أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - تعدديتنا النافية للتنوع














المزيد.....

تعدديتنا النافية للتنوع


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن أن نغفل، في حال الحراك السياسي الظاهر في مجتمعنا البحريني اليوم، أن هناك أشكالاً من التعددية الاجتماعية وحتى السياسية دفعت بها إلى السطح الديناميكية التي تشكلت في البحرين بعد التغييرات التي جاءت مع المشروع الإصلاحي.
فهناك جمعيات سياسية مختلفة المشارب والألوان، متعددة في حجم العضوية، ومتفاوتة في مدى الفعالية في الحراك الدائر، ولكن من يستحوذ على صدارة المشهد، هي جمعيات الإسلام السياسي، وهي جمعيات ربما لا تتوفر على بنى تنظيمية ذات تقاليد وتماسك مثل تلك التي تتوفر عليها التنظيمات اليسارية والوطنية، ولكن ضرورات الاستقطاب المذهبي والطائفي المهيمن في المجتمع اليوم، مكّن هذه الجمعيات بشقيها، السني والشيعي، أن تنال ما هي عليه من حضور، إذا ما حسبنا آليات التعضيد المختلفة التي تساعد على ذلك ، وهذا كله على حساب القوى ذات المشارب الفكرية والسياسية المختلفة، وفي مقدمتها قوى التيار الوطني الديمقراطي.
في الظاهر فان التعددية قائمة، دون أن نشغل أنفسنا هنا بالنقاش، فيما إذا كانت هذه التعددية صحية أو مرضية، لأنها، في نهاية المطاف تعبر عن واقع موضوعي قائم لا سبيل لنفيه في مجتمعٍ ثنائي المذهبية، كما هو حال المجتمع البحريني، وهي ثنائية تضرب عميقاً في التاريخ، ولا سبيل لنفيها، فالخلاف بيننا وبين من نعدهم طائفيين لا يكمنُ هنا، وإنما في حقيقة أننا لا نريد من هذه المسألة أن تكون شاغل المجتمع، والمستحوذ على تفكير أبنائه، فنحن نُغلب على ذلك قيم التسامح والتعايش ونُعظم من المشتركات والمُوَحِدات والجَامِعات على حساب المُفرقات والمُشَتِتات.
لكن هذه التعددية الظاهرية تنفي ما هو أهم منها، وهو التنوع الموجود في المجتمع، القائم في كل طائفة من طائفتيه، فليس كل السنة منضوين تحت راية جمعيات الإسلام السياسي السنية أو موافقين على برامجها، والعكس صحيح أيضاً، فليس كل الشيعة منضوين تحت راية الجمعيات السياسية الشيعية أو موافقين على برامجها أو أطروحاتها.
هناك مقدار كبير من التنوع في صفوف السنة ومقدار من التنوع لا يقل عنه في صفوف الشيعة، ولا يكفي أن نبتهج بالتعددية الظاهرية ونقدمها على أنها انتصار لفكرة الديمقراطية، فهي، في بعض أوجهها على الأقل، نفي لفكرة الديمقراطية، حين يسعى مريدوها لإخضاع أبناء كل طائفة مجتمعين لمزاجٍ واحد، فكري وسياسي، قامعين ما في داخل الطائفة الواحدة من تنوع بالقسر المعنوي، الذي يحمل في طياته بذور العنف تجاه الرأي الآخر.
ومن المُهم، في هذا السياق، الإشارة إلى أن هذا التنوع في المجتمع، داخل كل طائفة على حدة، هو نفسه العامل المُوحد في المجتمع، هو المُكَون للوحدة الأفقية التي تجمع الجميع، والنافي للانقسام العمودي الذي ترعاه الطائفية والمذهبية وتعززه وتحميه ابتغاء لمصالح هيمنة المستفيدين من هذا الانقسام في المواقع المختلفة، سواء كانوا داخل الدولة أوفي المجتمع على حدٍ سواء.
من أجل أن يكون تطور المجتمع صحياً، معافى، علينا أن نعلي من شأن هذا التنوع، ونبرزه ونسلط الضوء عليه، وندافع عن حقه في التمثيل في مختلف المجالات، فهذا التنوع العابر للطوائف هو وجدان المجتمع ودينامو تطوره، أما التعددية المذهبية حين تصبح شغلاً شاغلاً فهي النافيـة لهذا التطور والمعيقة له.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المسألة الديمقراطية
- في المسألة الديمقراطية
- عن آليات الفساد
- تمويه العبودية
- عالم الصورة لا الكلمة
- لفهم زمننا
- تسفيه التاريخ – 2
- تسفيه التاريخ - 1
- على صلة بيوم المرأة البحرينية -3
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية – 2
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية - 1
- من أجل إصلاح الحال
- ماذا يريد قطاع رجال الأعمال؟
- ما فعلته - نوبل-
- وجوه أحمد الشملان المتعددة
- الفخاخ الطائفية
- الحداثة العربية تراث أيضاً
- هل هو صراع للأجيال؟
- في الشرق ما يمكن تعلمه
- أشياء من علي الوردي


المزيد.....




- -مظهر سيىء-.. وزير الدفاع الأمريكي منتقدًا جنود الجيش -البدن ...
- خطة غزة.. ترامب يمنح حماس مهلة -من 3 لـ4 أيام- للرد ويحذرها ...
- فيديو- كيف ينظر الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة إلى مقت ...
- جمال كريمي بنشقرون : رجاء اسمعوا صوت الشباب.. من أسلوب الاحت ...
- ضمانات أمنية وحكومة انتقالية.. ماذا تتضمن خطة ترامب لإنهاء ح ...
- ترامب في اجتماع مع كبار القادة العسكريين: الولايات المتحدة ت ...
- رغم الإعلان عن خطة ترامب للسلام.. الموت مازال يحصد أرواح الع ...
- العثور على سفير جنوب إفريقيا لدى فرنسا ميتا أمام فندق بباريس ...
- واشنطن بوست: انقسام ديني يزلزل أركان السياسة الأميركية
- باحثون يوصون بإضافة التوابل الحارة إلى الوجبة الغذائية


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - تعدديتنا النافية للتنوع