أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟















المزيد.....

لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حلقة الأمس من برنامج الشريعة والحياة الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية مساء كل يوم الأحد، ويعاد يوم الاثنين في الساعة الواحدة ظهراً، كانت عن التسامح الديني، حيث عرض مقدم الحلقة، الذي يأخذ موقف التلميذ المؤدب الصغير في حضرة أستاذ كبير، وليس كمحاور وند للضيف، بل يكتفي بالاستماع لآراء أستاذه والثناء عليها وعلى "فضيلة" الشيخ، وهذه سقطة منهجية حوارية في هذا البرنامج، توحي للملتقي بأن الشريعة التي يمثلها فضيلة الشيخ الجليل لا تناقش، نقول عرض مقدم الحلقة تقريراً عن أحداث العنف الطائفية التي جرت في نيجيريا، ورد الشيخ عليه بما معناه أن هذا غير موجود في تاريخ الإسلام والتسامح مطلوب، والمسيحيون واليهود هم أخوة لنا، وهناك زيجات وعلاقات مصاهرة معهم....إلخ، وأنه لا إكراه في الدين، و"أفأنت تكرههم على ذلك"، كما قال الشيخ ولو شاء ريك لآمن كل من في الأرض، وإن هذا الاختلاف هو مشيئة ربانية وإلهية يجب ألا نناقشها وعلينا تقبلها، وبدا حديث الشيخ بشكل عام فضفاضاً عائماً غير محدد، سابحاً في متاهات لا يرسي بها على بر محدد ولا تأخذ منه قولاً فصلاً، وكان يستشهد بما يدعم وجهة نظره "المتسامحة"، وطبعاً هناك عشرات الآيات مما يفند كلام الشيخ، ومن القرآن نفسه، ومما لا تدعو البتة للتسامح، لتصبح قضية التسامح، مجرد إشكالية كبرى، كعشرات الإشكاليات الأخرى، التي لا يمكن، ولم يتم حسمها على الإطلاق. وحين استضاف البرنامج الدكتور ميشيل عون، من لبنان، إن لم تخني الذاكرة، بدا كلامه منطقياً وعقلانياً حين تكلم عن التسامح التي تنطوي على الصفح والتنازل من قبل طرف لصالح طرف آخر وهذا أمر مرفوض وغير مقبول؟ وتعليقاً على ما قاله الضيف فقد رفض الشيخ القرضاوي العلمانية إذا كانت ستعني انتصاراً للأقليات، ومساواة لهم بالمسلمين، ولأن ذلك سيكون في صالح الأقليات حسب زعمه وسيسحب بساط التسلط والهيمنة من تحت أقدام "الأكثرية" المتسامحة، هكذا، في حلقة عن التسامح تبث على الهواء، وما دام هذا رأيك يا شيخنا الجليل فلماذا أتيت إلى الحلقة من الأساس؟ إذن هنا رفض القرضاوي العلمانية باعتبارها تساوي بين الأقليات والأكثريات، وهذا ما يدحض الهدف الذي كانت من أجله الحلقة، أي أن الشيخ أتى، عملياً ليرفض التسامح، لا ليكرسه، (هذا إذا سلمنا جدلاً، بأخلاقية وشرعية التسامح والمتسامح)، في حلقة عن التسامح. هكذا. ومن هنا عادت حلقة التسامح لتصب في صالح تيار اللا تسامح والتطرف والغلو ورفض التسامح.

من جهتي، أيضاً، أرفض أن يتسامح معي أي شخص إن لم أكن مرتكباً لأية جريمة، وأن أكون عرضة لأي مساومة تسامحية فلست البتة في موقع المتهم إن كان انتمائي هنا أو هناك، أو أقبل أن يصفح عني أي كان ويتنازل ويتقبل، هذا الـ"أي كان"، وجودي كإنسان وعلى مضض، ولأنه متسامح، وما شاء الله عليه، لأنني فضل قيمة "عقائدية" زائد عن الحاجة، هذه قمة العنصرية والبغاء والبهتان، ولا يمكن اعتبار الاختلاف في الرأي أو المعتقد ووجهة النظر جريمة يجب أن "يتسامح" معي أي كان من أجلها، ولا حتى الشيخ وأمثاله، لأن الله، وحسب خطاب الشيخ، نفسه، شاء أن نختلف، ولم يشء أن يخلقنا على رأي واحد، إذن التسامح، نفسه، ها هنا، يتعارض، وبعملية استدلال منطقي، مع مشيئة الله وينسف خطاب الشيخ نفسه عن التسامح، ومعه الهدف المراوغ والملتبس للحلقة من الأساس. فطالما أن الله يقر ويأمر بالاختلاف، ودائما حسب الخطاب إياه، فلا داعي لأن يكون التسامح موجوداً في علاقات الناس وعلى هذا المحور، ومن هذا المنظور بالذات. فالتسامح، وفق هذا المنطق الاستعلائي الاستبرائي الناجي من النار، ينطوي على مضامين فوقية ولا أخلاقية، تزدري مكونات عقائدية أخرى وتضع نفسها فوقها، وفي موقع الأصلح والأصوب والأفضل.

وذروة التأزيم، والـClimax في حلقة التسامح كان في نهاية الحلقة حين بدا سماحة الشيخ المتسامح، غير متسامح، متجهماً، وغاضباً، وحانقاً بشدة، على تصريحات كان أطلقها، في وقت سابق رجل الدين السوري المتنور، ومفتي سوريا، الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الذي قال، في تصريحات أمام وفد أكاديمي أمريكي من جامعة جورج ميسون يرأسه البروفيسور والناشط مارك غوبن رئيس المركز العالمي للأديان والدبلوماسية وفض النزاعات بواشنطن، "لو طلب مني نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، أن اكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت بمحمد.( صحيفة القدس العربي اللندنية بتاريخ 20/1/2010 ).

وتابع المفتي حسون: لو أن محمدا أمرني بقتل الناس لقلت له أنت لست نبيا، واعتبر ان الفرقة بين البشر جاءت عندما حولنا الدين إلى مذاهب سياسية ، وتابع: "لو أن محمداً صلى الله عليه وسلم أمرني أن أكفر بإبراهيم، أو بموسى، أو بعيسى عليهم السلام، لما آمنت به، ولو أن عيسى عليه السلام أمرني أن أكفر بإبراهيم، أو بموسى، أو بمحمد عليهم السلام، لما آمنت به، ولو أن موسى عليه السلام أمرني أن أكفر بإبراهيم أو بعيسى أو بمحمد عليهم السلام، لما آمنت به، ولكن أياً منهم لم يأمرني بإنكار الآخر"، وتساءل المفتي: هل كان النبي موسى اشكنا زيا او شرقياً وهل كان عيسى المسيح بروتستانتيا او كاثوليكيا، وهل كان محمد النبي شيعياً أو سنياً، مشيرا إلى أن ما يجري هو لعبة رجال السياسة في رجال الدين"، الشيخ المستنير حسون يحاول يقدم صورة عصرية مغايرة تماماً لصورة رجل الدين التي رسمها القرضاوي، من خلال تصريحاته ومواقفه الإشكالية ودعوته العلنية، وقال القرضاوي في الحلقة ورداً على تصريحا الشيخ حسون، وبالحرف مستهجناً كلام المفتي حسون، إذا دعانا الرسول للقتل فعلينا أن نمتثل لذلك.

لا يصح في حلقة أول من أمس الأحد عن "التسامح" التي انتهت إلى "كارثة" حقيقية عن لا تسامح الشيخ لا مع الأقليات ولا مع زميل له ولا بتقبل للعلمانية كطوق نجاة من هذه الاختلاطات، إلا أن نقول وبالسوري الفصيح:"إجى ليكحلها فعماها"، وكم نتمنى أن يتعلم الشيخ القرضاوي أصول التسامح والخطاب العقلاني المستنير من االشيخ حسون، أما خطاب الشيخ الجليل القرضاوي، ومع كل الأسى والحزن، فهو لا يسعى إلى أي نوع من التسامح بقد ما يسعى للتأزيم وشحن والأجواء والتوتير.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط
- صراعات الأشرار
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي
- نظام الكفيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا؟?ً
- الفقهاء: كسلطة الخامسة
- الفقاعة الصحوية
- في جدل الغزو البدوي
- فرمان لاختيار عاصمة للثقافة العربية
- عربي سوري أم سوري عربي؟
- تركيا بين الأردوغانية والأتاتوركية
- الرد الأردوغاني المزلزل
- العهدة العمرية والوزير الفصيح
- سوريا وأمريكا والمعاملة بالمثل
- العريفي وتفسيق آيات الله
- همام البلوي: أيهما أجدى للمسلمين؟


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟