رياض الزبيدي .. رد موفق وتعليل ...

سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 866 - 2004 / 6 / 16 - 06:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

جميل جدا أن يتحاور المختلفون في الرأي أو في وجهات النظر عبر أسلوب حضاري متمدن يعكس الصورة الحقيقية عن المتحاورين وعن الديموقراطية التي نطمح الوصول إليها من خلال التسامح والمودة وسماع الرأي والرأي الآخر وتعلم الطرق الجميلة الهادفة في إدارة الحوار و وقف المهاترات ؛ لغرض الوصول إلى نتيجة راقية تتقبلها الأطراف ويستفيد منها الآخرين والتي هي من المؤكد تعكس الوجه الحضاري للشعوب وللتربية الأسرية .. رد الزميل رياض الزبيدي على مقالي الذي نشر على العديد من المواقع العراقية ( آغا شو المشكلة ... القنادر تتطاير ) وكان رد الأستاذ الزبيدي يتسم في الموضوعية الجمالية والتعليل الحكيم الذي يأخذنا إلى كشف وجوه الحقائق التي نطالب في معرفتها .. ولكن ليس كل الأحداث والقصص التي نسمعها أو نراها ممكن أن تكون دليلا مشابها لوقائع وأحداث أخرى ؛ بل من الممكن أن تكون عكس ما نتصوره أو حتى يتصوره البعض الآخر ...عندما كتبت المقال المذكور؛ كان عنوان المقال يختلف طرحه عما أردت به أو ما طالبة من خلاله ؛ لدرجة أن عنوان المقال كان يتسم في الكوميديا الهزلية ؛ لغرض تسقيط الحادث والشخوص المتناحرة معا ؛ ولكن كان المقال من الداخل يحمل بين سطوره الموعظة والحيطة والحذر من التدخلات والاختراقات المشكوك بها والتي قال عنها الزميل الزبيدي إنها جملة من الدسائس التي أريد من خلالها الفتنة من قبل المخابرات المحلية والإقليمية ؛ وأنا لم أختلف معه عن ما عرضه طالما وهو سردت قصتين متشابهتين للحدث وتوقفت الفتنة نتيجة لوقوف السيد الشيرازي بقوة أما م هذه الفتنة الساقطة التي عوقب عليها المتهمون مثلما قال من خلال استشهاده في هذه القصة التي وقعت في إيران .. ولكن كيف سمح الآخرين الذين شاركوا في الحادث الذي وقع مؤخرا لدرجة توقفت صلاة الجمعة التي كان يحلم في أقامتها الملايين من المسلمين بعد زوال الطاغية الذي منع إقامتها ؟! أليس كان من الأجدر الوقوف ضد هذه الفتنة التي وقعت من قبل ذوي الألباب قبل انتشارها وقطع دابر الفتن التي يدسها البعض من هؤلاء السفلة الحاقدين. ولماذا لم نسمع تصفية الضغينة بين المتناحرين في مقام الأمام علي ( ع ) بعد وقوعها ؛ بل على العكس من ذلك ؛ كانت هنالك تصريحات من البعض تتصف بتأييد الحدث وتكراره المحتمل في الأيام القادمة والتي طبلت له فضائيات العهر العربي.؟!
أنا لم أختلف مع السيد الزبيدي في طرحه حول أخلاقية وسلوكية العلماء في الوقوف أمام الفتن التي وقعت والتي أكيد جدا من تكرارها . ولكن ألا تلاحظ يا سيدي أن هؤلاء العلماء الذين أقصدهم وتقصدهم أنت والذي لا نشك في أخلاقياتهم وسلوكهم الحسن ؛ أنهم نرجسيين مغرورين في الإعلان عن أنفسهم من خلال آلاف الصور الشخصية التي أخذت تنتشر في الشوارع العراقية وعلى آثار صور صدام حسين التي تتوزع في كل ركن من أركان وزوايا المدن .. في الوقت الذي كانوا وكنا ننتقد هذه الظاهرة السخيفة التي كان يمارسها وتمارسها رجالات صدام حسين المجرم .. أليس من المنطق أن يرفض العلماء الأجلاء هذه الظاهرة البشعة التي تعكس النرجسية والغرور الذي أصبحنا نخافه ونحسب له حسابات القادم الرديء ؟!..
أنا في تقديري المتواضع أن الحادثتين التي تحدثت عنهما لا تتشابه مع الصورة السيئة التي وقعت في أقدس بقعة عند المسلمين الشيعة والتي أساء لها بشكل سافر الشيعة أنفسهم والتي تركت أثرا بالغ الصعوبة في الترميم .. خاصة وأن الكثير من الأطراف الأخرى تنتظر هكذا أحداث وتصرفات لغرض استخدامها ورقة سيئة تعلن عن السوء المقصود للعراقيين الشيعة في هذه الظروف الاستثنائية ..
جميلا جدا أن نتحاور ونختلف ونتحاور مرة أخرى من أجل أمور عامة تهم المجتمع العراقي اليوم وغدا ؛ وليس خلافنا في أمور شخصية . وأن نتعلم من أخطائنا ونرممها لغرض إصلاح الصورة المشوهة والتي من المؤكد يرفضها الجميع من كل الأطراف الخيرة التي تهمها مصلحة الوطن والتي هي من المؤكد مصلحة العراقيين جميعا ..
ومن هنا أطالب كافة علماء الشيعة والقيادات الحزبية الشيعية التي تنتشر في كافة مدن العراق في الوقوف أمام الظاهرة السخيفة والغبية جدا في توزيع صورهم على جداريات صور صدام حسين المقبور؛ والتي تعكس صورة متخلفة سيئة وغير حضارية عن العراق والعراقيين أمام الزائر الجديد إلى العراق والتي يرفضها كافة العراقيين الذين أصبحوا يرددون : رفعت صورة لصدام وعلقت مكانها آلاف الصور الصدامية ..
هل هنالك من يتضامن معي في رفع مسودة نطالب من خلالها الوقوف أمام هذه الظاهرة التي شوهت وتشوه الشكل الحضاري للمدن العراقية ونوقف العبادة للشخوص الدينية وتبقى العبادة لله ؟؟!!

#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل