أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هشام محمد علي - بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟














المزيد.....

بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:38
المحور: القضية الكردية
    


طالما ثار البسطاء على حكمٍ ليأتوا بأخر لايعدل بينهم وبين ذوي الحظوة لدى الحكومة الثورية الجديدة بأشكال مختلفة بعدما ظنوا بالأتِ خيرا، وقد ينطبق مثل هذا القول على العديد من الحالات التي يتشكى الثائر من عودة حاكمه البارحة الى قيادته اليوم لأنه قريب "ثوري" ذو رأسٍ كبير او انه ينتمي لعشيرةٍ مبشرةٍ بالعفو من لدن سلطانٍ قريب بحجةِ انه ذو خبرة (أولم يسأل السيد المسؤول على حساب من حصل على هذه الخبرة؟) وهذا ما حدث مع السيد جمال خليل رسول 54 سنة مقاتل في صفوف البيشمركة التي تعني بالعربية الفدائي منذ 1969 ولازال، وهو اب لثمانية اطفال كبيرهم اصيب بإعاقة دائمية في إحدى معارك البيشمركة وأخ لشهيد، وكان ابناً لسجينٍ حُكِم عليه بعشرين سنة عُذِبَ حتى فقد ذكورته.
شارك في العديد من المعارك التي يتحدث عنها بأسفٍ فهو يعتقد لو ان الشهداء عادوا للحياة سيندمون على تضحيتهم بانفسهم، لأن التضحية في سبيل الوطن قلبها البعض إلى تضحيةٍ في سبيل طموحاتهم السياسية والتجارية.
تاريخ فقراء كوردستان في صنع الحاضر تُقَيَم على اساس مالهم من علاقات، فالسيد رسول حصل على مقابلٍ لخدماته عن طريق علاقاته فمن لايملك من يتملقه او يتملق له فلا تاريخ له "جملة ماأصابني من الحكومة هي رتبة عسكرية حصلت عليها عن طريق الواسطة، وليس لقاء خدماتي" ويقول السيد رسول ايضاً انه لم يكن ليعاتب الحكومة لو انه حصل على ربع استحقاقه ولكنهم اجبروه وحسب قوله الألاف غيره على العتاب والتشكي بعدما اصبح "احني رأسي لقاتل رفاقي البارحة".
مرت سبعة عشرة عاماً على وجود اقليم كوردستان العراق بمؤسساته التي تأسست على معايير دولية لكنها لم ترقى إلى المعايير الإقليمية من الناحية العملية، فشعب كوردستان لازال عليه قطع اشواط طويلة للوصول إلى الديمقراطية التي هي اكثر من مجرد انتخابات بل وهي قبل كل شيء قضاء على المحسوبية التي يقول عنها السيد رسول "إن لم يكن لديك واسطة في كوردستان لن تستطيع العيش، لن تحصل على اي شيء من الدولة دون الواسطة"
عندما ينتقد احدهم الحكومة يجيبون غالباً بأن التغيير يحتاج إلى وقت، ويستشهدون بألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية وغيرها من امثلة، وهنا ارغب بإخبارهم بأن مفهوم الزمن قد تغير منذ ذلك الوقت، فما كان يُنَفَذ بسنين هو ينفذ بأشهر او ايامَ الأن مع هذا التطور الهائل في مجال التكنلوجيا والمعلومات والإعلام الذي اصبح يلعب دوراً كبيراً في التغيير، وهو لازال مغيباً في كوردستان بإستثناء الإعلام الحزبي الذي هو إعلام مقيد مهما كانت مساحة الحرية الممنوحة للعاملين فيه.
يحمل السيد رسول حكومة الأقليم مسؤولية المحسوبية والفساد المستشري في الأقليم وهو يقول "عدة مرات حاولت الوصول إلى القيادة لأشرح لهم ظروفي لكني لم افلح" بجانب السيد رسول فمنظمات دولية مثل Human Rights Watch وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق قد اصدرت ثلاث تقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان في العراق من ضمنها اقليم كوردستان كان اخرها للفترة من 1 نيسان/ابريل – 30 حزيران/يونيو 2007 وايضاً تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول انتهاكات حقوق الإنسان في اقليم كوردستان، كُل هذا يدعو إلى دعوة القيادة الكوردستانية إلى العودة إلى الجماهير التي تحشدت نساءً واطفالا قبل الرجال يوم هددت تركيا بالدخول إلى الأقليم قبل اربع سنوات من الان، وهي نفسها التي تعاملت مع التهديد الأخير الذي لازال مستمراً بكل برود، حالها في ذلك كالعربي العراقي المتابع للأحداث عبر وسائل الإعلام، فهي ترى انهم لم يوفروا وقود ولا كهرباء وهنالك ازمة سكن وغلاء في الأسعار، وبعدما كانت كوردستان لاتحتوي على مليونير واحد اصبح اصحاب الملايين بالألاف، ولا احد يجروء ان يسأل احدهم من اين لك هذا؟
الإنتماءُ الذي سيتشكل عند إنسانٍ يعيش لأول مرة حراً في الأختيار دون وجود عدوٍ يفرض عليه الإنتماء القومي بسبب اظطهاده قومياً سيؤدي إلى إنهيار قاعدة الأحزاب الكوردستانية الحالية إذ مابقيت على نهجها الحالي في التعامل مع الجماهير، مايؤدي إلى انهيارها او إنشقاقها إلى عدة تكتلات بوقتٍ قصير بعد إستقرار العراق الذي يعتبر السبب الرئيسي لتحمل الجماهير للواقع كما هو الان، فالأحزاب الكوردستانية تصدر المشاكل الداخلية الى القضايا المتعلقة بالخارج والذي يشكلها الأخر، فتارةً المادة 140 التي تنص على إجراء إحصاء فأستفتاء حول المناطق المتنازع عليها من ضمنها كركوك في موعد اقصاه 31/12/2007 والذي لايبدو في الأفق قدرتهم على تحقيق مطلبهم بضم كركوك للإقليم، بعد التأجيل الاخير لمدة ستة اشهر وهو التأجيل الأول ولكنه قطعاً لن يكون الأخير، او تحت شعار محاربة الإرهاب، او التهديدات الإقليمية او او او، ومااكثرها الأسباب إن احتاج الثعلب عذراً لأكل دجاجة.
كوردستان العراق إلى مرحلة صراعٍ بين القديم السائد المالك للسلطة وادواتها والحديث المفطوم الخائف من بطرياركية الساسة والمالك لأدوات ديمومة الأقليم.
يكون هذا الصراع بين أحزابٍ لازالت غير موجودة على الساحة والضرورة الجماهيرية هي التي تولدها والأحزاب التي تحكم الأن، او صراع المجددين والكلاسيكيين داخل أحزاب الحكم انفسهم، وهو صراع لازال المجددون فيه لاينبؤن بحدوثه، والشعب بين سندان الترهيب الخارجي والتجويع الداخلي.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة
- كيف تتشكل اتجاهاتنا
- حكومة غير شرعية لأحزاب غير شرعيين، ومقهى أكابر الحيوانات الأ ...
- ثلاث قصص قصيرة جداً من مجموعة أمم خيال الظل....ثقافة الفئران ...
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (الأخيرة)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (2)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (1)
- إلى كل من يدعو نفسه قيادياً
- الكرد والإنسلاخ عن الإسلام
- بحث حول الايزدية - اليزيدية
- صراع المصالح في كوردستان العراق
- ثقافة السلطة والثقافات الصغيرة...نعمة ام نقمة؟


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - هشام محمد علي - بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟