أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام محمد علي - نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)














المزيد.....

نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت المشاكل الدولية تُحل بقانون القوة فما الجدوى من النظريات السياسية والفكر السياسي؟ اليس هذا ماسيجب به من شارك في إيصال الحال إلى ماهو عليه في العراق إن سؤئل، لماذا لا تملكون فكراً سياسياً؟

مجتمعاتنا تعاني الإنحطاط الفكري والحضاري والسيادة فيها لقانون القوة، لدرجة انها اصبحت لغةً عالمية يصنف فيها الرابح على اساس مدى القدرة التي يمتلكها من العنف، خير دليل على هذا القانون هو تقرير بيكر/هاملتون الذي يبدو وانه اكثر من قشة فرضتها "الديمقراطية" لإنقاذ الحكومة الأمريكية من الغرق في "قوة" مستنقعات العراق الحمراء، وبذلك يكون قانون القوة هو القانون الأمثل لحل اكثر المعضلات استعصاءً، وهي نفسها "قانون القوة" التي دعت الولايات المتحدة إلى التفكير بالتحول نحو الديمقراطية في العراق والشرق الأوسط، وهي الأن تفرض عليه التحول عنها!

يسأل احد مؤرخينا الكبار "هل سيتعلم العرب كيف باستطاعتهم ان يطوروا فكرهم السياسي مستقبلا؟" فيجيب "هذا لا يتحقق الا اذا التصقوا بقضايا واقعهم التصاقا حقيقيا".
بل هو لا يتحقق حتى ينفصلوا عن قضايا واقعهم إنفصالاً حقيقياً ليستطيعوا ان ينظروا الى مشاكلهم بتجرد لتكون الحلول على اساس العقلِ لا الصراخ.

هذه ليست دعوة إلى اللا إنتماء، بل هي دعوة إلى انتماء عقلاني يعتقد بوجود انتماءات اخرى على الكرة التي يعيش عليها، وان لهم مثل ما له في الحياة، وإن التصق كلٌ بقضياه، بمعنى ان لن ينفك عنها إلا إذا ما انفك عن الدنيا، سيزداد المجتمع الغابوي توحشاً والغالب فيه هو الأكثر إلغاءً لعقلِه.

افلاطون يعرف العدالة تعريفا اولياً عندما يقول انها (إعطاء كل فرد ماله) ذلك ان ما "له" هو ان يعمل حسب حالته الكائنة بالفعل في ضوء مؤهلاته، في حين ان ما "عليه" هو ان يؤدي بأمانة الأعمال التي يتطلبها المركز الذي يشغله، وهذا ينطبق على مراكز الدول ايضاً من النواحي العسكرية والأقتصادية.

اما بالنسبة للأفراد، فماله تختلف من فرد في مجتمع مدني عن فرد في مجتمع سياسي وهما في شعوبنا تختلفان عما للفرد في االمجتمع الأهلي (الشعبي) والكل يتداخل مع بعضه البعض ويرتفع ما "له" وينخفض حسب الأنتماءات التقليدية، بسبب ضعف القانون وهيمنة تكتلات ال "نحن" داخل ماتسمى بدولنا.

هل هذا المفهوم البسيط للعدالة ايضاً غربي ولا يجب ان نأخذ بِهِ، إنهُ مفهومٌ إنساني، من اليونان التي لا يعتبرها الكثير من المفكرين الأمريكين وألاوربيين ضمن ثقافتهم "الغربية" بسبب انتمائها الأرثودوكسي.

قبل قرابة 2400 سنة من الأن قال افلاطون في جمهوريته (بعد ان كنت متلهفاً إلى اقصى حد للأشغال بالشوؤن العامة، انعمت النظر في معترك الحياة السياسية فراعني تلاحق الأحداث فيها، واخذ بعضها برقاب بعض، فأحسست بدوار، وأنتهى بي المطاف إلى ان اتبين بوضوح أن جميع انظمة الحكم الموجودة الأن، وبدون استثناء انظمة فاسدة)
يبدو ان فساد الأنظمة، إحدى الصفات التي يجب ان تلازم البشرية في كل زمانٍ ومكان، وقد يعود هذا بالإساس إلى أن اصل الإنسان او الغالب فيه هو الشر.

دخلت امريكا العراق تحت ذريعة اسلحة الدمار الشامل، وبعد ان تبين عدم وجود مثل هذه الأسلحة، قال السيد بوش، سننشر الديمقراطية في العراق، ثم نصدرها إلى شعوب المنطقة فطوبا للشرق اوسطيين، وبعد الفشل، انتقل إلى الحديث عن محاربة الإرهاب وجعل العراق مقبرةً للإرهابين، فهُزموا شر هزيمة وتحول الخطاب إلى "إستقرار العراق" والمنطقة، ونتاج بيكر/هاملتون خير دليل، تغيرت المسميات وتغير المشهد، فجماعة "محور الشر" باتوا "ضرورة مشاركتهم في الحوار الدبلوماسي" و "القضايا الصعبة بين امريكا وسوريا وايران يجب ان تنحل" واروعهم "يجب أن تضع واشنطن في اعتبارها نظام الحوافز لإشراك سوريا وإيران" و "إقناع إيران" وما إلى ذلك من حقائق في التقرير الأخير.

والأن يجري الحديث حول البحث عن رجل قوي لقيادة العراق وتقويته مركزياً، وقد يكون البحثُ جاريٍ عمن يطبق نظريات توماس هوبز القائل بضرورة النزعة الدكتاتورية في الحكم، بسبب الشر جوهر الإنسان.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (2)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (1)
- إلى كل من يدعو نفسه قيادياً
- الكرد والإنسلاخ عن الإسلام
- بحث حول الايزدية - اليزيدية
- صراع المصالح في كوردستان العراق
- ثقافة السلطة والثقافات الصغيرة...نعمة ام نقمة؟
- أستشراء العنف


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام محمد علي - نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)