أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - صراعات الأشرار














المزيد.....

صراعات الأشرار


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 15:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يبدو أن كثيراً من القضايا والمسائل والإشكاليات المواجهات الدائرة اليوم لم تعد تهم كثير من الناس، وقسم منها غير عادل ولا أخلاقي. وفي الكثير من الصراعات المشتعلة اليوم على الساح لا يمكن للمثقف أن ياخذ منها موقف الإيجاب أو السلب، أو التخندق مع أي من الطرفين المتصارعين. بل إن وقوفه خارج هذه الصراعات هو الموقف الأسلم والأمثل، والأخلاقي ربما. وهذا ما ينطبق على الكثير من القضايا الفكرية والسياسية الدائرة على غير صعيد بين مجرد أشرار ومتطرفين من غير فريق.

وحين انحدرت مجتمعاتنا الشرق أوسطية منذ وقت قريب إلى حالة استقطاب نادر بين مؤيد ومعارض لداحس وغبراء الجزائرية المصرية، حول نتيجة مباراة كرة قدم، ظهر أن كلا الجانبين في موقف غير صائب، بل ومتواضع، ووجود المرء في أي من الخندقين هو بحد ذاته شبهة وتهمة، ما ينبغي له أن يضع نفسها بها.

ولو حاول المرء اليوم، مثلاً، وأيضاً، أن يتخذ موقفاً أو ينتصر لفريق في الصراع الدائر بين طالبان، وقوات الاحتلال والعدوان الأطلسي، فإنه لن يجد نفسه لا في موقع الدفاع لا عن هذا ولا عن ذاك، ولا الوقوف مع أي منهها، وتأييد وجهة نظره، فكلاهما أكثر شراً وخطراً على أفغانستان، وعلى العالم أجمع، وإن كان نفس المرء يتألم، لتلك الدماء التي تسفك/ والأرواح البشرية التي تزهق هكذا وبالمجان. صراع الجامعات الإرهابية وخلافاتها فيما بينها هو أيضاً صراع لا إنساني ولا عصري، ولا يمكن لعاقل أو مثقف نقدي وحداثي أن يقف أو يدعم أي من المواقف، لأن بنيتها الفكرية مغلوطة وعلى نحو كلي، ولا يمكن لتفاصيلها أن تختلف عنها بالشيء الكثير. ولنأخذ مثالاً آخر على الوضع الخطير في العراق، حيث تتطاحن قوى عدة لافتراس ما تبقى من هذا البلد، وما ترك منه الأمريكيون، وتطالع تلك القوى المتصارعة على أرضه، وبمختلف أطيافها، فلا يمكن لك إلا أن تدير لها الظهر، فما ظهر منها ومن ممارساتها حتى الآن، مرعب بحق، وما خفي كان أعظم، وأدهى، وأدق رقبة.

فهذا النوع من الصراعات يمكن أن نطلق عليه صراع الأشرار، نظراً لغياب أي محتوى قيمي وأخلاقي وجمالي وإنساني عنه، بل احتواؤه على مضامين شريرة وعدوانية وغير إنسانية، ومهما تكون نتيجة ذاك الصراع، ناهيك حين يكون هناك معرفة ووعي بطبيعة تلك القوى والفرقاء التي تؤجج وتقف وراء هذا الصراع، بحيث تفقده أية قيمة إنسانية حضارية أومحتوى أخلاقي ومدني حقيقي وليس شعاراتياً. وإيضاً، إن الصراع القائم اليوم بين طبقات الكهنوت الديني، بمختلف مستوياتها، "المع والضد"، بين شقيه المؤيد والمعارض، حيال قضية الجدار يندرج ضمن هذا الإطار لأنه، من حيث المبدأ، لا يوجد محتوى إنساني وحضاري ومدني وموضوعي في صلب الإيديولوجية الدينية بشكل عام ومن دون تحديد، كونها قائمة على الإنغلاق والانطواء والتشدد والتعصب، ومن ثم، والأصل ألا يتدخل هذا الكهنوت في قضايا سياسية، وألا توظف الإيديولوجيا في خدمة السياسة والسياسيين. فغداً حين يتفق الساسة سيصمت هذا الكهنوت، بشقيه.

هذا ما ينطبق أيضاً على عمل الكثير من القوى المعارضة، التي تتشاحن وتتباغض وتتلاسن وتتقاذف التهم والتي تبدو، في النهاية، وفي توجهاتها وطروحاتها ومبتغياتها الأخيرة، ورؤاها القاصرة، أشد فتكاً، وتدميراً، ورعباً من تلك الأنظمة التي تحاول أن تزيحها، وتحل محلها، وأكثر شراً منها، وبما لا يقارن أو يقاس.

وفي ظل غياب وتغييب وتقسير القوى التنويرية والنهضوية والعلمانية والحداثية على الساحة الشرق أوسطية تحديداً وإبعادها، وتحييدها، كما أن نتائج تلك المعارك والصراعات لن تصب في اتجاهاتها ومصلحتها، فيمكن إدراج معظم تلك الصراعات والمطاحنات اليوم، وفي غير مكان، ضمن نطاق الصراع بين أشرار.

هذه نماذج سريعة لصراع أشرار في كثير من القضايا الدائرة اليوم، حيث لم يبق مكان لتنويري، ومن هنا يبدو الموقف الأقرب للصواب، في معظم هذه الحالات، هو المثل الشعبي "فخار يكسر بعضو".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي
- نظام الكفيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا؟?ً
- الفقهاء: كسلطة الخامسة
- الفقاعة الصحوية
- في جدل الغزو البدوي
- فرمان لاختيار عاصمة للثقافة العربية
- عربي سوري أم سوري عربي؟
- تركيا بين الأردوغانية والأتاتوركية
- الرد الأردوغاني المزلزل
- العهدة العمرية والوزير الفصيح
- سوريا وأمريكا والمعاملة بالمثل
- العريفي وتفسيق آيات الله
- همام البلوي: أيهما أجدى للمسلمين؟
- وانكشفت جميع العورات
- يوميات إعرابي بدوي في ديار الإيمان
- تجريم الخطاب الصحوي
- الاستخبارات الأمريكية من فشل لآخر
- المنظومة الفارسية: مدن صناعية ومعسكرات عمل
- هل سقطت دولة الخلافة فعلاً؟
- هل القاعدة تنظيم إيراني؟


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - صراعات الأشرار