نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 24 - 01:36
المحور: كتابات ساخرة
    

سيداتي آنساتي وسادتي-( ليس من الوسادة- طبعاً، وحاشاكم)، نقدم إليكم، اليوم، نشرة الأحوال العقلية لهذه الألفية في عموم منطقة الشرق الأوسط القديم، ونترككم مع المذيعة الحبوبة عزوزة الهزوزة تقدمها بالنيابة عن زميلها سرحان أبو كازوزة الذي خضع لعملية جراحية لاستئصال الدماغ، كللت بنجاح تام، وبتوفيق من الله، حيث أنها من العمليات السهلة والمألوفة جداً في عموم المنطقة.

موسيقى تصويرية، ومن ثم تطل علينا عزوزة الهزوزة، المذيعة المعجزة، وهي بالنقاب الشرعي، والحمد لله، وتقدم النشرة على النحو التالي:

السلامو عليكو: تخضع منطقة الشرق الأوسط ومنذ أكثر من ألف عام، إلى تأثيرات منخفض فكري صحراوي المنشأ وترد في الحياة العامة وأحوال دماغية مضطربة وغير مستقرة قادمة من الجنوب مما يسمى بالصحراء العربية، سيكون مصحوباً يحالة من البرود والفتور العام، كما وتسود حالة من الذعر والقلق والخوف والقمع والاستبداد والحصار والفساد والغموض في معظم المناطق، ما قد إلى شلل تام، ويتمثل بتوقف الحركة والتطور والإبداع في كافة مناحي الحياة العامة، ومصحوبة، بشكل دائم، بانقطاع تام للأنوار، وتعذر الاتصالات بين كافة المجاميع الوطنية والمكونات، وحلول حالة من الظلام الدائم الذي يخيم فوق هذه الأصقاع، ولم ينقشع حتى الآن. كما يترافق هذا المنخفض ، عموماً، مع زخات شديدة من الفتاوى الغريبة والظواهر غير الطبيعية.

الرؤية: معدومة تقريباً، مع أجواء ضبابية قاتمة مكفهرة متجهمة متوجسة، ويخشى من التهور والطيش والانزلاق والوقوع في المطبات والدخول في المتاهات والأنفاق التي لا مخارج لها.

حالة العقل: سيكون العقل، وبمشيئة الله، وطيلة فترة هذا المنخفض، معزولاً تماماً عن العالم الخارجي، ومتجمداً، ضامراً، مستتراً، منكفئاً، ومخدراً وخفيف ونادر الذكاء وقليل الحركة والإبداعات، ومستعداً لتقبل أي كلام.

حالة الطرق: جميع الطرق والسبل المعروفة للعبور الآمن لشطآن الأمان كالديمقراطية والحداثة والعلمانية والليبرالية والفكر العلمي والتنويري والمؤدية إلى الانعتاق وبراء وشفاء هذا العقل من تأثيرات هذا الإعصار مقطوعة وغير سالكة بسبب تشكل الجليد والتكلس ونشوء طبقات سميكة من الروادع والزواجر والموانع والنصوص المتكلسة والممنوعات والتابوهات، تحول دون الانطلاق والتقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام. ولذا تحذر هيئة الأرصاد العقلية من "السرعة" أو استخدام وسائل النقل الحديثة كالطائرات والقطار أو محاولة الخروج إلى المجرات بمراكب الفضاء، والاكتفاء طيلة فترة المنخفض، بالتنقل والفلاحة على ما يتيسر من بعير وحمير وتيوس وبغال.

حالة العقل المتوقعة خلال الألف سنة قادمة: يتوقع، وبمشيئة الله، أن تستمر الزوابع والانهيارات والهزّات "الارتدادية" والمجتمعية والعواصف الرميلة الصحراوية الصفراء والصواعق والانزلاقات المستمرة مع احتمال استمرار امتداد تأثيرات هذا المنخفض لعشرة قرون متتالية على الأقل، بإذن الله، ولا يطرأ في هذه الأثناء أي تحول أو تحسن على هذه الأنواء ويـُحذّر من مزيد التجمد والتكلس والصقيع والدخول في العصر الجليدي الأول والهبوط نحو منحدرات سحيقة وهاويات عميقة. كما يحذر من حدوث حالات مزمنة من التصحر والتيبس والتجفاف التام ستجتاح بلدان الإقليم، بمشيئة الواحد القهار، ما دامت هذه "الأنواء" ولن تنفع معها أية ابتهالات أو دعوات ولا حتى صلوات للاستسقاء. هذا والله أعلم، على أية حال.

وختاماً سيداتي وسادتي، والكلام للآنسة عزوزة، نتمنى لكم طيب الإقامة وقضاء أمتع الأوقات في أجواء التصحر ومناخات الرعب والظلام. وأعود بكم مجدداً إلى زميلي دايخ أبو نكاشة في استيديو الأخبار.

يمكنكم متابعة نسخة من هذه النشرة على موقع "ويتيوب":
www.wetube.com/climate/Azoza?storyid=1433h
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم على هذه الأحوال وهذه الأجواء.

#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل