأعمال اللصوصية للسياسيين، وإغناؤهم على حساب إفقار الطبقات الفقيرة، ثم انهيار الزراعة، والصناعة، والمتاجرة بأموال الدولة، سيفصل على الدوام بين طبقة الشغيلة وما يسمى بممثل الشعب، البرلمان الكردي، حديثة النشوء، مع أحزابها المسنة والمتمرسة في أساليبها الخداعة، وقمع الحركات الثورية.
ومع اقتراب ساعة الانتخابات في العراق، تتزايد المزاحمة تزايدًا ملحوظًا بين الأطراف السياسية التي تتعارك على الدوام على ثروات المجتمع، وكل طرف من هذه الأطراف يحاول بشدة تقسيم الغنيمة لصالحه. وبالارتباط مع موسم الانتخابات، بدأت مسرحية جديدة في كردستان العراق تشتد فيها النزاعات من خلال الحملة الانتخابية الجديدة في العراق، وهذه المسرحية هي مسرحية: (كوران – التغيير). والممثل السياسي المشهور لهذه المسرحية، هو نوشيروان مصطفى، الشخص الثاني في حركة الطالباني اعتبارًا من أواسط ستينات القرن الماضي، وانتهاءً بالعقد الأول من القرن الحالي.
أما ما يحاول نوشيروان تقديمنا، فهو القضاء على الفساد الإداري، فكأن الفساد في كردستان العراق حالة تاريخية جديدة. وكل ما قدم نوشيروان للمجتمع إلى اليوم، هو (تغيير) اتجاه الحركة التي كان يهدد فعليًّا مصالح السياسيين المتربعين على سدة الحكم، بهدف تقاسم السلطة والمال مع الأسياد، فالحركة التي كان تتطور ما بين عامي 2006 – 2008 كحركة جماهيرية لا حزبية، مستقلة عن كل الأحزاب، وبدأت بهجوم فعلي على الطالباني والبارزاني المتربعين، لا على دست الحكم فحسب، بل وعلى أعلى تلال كردستان، وقفت الحركة في مكانها متحيرةً أمام الأوهام التي ينشرها نوشيروان في حملاته الانتخابية النشيطة، ونوشيروان الذي لم يؤد في الأخير، سوى إعادة الجماهير الغفيرة بهدوء إلى ظلال حكم البارزاني والطالباني، احتل هو أيضًا أعلى تل في مدينة السليمانية، وأخذ (10) ملايين دولار من الطالباني، بحجة أنه كان مشاركا في نضالات الاتحاد الوطني الكردستاني؛ لذلك فاليوم من حقه أن يتقاسم الغنيمة مع هذا التنظيم البرجوازي.

وهكذا، ففي عصر دكتاتوريتهم في جبال كردستان، كانت الأحزاب الكردية تلعب بحياة آلاف الفقراء في قرى كردستان، أما في عصر ديمقراطيتهم، فيلعبون بحياة ملايين الناس المحرومين من لقمة العيش في المدن، فبعدما سيطروا على السلطة، فلا يبقى أمامهم سوى تحقيق حلمهم القديم: السلطة والمال! أما الديمقراطية، أي حرية التجارة، وحرية المنافسة، واقتسام الحقوق السياسية بصورة أخوية مع (عامة الناس)، لغرض إنتخاب أسيادنا السياسية بصورة ديمقراطية أسهل طريقة للوصول إلى هدفهم المنشود. وهاهم يعلنون دون حذر مبادئهم القيمة كالحرية السياسية، وحقوق الانسان، والمدنية، والعدالة الاجتماعية، ويتقاسمون كل هذه المبادئ مع المجتمع مادامت المبادئ هذه تعطيهم حقوق التسلط وجمع المال على حساب لقمة عيش المجتمع، فهم يتقاسمون كل شيء مع المجتمع عدا ثرواته الذي ينتجها بنفسه، المجتمع الذي يخضع بالفعل أمام نتاج منتوجاته، كقوى غريبة عنه، أي محرومة منه؛ ولذلك ففي ختام هذه الفصول التاريخية للحركة الكردية يبدأ -كما بدأ بالفعل- فصل جديد من فصول الصراع بين أهل العمل وأهل السلطة والمال، أي بين مَن يملك لا يعمل، ومَن يعمل لا يملك.

وهكذا، لا الطالباني، ولا البارزاني، ولا نوشيروان ولا برلمانهم يمثلون إلا مصالحهم الطبقية الخاصة، مصالح الطبقة التي تتربع على لقمة عيش الفقراء، أما نزاع نوشيروان والطالباني الجديد، كنزاع الطالباني والبارزاني القديم، ليس سوى النزاع على اقتسام الغنيمة بصورة أخوية. السلطة والمال! هذه هي المبادئ العليا للسياسيين وبرلمانهم، فمَن يربح من هذه النزاعات هو أهل السلطة والمال، أما الخاسر فهو أهل العمل.



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (6)
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (5)
- كارل ماركس: الأيديولوجية الألمانية (3)
- كارل ماركس: الأيديولوجية الألمانية (2)
- مادية لينين مادية ميكانيكية -5
- مادية لينين مادية ميكانيكية -4
- مادية لينين مادية ميكانيكية -3
- مادية لينين مادية ميكانيكية -2
- مادية لينين مادية ميكانيكية -1
- كارل ماركس: الأيديولوجية الألمانية (1)
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (4)
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (3)
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (2)
- كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك (1)
- حول ملاحظات قوجمان الدِّياليكتيكية
- التَّاريخ بين ماركس وهيغل
- تعارض ماركس مع المادية الدِّياليكتيكية - 2
- تعارض ماركس مع المادية الدِّياليكتيكية - 1
- تعارض ماركس مع المنهج الدِّياليكتيكي
- تعارض المنهج المادي للتَّاريخ مع المنهج الدِّياليكتيكي


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أنور نجم الدين - الحركة الكردية: من نزاع البارزاني والطالباني، إلى نزاع الطالباني ونوشيروان