أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هشام محمد علي - عسكرة مدينة الموصل














المزيد.....

عسكرة مدينة الموصل


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 01:37
المحور: المجتمع المدني
    


النساء في مدينة الموصل (402)كم شمال بغداد، ينمن في بيوتهن كما ينمن نساء حزب العمال الكردستاني في قمم الجبال بملابسهن العسكرية الكاملة كاستعداد تام لمواجهة اي هجوم مسلح، كذلك نساء الموصل ينمن محجبات ولكن ليس خوفاً من العدو بل من التفتيشات الليلة المفاجئة التي يتوقعون ان يقوم بها الجيش العراقي الواصل حديثاً إلى مدينتهم من بغداد.

التفجيرات الأخيرة التي وقعت في مدينة الموصل وجهت الأنظار لها اكثر من اي وقت اخر، فبعض القنوات الإعلامية وصفتها بناكازاكي وهيروشيما، واصبحت قبلة الخبر الصحفي في العالم ومصدره الأهم، ولكن ليس كما العادة عبر التغطية الميدانية ام اللقاءات المباشرة بل من خلال الهاتف، او الاعتماد على الصحفيين المحليين، لأنها قد تكون المدينة الأخطر على حياة الصحفيين في العالم.

تتواجد في الموصل جميع الفئات الموجودة في العراق، بإستثناء الصابئة المندائين، بالإضافة إلى تفردها بوجود الغالبية العظمى من الايزيدية، وهي الوحيدة التي يسكنها فئةٌ يقال عنهم شبك، وهم ينقسمون بين سنى ميالون إلى الكرد وِشيعى نحو العرب، وفيها التركمان الذين ايضاً ينقسمون الى شيعة وسنى على غير وداد مع بعضهم البعض وهم يتجمعون في تلعفر (48)كم غرب الموصل، كما ويقطن فيها كرد يتمركزون في الساحل الايسر من المدينة التي غالبيتها هم من العرب السنى.

غالبية أهالي المدينة غير متفائلين من قدوم الإمدادات العسكرية التي شملت طائرات سمتية يقودها طيارون عراقيون ودبابات الى الموصل، وهم خائفون من تفاقم الأوضاع اكثر، خاصة وان الجيش لايملك شعبيةً لدى الأهالي الذين يعرفون المسلحين بالمجاهدين، وهم يتقاربون معهم في القييم اكثر من تقاربهم مع القييم الحكومية في المدينة، ويفضلونهم عليهم لأنهم سلطة ذا قدرة على تنفيذ خططهم بطريقة اكثر دقة، وايضاً هم الأسهل حركةً في التنقل داخل المدينة.

صراع الراغبين ببسط نفوذهم السياسية على مدينة الموصل من بين المشاكل الكبيرة التي تعانيها المدينة، فالأعضاء الممثلين للمدينة في البرلمان العراقي واعضاء مجلس محافظة نينوى هما على خلاف دائم ولم يتفقوا سوى في الإختلاف مع اعضاء مجلس صحوة الموصل الذين هم ايضاً على خلاف مع الجهتين، وفي اكثر من مناسبة وجه اعضاء من مجلس المحافظة تهمة التقصير لممثلي المدينة في البرلمان حول اهتمامهم بالشؤون الحزبية الضيقة في المركز وإهمالهم الكلي لمصالح اهل الموصل، وهم بدورهم يتهمون اعضاء مجلس المحافظة بالفشل في تحقيق ابسط الأشياء، والإثنان لايؤيدان وجود صحوة خاصة بالموصل على غرار الأنبار التي تشكلت صحوتها من عشائرها، بينما صحوة الموصل هم من عشائير يقطنون اطراف الموصل وليس المركز الذي طالما ساده القانون لا العرف العشائيري.

اهالي الموصل متخوفون من العملية العسكرية القادمة بسبب مشاركة قوات البيشمركة فيها بالإضافة إلى عدم تقبلهم للجيش القادم من بغداد، إذ ان المدينة تعاني نوعاً من الإحتقان العرقي المسيطر عليه، لكن الأطراف التي فيها تتبادل مشاعرغير ودية مع بعضها البعض، وهم لايثقون بالأمريكان ايضاً، وينسبون اليهم والحرس الوطني سبب انفجار الزنجلي، وهم يتناولون فيما بينهم مقطعاً فيديوياً استطعتنا الحصول عليه، فيه يتحدث شاهد عيان من اهالي الزنجلي (الحي المنكوب) امام محافظ وقائد شرطة نينوى، عن ان الأمريكان هم من فجروا المتفجرات، وبغض النظر عن صحة المقطع من عدمه فالشارع الموصلي يحمل المسؤولية للقوات الامريكية والجيش العراقي.

بطبيعة الحال يميل الناس الى تصديق ماهو ضد الحكومة اكثر من تصديقها لما هو لها، فقد تكونت ذهنيتهم على اساس الشك الدائم بالحكومة، والعمل على حماية انفسهم بطرق مختلفة مما ينقض هذا الشك الذي هو احياناً لا يتعدى ان يكون توهمات، ووراء هذه الذهنية يقف التاريخ العراقي الذي طالما كان الحاكم فيه عدواً للشعب والمنقذ لهذا الشعب مستعمرهُ.

إن الاظطهاد يؤدي الى عكس المقصود منه في اكثر الاحيان، وطالما تثقف العراقيون على ان يكونوا اناساً خاضعين لا مجادلين، إلا انهم يحترفون الجدال اكثر من اي شيءٍ اخر، وتبقى المعضلة الأكبر في الذهنية وطريقة التفكير التي ترشح اهالي مدينة الموصل الى ان يكونوا خلايا نائمة، متأقلمة مع اجواء الحروب والغارات الليلية التي كان العسكريون يتدربون عليها تحت اسم "الإزعاج الليلي" وهم يعيشونها، ولكن الأمل يذهب صوب ان لايكون النوم بالحجاب تدريباً لأيامٍ اكثر ضراوة.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستشراء الفساد في كوردستان العراق
- طفل ثالوث الألم
- الاكراد وايران وبقية اذرع الصراع
- وزير لأضحية الكوابيس
- بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة
- كيف تتشكل اتجاهاتنا
- حكومة غير شرعية لأحزاب غير شرعيين، ومقهى أكابر الحيوانات الأ ...
- ثلاث قصص قصيرة جداً من مجموعة أمم خيال الظل....ثقافة الفئران ...
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (الأخيرة)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (4)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (3)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (2)
- نظرية الفوضى.....نتاج فكرنا السياسي (1)


المزيد.....




- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...
- نادي الأسير يعلن ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 78 ...
- الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر ومصير 8 ما زال ...
- الأمم المتحدة: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هشام محمد علي - عسكرة مدينة الموصل