أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - لفهم زمننا














المزيد.....

لفهم زمننا


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يجمع بين رجل فرنسي وآخر ألماني. لقد تقاتل بلداهما وسفك أحدهما دم الآخر حتى القطرة الأخيرة تقريباً، وحتى اليوم ما زال بالإمكان رؤية جراح حربيهما العالميتين والحروب التي ترجع إلى القرن السادس عشر. إن الشرخ بينهما ليس نتاج اللغة وحدها، بل إنه نتاج عوامل أخرى عديدة تمتد عميقاً في التاريخ. هذا سؤال أول. لكن ثمة سؤالا ثانٍ لا يقل أهمية: ما الذي يجمع بين أديب، روائي وبين عالم اجتماع. في الغالب يجلس الفلاسفة في زاوية وعلماء الاجتماع في زاوية أخرى، بينما يتشاجر الكتاب في الغرفة الداخلية، ولا يحدث، أو من النادر أن يحدث، حوار عميق وحقيقي بين عالم اجتماع وبين أديب. هذا على الأقل ما يعتقده جونتر جراس الأديب الألماني مؤلف “الطبل الصفيح” التي نال عنها جائزة نوبل. وهذا الكلام قاله جراس الألماني وهو يحاور الفرنسي عالم الاجتماع الراحل بيير بورديو. إنهما معاً يدركان مقدار الحواجز الموضوعية التي تجعل من حوارهما متعذراً أو صعباً، كونهما أولاً ينتميان إلى بلدين لم يكونا عادة على وئام، وكونهما يشتغلان في حقلين يبدوان في الظاهر متناقضين أو مختلفين على الأقل. ولكن محرراً ذكياً اسمه أليكس كولينيكوس، جمع الرجلين في حوار نشرت “الثقافة العالمية” الكويتية ترجمة له وضعها محمد الأسعد. مجرى الحوار كشف زيف الانطباع السائد عن أن الأدب وعلم الاجتماع يتحركان في مدارين مختلفين، بل بدا واضحاً أن الرجلين يعرف أحدهما الآخر جيداً لا بالمعنى الشخصي وإنما بالمعنى الفكري والثقافي وحتى الإبداعي. جراس خاطب بورديو قائلاً أن حكايات هذا الأخير تغريه بوصفه كاتباً، لينطلق منها كمادة خام في عمله الإبداعي، ويعطي على ذلك مثالاً: قصة الشابة التي تغادر الريف إلى باريس، وتعمل في فرز الرسائل ليلاً، حيث حصلت كل النساء الشابات على وظائف يحدوهن الأمل أنهن بعد بضع سنوات سيحققن حلمهن ويرجعن إلى قراهن لتسليم الرسائل البريدية، لكن هذا لا يتحقق أبداً، فهن سيبقين فارزات للرسائل في العاصمة. لكن ليس هذا وحده ما يجمع بين الرجلين، بين الروائي وبين عالم الاجتماع، إنهما معاً مأخوذان بالفكرة التي يدعيانها: “الإحياء التقدمي”. فهما يريان كيف أن أوروبا التي ينتسبان إليها تذهب سريعاً إلى ما يوصف بـ “الليبرالية الجديدة” مأخوذة بالمناخ المحافظ القادم من وراء المحيط. إنهما يظهران قلقهما من فقدان تقاليد عصر التنوير، أمام هذا الاندفاع الطائش لليبرالية الجديدة التي تقدم نفسها بوصفها ثورة، فيما هي في الحقيقة ردة كبيرة للوراء. إنها بتعبير بورديو: “ثورة محافظة”، فهي ارتداد يحول نفسه إلى شكل من أشكال التقدم، وهي تجيد هذا فعلاً لأنها تجعل كل من يعارضها مرتداً. ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي شعرت الرأسمالية، في صورتها الجديدة، أنها يمكن أن تطلق العنان لنزواتها كما لو كانت خارج السيطرة، ولم يعد هناك ثقل مضاد يوازنها. إن الرجلين يطلقان في هذا الحوار تأملات عميقة جديرة بالقراءة والمعاينة القريبة لأنها تعيننا على فهم زمننا بعون من اسمين ينظر إليهما بتقدير كبير في أوروبا وفي العالم.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسفيه التاريخ – 2
- تسفيه التاريخ - 1
- على صلة بيوم المرأة البحرينية -3
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية – 2
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية - 1
- من أجل إصلاح الحال
- ماذا يريد قطاع رجال الأعمال؟
- ما فعلته - نوبل-
- وجوه أحمد الشملان المتعددة
- الفخاخ الطائفية
- الحداثة العربية تراث أيضاً
- هل هو صراع للأجيال؟
- في الشرق ما يمكن تعلمه
- أشياء من علي الوردي
- أيام أحمد الشملان
- عن أي تمييز يدور الحديث
- نوبل: ما فعلته وما تفعله
- فقرات ختامية عن نور حسين
- هكذا تكلم جمال عبدالناصر
- أقوى من الفولاذ وأرق من النسيم


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - لفهم زمننا