أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كوبع العتيبي - كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!















المزيد.....

كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 884 - 2004 / 7 / 4 - 06:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تعيد شريط الذكريات التي مرت بروحك المتعبة من غزوات السنين لا بد لك أن تتوقف عند بعض المحطات التي تحمل لك بعض الخصوصيات من لقطات الشريط الذي أصبح تالف وليس من السهل ترتيب لقطاته خاصة وأيامك الحالية أكثر مرارة من الأيام السالفة أو لم تكن بأحسن حال منها .. ولكن بين لقطة وأخرى لا شك أنك تسترخي عند مشاهدتك للقطة معينة وكأنها لم تمر في أيامك السابقة أو ليس لك بها شيء.. وأنا عندما أعيد الشريط الذي استوقفتني به بعض اللقطات التي مرت في أيامي وما حملت من مواقف جميلة ولحظات سارة كانت أجمل مما كنت أتصورها ؛ سواء نهارية أو ليلية ولكنها في كل الحالتين تركت أثر بالغ في نفسي ؛ سواء على المستوى الاجتماعي أو على مستوى العلاقات العامة أو حتى لحظات الصفوة التي كنت أمارسها بين فترة وأخرى وأن كانت قليلة ولكن أكيد كان لها أثر إيجابي في حياتي .. في سنوات الجفاف كان الكل يبحث عن بركة للماء وكأن من يبحث عن منجم للماس بعد أن أعلن الشعب إفلاسه إلا من جثث تنقلها وسائط نقل متخلفة من الشمال إلى الجنوب أو العكس ؛ وكان المستفيد من أصحاب هذه الجثث أكيد هم أصاحب ( البغال ) بسبب عدم وجود وسيلة أخرى لنقل الموتى سوى البغال ( المساكين ) ليس هنالك من يتحمل أكثر من هذا الحيوان الذي ينتحر في بعض الأحيان انتقاما لشخصه عندما يرى أن من يستخدمه ليس أكثر من بشر كان من الممكن جدا لو تغيرت موازين الطبيعة لأصبح هو من يستخدم البشر لمثل هذه الأعمال التي يمارسها الآن.. هي أكيد مفارقه قد يكون يرفضها البعض من بني البشر ويعتبرها تجريح للشخصية الإنسان الذي فضلها الله على سائر المخلوقات الأخرى ؛ ولكن أنا لا أرى أي نسبة من التجريح في مسلكية بني البشر عندما يتعاملون بمقدرات البشرية الأخرى في سلوكية لم تمارسها حتى حيوانات الغابة عندما تتعرض ديارها للجفاف والتي هي بدورها مجاعة كبرى ويا ويل البشر من هذه الحيوانات لو تعرضت لإهانة المعدة عندما لا تجد شيء يسد رمقها سوى التهام هذا الكائن البشري الذي كان يترفع عليها بكل كبرياء آدم .. المحطات التي وجدتها في شريط حياتي كانت قاسية نوعا ما في وقتها ولكنها أضحكتني كثيرا عندما مزجت أطراف أخرى في الحدث أو الوقائع التي غيرت شكل الصورة وجعلتها أكثر وضوح من السابق حتى وإن كان هذا الوضوح يغلفه السوداوية لكنه في طبيعة الحال يسمى وضوح أو نشوة لثواني تمر على الروح وتقشع الكثير من نيكوتين السكائر الذي يغلف الرئة خاصة وهو من أسوء أنواع النيكوتين المباح .. يروى أن أحد الأشخاص كان يعيل عائلة تتكون من والدته وزوجته وأبنه ذات السنة الواحدة من العمر . وكان والدته كثيرة العبادة والوضوء والتسبيح ؛ وفي أحد الأيام قالت له عليك أن تقطع هذه الشجرة التي تتوسط البيت بسبب وقوف الطيور عليها لكي تتناكح وأنا يحرم علي أن أرى نكاح الطيور ؛ لم يتأخر المسكين عن قطع الشجرة التي كانت تشكل ذكرى جميلة عندما غرسها والدة المرحوم والتي تضيف جمالا رائعا وهي تتوسط المنزل الصغير ..وفي يوم أخر طلبت منه أن يمنع أبنه من دخول غرفتها لكونها تستخدم هذه الغرفة الطاهرة لعبادة الله وأبنه من المؤكد لم يكن طاهرا في نظر الأم مما يؤدي إلى نجاسة الغرفة ؛ أصدر أوامره لزوجته أن توقف حركة الطفل وتمنعه من دخول غرفة الأم الطاهرة.. في أحد الأيام من حياة هذا الرجل جاء له من يخبره أن أمه زانية ويدخل غرفتها شخص غريب تحت جنح الظلام لممارسة الزنا مع الأم ؛ تعجب الابن عما يدعيه صديقه الذي جاء له بهذا الخبر ؛ وفي أحد الأيام جلس الابن يحرس دار الأم لكي يقف على ما أعلنه الصديق ورأى بعينه ما أخبره به صديقه عندما شاهد رجلا يزور دار أمه ليلا ؛وصعق أكثر عندما سمع شهيق وزفير أمه تحت فحيح الزائر الغريب ؛ بعد هذا الحادث قرر أن يهجر القرية التي تسكن فيها أمه بعد أن ودع زوجته وأبنه الصغير.. هاجر إلى مدينة أخرى لم يعرف أحدا من سكانها وعند دخوله المدينة سمع منادي ينادي عن سرقة خزينة السلطان ومن يعثر عليها يتقاسمها مع سلطان المدينة .. قال في نفسه لماذا لم أعلن أنا من يستطيع العثور على خزنة السلطان عسى وأن يرزقني الله بعد فاجعتي بأمي .؟! طلب من المنادي أن يتوقف ويمنحه القليل من الأيام لكي يعلن عن سارق السلطان ؛ وافقه المنادي بعد أن قدم شروطه التي كانت تستوجب رجالا أشداء من الشرطة ؛ لا يملكون الرحمة في قلوبهم وينفذون ما يأمرهم به ؛ نفذ له ما أراد وسار بهؤلاء إلى أقرب مسجد ليجد الأمام ينظف المسجد بلحيته ؛ سأله لماذا تنظف بهذه الطريقة ؟ قال له : في الأرض ديدان صغيرة وإن نظفتها بغير لحيتي أخاف أن تتألم هذه الديدان وها أنا انظف المسجد بلحيتي رحمة مني بهذه الديدان ؛ أمر الشرطة أن تجلد هذا الشيخ الذي ينظف المسجد بلحيته ويرمى به في السجن ..وبعد أن حبس الشيخ وجلد قال أريد أن اعترف : عن السرقة التي وقعت وكنا أنا والشيخ أمام المسجد الأخر شركاء بها.. وكشف اللصوص عن مكان السرقة الذي أخفي به المال المسروق .. وبعد أن ردت السرقة لصاحبها أراد السلطان أن يعرف كيف استطاع هذا الغريب كشف السرقة ؛ قاله له كان لك نصف المال المسروق إن استطعت كشف مكانه ؛ ولكن الآن المال كله لك بشرط أن تخبرني كيف استطعت أن تعثر عليه ؟ قال له : يا مولاي من كشف السرقة هو أمي الزانية التي كانت تستحرم أن ترى حتى نكاح الطيور ..
كان يوم الجمعة يوم زاخر بالتناقضات الذي أفرزه خطباء المساجد وهم يتناولون الحديث عن المحكمة التي قدم لها المجرمين القادة في الحكومة السابقة ؛ واعتبروا هذه المحكمة من خلال خطبهم مسرحية أخرى من مسرحيات قوات التحالف وبوش بسبب عدم شرعية الحكومة الحالية والغاية من هذه المحاكمة هي لغرض أن يشغلوا الشعب بمثل هكذا مواضيع ليس مجدية في الوقت الحاضر ؛ متناسين إنها ليس محاكمة بقدر ما هو تحقيق مع المجرمين مثلما كانت قوات التحالف تقوم به في الخفاء قبل تسلم العراقيين السلطة التي يدعون إنها ليس سلطة شرعية وكأنما حكومة صدام حسين وحروبه المجرمة ومحاكمه الباطلة كانت شرعية ؛ وقتل علماء الدين ومجزرة حلبجة والمقابر الجماعية وفقدان وإعاقة مليون نصف المليون عراقي كانت حالة شرعية قام بها النظام المجرم .. ما يقوم به خطباء المساجد هذه الأيام يثير القلق والاستغراب خاصة عندما يتناولون الوضع السياسي الراهن الذي يفتقرون إلى أبسط مقومات المعرفة به ؛ نتيجة تداخل الأحداث التي تمر بها المنطقة بصورة عامة ؛ والذي يسمع خطبهم الجوفاء التي خرجت عن الخط المألوف لها بعد أن كانت تهتم بالقضايا السماوية والأمور الروحية وتهذيب النفوس أصبحوا اليوم شغلهم الشاغل هو زج أنوفهم في القضايا السياسية التي لا يعون بها شيء ؛ يرى البعض أن هؤلاء الشيوخ لم يختلفوا عن هؤلاء الذين سرقوا أموال السلطان أو حتى من كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .....



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينصف شهداء المقابر الجماعية وشهداء حلبجة من لجنة الدفاع ع ...
- مابين الشيخ سعيد وسعدون الشرطي ضاع أبو عراق ..!!!
- بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!
- أرد للناصرية ردود مخنوق بألف عبره ...!!
- أليس الجولان المحتل أقرب إلى السوريين ... أم إنه العهر ..؟!!
- هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تدمير شبكة القاعدة . ...
- فرج الله الحلو ....سفينة الشهداء إلى السماء تحمل ملائكة ..!!
- سرقات وفضائح تسجل على جثث العراقيين من قبل اللصوص ..!!
- أمريكا نقلت حربها مع الإرهاب إلى العراق ...!!
- فضائح المسلمين تجاوزت الحد المعقول ..!!
- سقوط أخر أوراق التوت لدى لحكومات العربية ..!!
- الاستهتار في عقلية المشاهد العربي ... قناة الجزيرة الفضائية ...
- هلع الدول الإقليمية من العراق ... بات واضحا ..!!
- هل المذاهب الإسلامية أحزاب سياسية كبيرة ..؟!!!
- قرأة مختصرة في كتاب نذر العولمة للدكتور عبد الحي زلوم ...!!
- تف عليكم خنازير .. لا .. الخنازير أشرف ...!!
- رياض الزبيدي .. رد موفق وتعليل ...
- مهزلة الموت ياجبار شدود ...إذن سنلتقي ......
- آغا شو المشكله ... القنادر تتطاير ..؟؟؟!!!
- الماسونية في الوطن العربي ... من البحر إلى النهر ....!!!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كوبع العتيبي - كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!