أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام محمد علي - طفل ثالوث الألم














المزيد.....

طفل ثالوث الألم


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2163 - 2008 / 1 / 17 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


دق ناقوس الإستراحة ليدخل البهجة إلى قلوب التلاميذ إلا قلب صاحب النهار الطويل الذي ترمز له الدقةُ حرماناً من حلويات العمة فاطمة التي يلهف اقرانه على شرائها، ويكتفي هو بسرقة النظرات لأيديهم.
يعود وحقيبته المهتريئة على كتفه مقترباً من محلتهم بعد يومٍ تعيسٍ في المدرسة قضاها وهو يخطط للإنتقام من مراقب الصف الذي كان قد اوسعه ضرباً بغياب المعلمة لكونه اراد ان يسمح له بالحديث كما كان يسمح لنفسِهِ وأصدقائه، ويُحادِث نفسه متعضاً:
- سأدخل المنزل ليُحملوني الكيسَ لأذهب للعمل الذي اكره. فيستطرد: اكره البيت، اكره المدرسة واكره العمل.
بعد سنتين من ولادته بداءت الحرب التي افقدته والده اسيراً، فبقيت امه الوحيدة التي كانت تحمل في احشائها اخته الصغرى تحت جبروتِ حماتها التي اصبحت اباً قاسياً له واخته بعد ولادتها، بعدما كانت اماً واباً لإبيه الأسير.
اصبح عمره الأن سبع سنواتٍ لم يعشهم باللعب واللهو كبقية اطفال حيهه الشعبي، فقد تعودت مسامعه رد جدته حين يطلب اللعب خارج المنزل:
- والدك اسير وانت رجل البيت، فتصرف مثل الرجال.
كان ينزعج من إعتباره رجلا حين يطلب اللعب، وطفلاً حين يطلب شراء دراجةٍ هوائية. رغم امتلاكه الذكاء والوجه الحسن إلا انه كان قد ابتلى بثالوث الألم المتمثل بشقاء المجتمع وقسوة المنزل وبرد العمل الذين يتداولون ساعات يومه فيرسمون هماً شيخاًً على وجهه البريء.
كانت رغبة والدته ان يكون الأول بين تلامذة صفه فكان يكتب تمارين الحساب في جوٍ قارسٍ اثناء عمله المتمثل ببيع حبوب عباد الشمس الرخيصة على رصيفٍ يفترشها وحائطٍ خشنٍ يسند عليها ظهره، وحين يعود تقرؤه امه موضوع القراءة قبل ان تقرئهم اياه المعلمة.
لم يكن عُمرهُ قد أهله للتعرف على ماهو الطموح، لكن تحديه والإبتسامة الباهتة التي كانت الفصل بين تفكيره بالألم الذي يعيش والإنهمار على القلم والدفتر للبحث في خفايا العالم، كانت كلها تنبئ برجلٍ من الندرة او مجنون تحت ظلال الياسمين.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكراد وايران وبقية اذرع الصراع
- وزير لأضحية الكوابيس
- بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة
- كيف تتشكل اتجاهاتنا
- حكومة غير شرعية لأحزاب غير شرعيين، ومقهى أكابر الحيوانات الأ ...
- ثلاث قصص قصيرة جداً من مجموعة أمم خيال الظل....ثقافة الفئران ...
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (الأخيرة)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (2)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (1)
- إلى كل من يدعو نفسه قيادياً
- الكرد والإنسلاخ عن الإسلام


المزيد.....




- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام محمد علي - طفل ثالوث الألم