الحكومة العراقية الجديدة .. قرار قادم من قبل دول الجوار والاخضر الابراهيمي ..!!

سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 848 - 2004 / 5 / 29 - 09:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

خلال هذه الأيام القلية القادمة ؛ سوف يعلن عن شخصيات الحكومة العراقية الانتقالية الجديدة ؛ والحقائب الوزارية ؛ المدنية والعسكرية ..ومنذ فترة طويلة والصحافة العربية والعالمية والكتاب العراقيين الذين أصبحون يعملون ( فتاح فال) في كل ساعة تمر عليهم وهم يتنبأون عن شخصية عراقية جديدة لتولي رئاسة الحكومة لعراقيةالمقبلة ؛ حتى بعد أن أصبح عدد الاسماء التي أعلن عنها يوازي عدد الدول العربية والهند .!! وحتى بات الامر كأن القادم لهذا المنصب المرهق في ظل هذه الدوامةالسياسية والتآمر الغريب من بعض دول الجوار .. يحمل معه خاتم سليمان الذي من خلاله يستطيع أن يغير مسار السحاب إلى غير طريقها الاساسي ؛ أو إنه من خلال بساطه السحري سوف يطير بالعراق والعراقيين إلى ميدان كوكب المريخ أو أنه سيحول العراقيين المتعبيين إلى سلاطين مترفين بين ليلة وضحاها ؛ في الوقت الذي تشتد به ضربات الارهاب على رؤوس العراقيين وأعظاء مجلس الحكم والقادمين إلى دائرة القرار العراقي الجديد بشكل محزن ومخيف ؛ وفي الوقت نفسه نرى أن تذبذب السياسة الامريكية تجاه العراق والمنطقة العربية بشكل عام والتي أصبحت شبيهة بالثور الجريح الهائج ؛ داخل حلبة المصارعة قبل أن يسقط تحت نبال متحديه من الجنس البشري .. ونتيجة لعدم احترام التوازن المحلي والذي ياتي بعده التوازن الاقليمي لسياساتها العجيبة واطروحاتها الغريبة في ضروف سياسية واقتصادية محلية ودولية معقدة جدا.
إن المرحلة السياسية القادمة في العراق سوف تكون من أشد المراحل السياسية في تاريخ العراق السياسي والاقتصادي . بسبب تقطع النسيج العراقي وتشابك خيوط الخصوم من الشخصيات والاحزاب السياسية والطامحيين للمراكز المتقدمة في السلطة العراقية .والتي من المؤكد جدا انهم سوف يخسرون حلمهم هذا الذي طالما حلموا به فوق جثث العراقيين الابرياء الذين سقطوا بنيران قوات التحالف أو النيران الصديقة من فوهات الاسلحة العراقية التي تقاتلت بحجة النظال ضد الاحتلال ؛ وهي من المؤكد أكبر كذبة ودعاية للقتل .
ومن جانب أخر يرى العراقيين بصورة عامة أن تدخل السيد الابراهيمي في تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة هو نوع من أنواع التدخل السافر في طموحات العراقيين من كل القوميات والمذاهب ؛ وتجاوز بشكل لا يليق لمندوب الامم المتحدة المتمثل في شخصه والذي يتطلب منه أن يساهم في طرح وجهات النظر في طريقة إعداد الحكومة وليس ان يفرض آرائه القادمة من قبل دول الجوار عن طريق فرض بعض الوجوه السياسية التي لا تمتلك القاعدة الجماهيرية المتكاملة ذات التاريخ النظالي في مقارعة السلطة السابقة في العراق على ارض الواقع ؛ بل نستطيع أن نقول إنها جائت من فراغ وليس من بين كتلة جماهيرة حالمة .. وفي الوقت نفسه نرى إن غالبية المهتمين أو الذين يدافعون عن وجدوهم الذاتي داخل أروقة الدوائر العراقية أو حتى من قبل قوات التحالف ليس لهم هنالك اي أهتمام خاص في موضوع الملف الامني الذي يعتبر من أهم كل الخطوات التي يسيرون بها والتي هي من المؤكد ليس أكثر من ذر الرماد في العيون لغرض ان يقول البعض أن للعراق حكومة مستقلة وهي المسؤل الجديد عن مشروع البناء الامني الذي تجردت منه قوات التحالف نتيجة لتشابك خطوط الارهاب في العراق والتي عجرت عن ردعه بكل السبل المتاحة لديها وفق ما نراه ونسمع عنه ..
وفي تقديري هنا أود أن أقول : أن نشوء حكومة تفتقر القدرة على صنع القرار الامني في ظل هكذا أوضاع سوف يجهض الجنين العراقي قبل ولادته بسبب الاستعجال في لملم الامر بشكل غير موضوعي ؛ هو عبارة عن اعتراف صريح لعجز الدوائر صاحبت القرار في المشروع السياسي العراقي ؛ سواء من قبل اعضاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق أو من قبل حكومة الرئيس جورج بوش الابن الذي أراد بتشكيل هذه الحكومة التي لملمت بهذا الشكل ؛ ليس سوى ؛ ذر رماد في العيون في مثل هكذا ساعة مظلمة سوداء..

#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل