أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام محمد علي - عندما يغتصب الشيطان طفلة














المزيد.....

عندما يغتصب الشيطان طفلة


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 19:53
المحور: الادب والفن
    



أستيقظت من النوم مبتسمةً، فلأول مرةٍ تنهض من نفسها دون ان تزعجها امها او عمتها العجوز التي ‏تسكن معهم. دخلت المطبخ الصغير مسرعةً لتحظن خصر امها وتقول: سأنظف لك كل البيت وأعمل ‏كل ماتريدين ياأحلى ام، ولن اخرج للعب حتى توافقي. فنظرت الأم بحنان ملؤه الحزن إلى ابنتها التي ‏انتهت البارحة فقط من دورتها الشهرية الأولى، وقالت لها: اليوم لن تذهبين إلى اللعب، فلدينا ضيوفٌ ‏مهمون. أجابتها الطفلة: حسناً ياأمي ولكن بشرط، ان انهض غداً ايضاً من نفسي دون ان توقظيني انت ‏او عمتي. فتحول حزنُ الأم إلى بكاء دفعها إلى ان تحضن ابنتها وان تقبل وجهها، وتقول: سوف لن ‏اوقضك مرةً اخرى ياصغيرتي.‏
وفي هذه الأثناء دخلن نسوة تزغردن. حينها اخبرت الأم ابنتها انها اليوم ستصبح عروساً، فلم تعرف ‏الطفلة ماذا يعني ذلك، هل تفرح ام تخجل ام تبكي ام ماذا؟ لكن النسوة لم يتركن لها مجالاً للتعبير، ‏فأنقضضن عليها وإلى الحمام، ليهيئنها للعريس.‏

عصر ذلك اليوم كانت الفتاة قد جلست على كرسيٍ وسط المنزل، والأخريات من حولها يصفقن ويغنين ‏وهي قد تأقلمت كونها مركز الحدث، حتى دخلت فتاة وصرخت: لقد اتت سيارات العرس. فبداءت الأم ‏بالبكاء، وكذلك فعلت الطفلة العروس.‏

دخلن نسوة من اهل العريس لإصطحاب العروس إلى السيارة التي ستقلها إلى عريسها، فرفضت اول ‏الأمر الخروج معهم وأصبح لبكائها صوتٌ يسمع هذه المرة، فطلبت إحدى اقارب العريس من ‏الأخريات الزغردة فزغردن فاختلط صوت بكائها بزغاريد الفرح.‏
وفي السيارة ارادت اخت العريس ان تواسيها فقالت لها: ستعيشين في بيتٍ كبير، ستأكلين طعاماً لذيذاً ‏افرحي ايتها الشقية. وهنا سألت الطفلة نفسها: من ياترى هو العريس؟!.‏
وحين نزلت من السيارة وضعت عيناها ارضاً فالعادة تفرض على العروس ان لا ترفع عيناها وإلا قيل ‏انها غيرُ محتشمة. فوصلت إلى حيث يجب ان تجلس بجوار عريسها، وسمعت اناساً يقولون: مباركٌ ‏لكم، مبروك، بالرفاه والبنين إنشاء الله......... وكانت تسمع صوتَ رجلٍ بقربها يجيب الأصوات: ‏شكراً لكم، حفظكم الله. فعلمت انه صوت زوجها، لكنها لاتعرف بعد من هو، وحيائها لا يسمح لها ان ‏ترفع عيناها لتنظر اليه امام هذا الجمع من الكائنات!‏

دخل العروس والعريس غرفتهما حيث الأخرين منشغلين بوجبة العشاء، وام العريس بقرب باب الغرفة ‏التي تجرءت فيها الطفلة على ان ترفع رأسها لترى رجلها، لتندهش وتقول: عمو......، فيقاطعها بَعلُها: ‏عمو حب وحنان وحياة سعيدة، تعالي ايتها الصغيرةُ الجميلة. فيحملها إلى الفراش ويضاجعها بقسوةٍ ‏رغماً عنها، وينتهي منها بسرعة ليخرج إلى امه ليعلمها بإنتهائه، لتدخل بدورها وتحمل من تحت الفتاة ‏الخرقة البيضاء الملطخة بالدماء، ولا تعيير صراخ الطفلة اذاناً وتزجرها صارخةً: عيب... عيب ايتها ‏الغبية لا تبكي. لكن الام الطفلة اشد من ان يداويه العيب، وقد تداوي الجسد الحاجة الداية التي ارسلوا ‏بطلبها بعد ان عرفوا ان العروس تنزف.‏
وكان العريس حينها قد أستحم وخرج إلى المدعوين بملابس المنزل التي تدل على انه اتمم عمله، ‏فأستُقبِل إستقبال الفاتحين، ودقت الطبول وبداءت الحفلة، والأقارب يتفاخرون بسرعة اتمامه الليلة ‏الحمراء.‏
وبعد إنتهاء الحفل في وقتٍ متأخرٍ من الليل، عاد البعل ليعيد الفتح من جديد، رغم تحذيرات الداية من ‏خطورة تكرار العملية في مثل حالات الطفلة التي توسلت اليه ان لا يقترب منها لأنها ستموت من الألم ‏إن هو فعل ذلك، لكنه وعدها بأن يكون اكثر هدوءاً هذه المرة.‏

وبعد مرور خمسة سنوات أصبحت الطفلة اماً لثلاثة اطفال وحاملاً بالخامس، حيث انها كانت قد فقدت ‏مولوداً قبل ولادته.‏

وفي ظهيرةِ يومٍ من الأيام طلبت منها حماتها ان تصعد إلى السطح لتُنزل كم الملابس التي كانت قد ‏غسلتها في الصباح الباكر، ولكنها أصيبت بدوارٍ من على الدرج الأول وسقطت على الأرض مغشيةً، ‏فأسرعوا إليها وادخلوها إلى غرفتها ليرشوا على وجهها الماء لتستفيق، فأفاقت لتقول: سأسمع كلامك ‏ياامي، سأفعل كل ماتريدين، ايقضيني في الصباح ايضاً، لتوقضني عمتي ايضاً، فقط دعيني العب مع ‏اترابي يا امي، أمي... اين أمي.. وبتعبٍ وثقلٍ اسدلت عيناها لتفارق الحياة. فأنتشر بين الناس انها لم ‏تكن تعاني اي مرضٍ طوال حياتها! ولكن الشيطان قد دفع بها من على الدرج!.‏

أنتهى


هشام محمد علي
[email protected]



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية التوافقية
- المشاركة السياسية بين عقلية المرشح وواقع الناخب
- عسكرة مدينة الموصل
- إستشراء الفساد في كوردستان العراق
- طفل ثالوث الألم
- الاكراد وايران وبقية اذرع الصراع
- وزير لأضحية الكوابيس
- بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة
- كيف تتشكل اتجاهاتنا
- حكومة غير شرعية لأحزاب غير شرعيين، ومقهى أكابر الحيوانات الأ ...
- ثلاث قصص قصيرة جداً من مجموعة أمم خيال الظل....ثقافة الفئران ...
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (الأخيرة)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام محمد علي - عندما يغتصب الشيطان طفلة