أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - تمويه العبودية














المزيد.....

تمويه العبودية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصطلحات من نوع “الاستهلاك”، “المجتمع الاستهلاكي”، “ثقافة الاستهلاك”، أصبحت تدخل بقوة في الكثير من كتاباتنا وندواتنا ومناقشاتنا العامة، أحياناً بوعي بما تحمله هذه العبارات من معانٍ وأبعاد، وبالسياق الذي تندرج فيه، وأحياناً بمجاراة وتكرار عبارات أصبحت سائدة أو متداولة بكثرة في السنوات الماضية.
والواقع أنه أمر حسن في كل الأحوال أن ندرك أننا أصبحنا مشمولين بهذا التيار الاستهلاكي الواسع الذي يجتاح العالم، بل ان مجتمعات الخليج، بوصفها أسواقاً مفتوحة، هي نموذج ممتاز لدراسة سلوك الاستهلاك و«الثقافة” أو نوع الوعي الذي ينتجه على مجتمعات فتية هي بالكاد في صدد تكوين شخصيتها في أعقاب “انقلاب” اجتماعي وقيمي عاصف.
جرى هذا الانقلاب تحت تأثيرما شهدته تحت تأثيرالعوائد المالية الكبيرة واندماج هذه المنطقة بقوة في الاقتصاد العالمي بسبب استراتيجية السلعة التي تنتجها، أي النفط، والتي جعلت من راهن ومستقبل المنطقة مكونا من مكونات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية للقوى الدولية النافذة المعنية كثيراً بالمنطقة وبجوارها.
وسط هذا التداول الواسع للمصطلحات آنفة الذكر، لا تخطئ العين بعض مفاهيم تنزلق نحو الاحتفاء المبالغ فيه بالرفاه الذي تحقق في المنطقة، وهو رفاه حقيقي وملموس في كل مجال من مجالات الحياة ، إن لم يكن في كل بلدان المنطقة، ففي بعضها بالتأكيد، لتنسى التعقيدات الكثيرة التي ينطوي عليها تعميم سلوك وثقافة الاستهلاك.
نقول ذلك وفي ذهننا أن في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا الغربية اللتين تتحدثان عن التحول نحو مجتمع الرفاه منذ ستينات القرن الآفل، دون أن يخفي ذلك أوجه التمايز القائمة بين الفقراء والأغنياء، وعن أوجه الخلل الجوهري في الأداء الاقتصادي التي كشفت عنها الأزمة المالية المستمرة، تنطلق الشكوى من الخراب الذي يجره هذا التعميم على العالم الروحي للإنسان، وحتى على فسحة الحرية، بحيث يصبح الناس عبيداً للسلعة، وهذا شكل مموه، وغير مسبوق من أشكال العبودية.
والفارق بيننا وبينهم كبير. صحيح أنهم يعيشون في مجتمعات استهلاكية، ولكن هذه المجتمعات هي مجتمعات إنتاجية في المقام الأول، وهي حتى في استهلاكها الباذخ إنما تستهلك ما تنتجه، ولكننا إذ ننصرف، مجبرين، نحو الاستهلاك، فإننا نستهلك بشراهة ما نستورده منهم، ونعيد ضخ الأموال التي أخذناها منهم إليهم مرة أخرى. وما نشتريه من سلع وإن كان يجعل حياتنا أسهل فإنه لا ينتج من أجل سواد عيوننا، إنما لأننا ندفع مقابل كل ذلك.
وذات مرة قال أحد مديري شركة جنرال موتورز: يجب ألا تنسوا أن الهدف الأخير لنا ليس إنتاج السيارات، بل إنتاج أكبر قدر ممكن من الأرباح.





#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الصورة لا الكلمة
- لفهم زمننا
- تسفيه التاريخ – 2
- تسفيه التاريخ - 1
- على صلة بيوم المرأة البحرينية -3
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية – 2
- على صلةٍ بيوم المرأة البحرينية - 1
- من أجل إصلاح الحال
- ماذا يريد قطاع رجال الأعمال؟
- ما فعلته - نوبل-
- وجوه أحمد الشملان المتعددة
- الفخاخ الطائفية
- الحداثة العربية تراث أيضاً
- هل هو صراع للأجيال؟
- في الشرق ما يمكن تعلمه
- أشياء من علي الوردي
- أيام أحمد الشملان
- عن أي تمييز يدور الحديث
- نوبل: ما فعلته وما تفعله
- فقرات ختامية عن نور حسين


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - تمويه العبودية