أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الزعران














المزيد.....

الزعران


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 11:58
المحور: كتابات ساخرة
    


ربما كان الأستاذ وليد المعلم وزير الخارجية السوري، مهذباً جداً، وأكثر من اللازم، مراعاة، ربما، لمقتضيات العمل الدبلوماسي، وذلك في معرض تعليقه على التصريحات العدوانية لقادة إسرائيل ضد سوريا، فيما يبدو أنه دخول من قبلهم في حالة من الهيستيريا والهذيان الجماعي مع رؤية هذا المد المقاوم لمشروعهم العنصري، واقتراب نهاية حلمهم التوراتي، وزيادة حدة الرفض على المستويين الشعبي العام والرسمي الخاص والإقليمي وحتى الدولي في جزء عريض منه، لسياستهم المتغطرسة، وانحشارهم، لذلك، في الزوايا الضيقة والمعزولة، وانكشاف همجيتهم أمام المجتمع الدولي جراء جرائم الحرب التي ارتكبها قادتهم ضد أطفال غزة ولبنان، فلم يعد لهم من سبيل إلا توتير الأوضاع وتأزيمها بغية استجداء مفاوضات هنا وبعث الحياة في دبلوماسيات ماتت ولم تعد تجدي معها كافة الوساطات، نتيجة لتعنتهم وازدرائهم للقرارات والمجتمع الدولي. ولفظة الزعران التي أطلقت في وصف بعض قادة العدو تبدو في حقيقة الأمر "مبهبطة"، وفضفاضة عليهم جداً، ونوعاً من "التكريم" و"الاحترام" الدبلوماسي الكبير لهم، فبعضهم في الواقع أكثر من مجرد "زعران".

وقبل الولوج أبعد في الموضوع، لا بد من تعريج سريع لتوضيح مفهومة الأزعر ، والتي هي موضوعة هذا المقال. فالأزعر في اللغة الدارجة السورية المحكية، وهي بالمناسبة كلمة منتشرة وشائعة في بلاد الشام و هي محلية "الفبركة والتصنيع"، أنتجتها العبقرية الشعبية السورية للتدليل على وضع جد شاذ، وهي تطلق والعذر منكم جميعاً، ومن هذا المقام الرفيع، ومن كل القراء الأكارم الذين نكن لهم التقدير والاحترام، غير أن قادة العدو لم يتركوا للحشمة والوقار أي موضع مكان، نقول تطلق هذه الملفوظة على الحمار الذي قطع ذيله، عقوبة له على أفعاله الشنعاء، وتأديباً له، وهتكاً لستره، وبذا يصبح هذا الحمار موضع تهكم من الجميع، و"مشموس"، ومعروف في المجتمع والمحيط بتهتكه، وانحرافه، وشذوذه، وقلة أدبه، وتحلله، وموضع تندر وسخرية، وضحك وتهكم عليه، بسبب وضعه غير الطبيعي، حيث انكشفت عورته أمام الجميع.

من يتسيد اليوم في الكيان العنصري الصهيوني، هم في الحقيقة ليسوا "شوية" زعران، متحللين، متهتكين، مستهترين، بالقيم والمبادئ، والأخلاق، بل شرذمة موتورة من القتلة، والهمج، والبرابرة، ومجرمي الحرب المطلوبين، بالجملة والمفرق، للعدالة الدولية. ولعل الفضائح المتتالية التي تجلت بصدور عدة مذكرات جلب طالت أولمرت، وتسيبي ليفني، وإيهود باراك، و"طيب الذكر" شارون (كي لا يزعل أصدقاؤه من طويلي العمر)، تدلل بما لا يدع مجالاً للشك بأنهم أكثر من مجرد "زعران"، ويلقي مزيداً من الضوء حول وضع هؤلاء الحقيقي. والمعروف اليوم عن السيرة "العطرة" والمشرفة، لكبيرهم، اليوم، ورمز "زعرنتهم" الذي لا يأبه بأية قيمة إنسانية وأخلاقية، ونعني به أفيغدور ليبرمان، الذي كان يعمل مجرد بلطجي، نعم بلطجي، وحارس على باب إحدى الكباريهات التعري والعهر والستربتيز، في إحدى مدن دول أوروبا الشرقية التي أتى منها، وكان سيترقي، بحول الله، لمرتبة أعلى تعرفونها جميعاً، ونعتذر عن تسميتها، فالمقام الرفيع لا يسمح لنا ذكرها، لو لم يخنه الحظ، و"تتعثر" أحواله ليصبح وزير خارجية لهذا الكيان العنصري الغاصب. هل تيقنتم كم كان الوزير المعلم دبلوماسياً، ومتحفظاً، مع هؤلاء، ولم "يعطهم" كامل حقهم مع كل الأسف والشكوى لله؟ أما تسيبي ليفني فحدث ولا حرج، فسيرتها، وباعترافاتها، وبعظمة لسانها، حين كانت تعمل جاسوسة للموساد، في باريس، هي أيضاً أرفع من أن تذكر في هذا المقام، ولسنا هنا بصدد التعرض للسيرة الشخصية لأحد. ولن نتكلم عن فضائح الفساد التي خرج بسببها أولمرت مطروداً من الوزارة، ولا عن ذاك الرئيس "زير النسوان" الذي اغتصب العشرات من الموظفات اللواتي كن يعملن تحت إمرته، وخرج هو الآخر مطروداً من مكتب الرئاسة ورمز الكيان؟ ماذا ننتظر من كيان هؤلاء هم قادته؟ هل هناك أي مجال للكلام عن توفر الحدود الدنيا من المبادئ والمثل والأخلاق؟

إن السجلات الشخصية، والرسمية العامة، والممارسة السياسية والعمل العام لمعظم قادة الكيان الصهيوني، وارتباط أسماء معظمهم بجرائم ارتكبت ضد الإنسانية، لا تؤهلهم للعمل العام، بل ربما للعمل في إحدى المجالات المشابهة للوظيفة الأساسية السابقة لـ"السيد" ليبرمان، وأن وصفهم بالزعران، هو في الحقيقة "تكريم" غير مقصود لهم، وربما هي الكلمة الأكثر لباقة المتوفرة في قاموس الملافظ غير اللائقة لتوصيف حالة هؤلاء. من يذكر من هم "أبطال صبرا وشاتيلا"، وأبطال قانا 1 وقانا2، وعناقيد الغضب، ومجازر غزة، وجنوب لبنان، ومعظم هؤلاء أصبح مطلوباً من العدالة الدولية، وممنوع من دخول أوروبا (من يذكر آخر فضيحة مجلجلة من هذا القبيل لتسيبي ليفني ومنعها من دخول بريطانيا؟)

نحن اليوم أمام شرذمة موتورة عصابية هيستيرية شاذة طائشة رعناء غير مسؤولة خارجة عن القانون، ترغي وتزبد ذات اليمين وذات الشمال، وتهدد السلم والأمن الدوليين، وعلى استعداد لارتكاب الحماقات من دون وازع من ضمير أو أخلاق، لاسيما أن أيادي معظمها ملطخة بدماء الأبرياء، والأطفال، والشيوخ والنساء، وهذه الصفات والمواهب و"المؤهلات" تؤهلهم، بالتأكيد ليكونوا أكثر من مجرد زعران.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط
- صراعات الأشرار
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي
- نظام الكفيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا؟?ً
- الفقهاء: كسلطة الخامسة
- الفقاعة الصحوية
- في جدل الغزو البدوي
- فرمان لاختيار عاصمة للثقافة العربية
- عربي سوري أم سوري عربي؟
- تركيا بين الأردوغانية والأتاتوركية
- الرد الأردوغاني المزلزل
- العهدة العمرية والوزير الفصيح


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - الزعران