المسيح يصلب مرة أخرى في سجن أبو غريب الأمريكي..!!

سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 824 - 2004 / 5 / 4 - 08:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يتضح أن فلم آلام السيد المسيح الذي عرض مؤخرا في دور السينما العالمية والذي حقق أرباحا خيالية ؛ أثر نفسيا على قتلته . والذي تناسب عرضه مع الأحداث التي تكشفها هذه الصور لتقاربها الزمني ونوعية القتل والتعذيب والاغتصاب الجنسي الذي مورس ضد السيد المسيح والحواريين؛ حيث قتلت المسيح هم نفس هؤلاء الذين قاموا بهذه الإعمال ألا إنسانية في تشوهيه صورة الشخصية العراقية والتي تتقارب مضامينها مع أخلاقية وسلوكية صدام حسين حينما كان يمارسه ضده كل من يعارضه أو حتى الأبرياء منهم من العراقيين قبل عمليات( تحرير العراق ..!!) وفي نفس المكان الذي التقطت فيه هذه الصور المخزية .
لم تتوقف أقلام الكتاب العراقيين وأنا من هؤلاء الذين أخرجنا زاعافنا من القلوب ؛ عندما قامت مجموعة من أهالي الفلوجة بحرق جثث المقاولين المدنيين الأربعة وسحلهم في شوارعها ؛ قلنا وقتها أن هؤلاء رعاع همج متخلفين وهذه السلوكية التي قاموا بها من خلال هذا العمل المشين هي نتيجة حتمية لما غرسها بهم صدام حسين وحزبه المجرم طيلة الخمسة والثلاثين عاما من حكمه والتي أثمرت هكذا سخفا وتخلفا والتي تتعارض مع قوانين الأرض والسماء في حرمة الموتى..!! ولكن ماذا نقول ويقول الزملاء الكتاب عن هذه الأعمال المخزية بحق هؤلاء العراقيين التي قامت بها قوات بوش وليس جنود صدام حسين وحزبه الفاشي هذه المرة.؟! حيث لم اقرأ أي تعليق لأي كاتب من الكتاب أو أي حملة تنديد مثل ما رأينا ووقعنا عليها وما أكثرها .؟!! ولكن يتضح أن موضوع العلم العراقي الجديد أخذ وقتهم وسرق نظرهم نتيجة البحث المتواصل في عقولهم من أجل العثور على شيئا يدينون به هذا العلم الذي أصبح قميص عثمان على رؤوس أعضاء مجلس الحكم العراقي ؛ وبالمناسبة أنا من المعارضين لهذا ( البيرغ) الغريب العجيب .! ولكن يتضح أن آلام المسيح وحواريه أخذت تخرج من جديد في سجن أبو غريب ؛ نتيجة لما حدث من هوس وإثارة للعواطف داخل صالات عرض الفلم مما عكس سلبا على العراقيين الذين أصبحت وجوههم تتقارب مع هموم الحواريين ونبيهم العراق على أيدي قتلة المسيح الأول . وليس هذا كل شيء عن هؤلاء الذين يقبعون داخل السجون العراقية الجديدة بل هنالك الكثير من الأسرار التي أخفيت عن الرأي العام حول ممارسة بعض جنود قوات الاحتلال والتي أخفيت لغرض في نفس يعقوب ؛ ولكنها سوف تطرح في يوما قريبا .. يعلم البعض أن أسباب عرض هذه الصور ليس كما يتصوره الباقون من أن الذين قاموا بنشرها هم أصحاب الضمائر الحية والإنسانية الراقية التي طالبت بها ديانات السماء أو أصحاب المثل العليا ؛ بل عرضت لغرض سياسيا أريد بها ؛ خاصة وأن حكومة بوش على أبواب الانتخابات الرئاسة الأمريكية الجديدة الأمر الذي دعا أن تنشر هذه الصور بهذه الطريقة المعلنة من قبل الطرف الآخر من الحملة الانتخابية . في وقت لم تتوقف النار التي صبها الأمريكان على مدينة الفلوجة مساومين أهلها بتوقفها في حالة تسليم الرعاع الذين مثلوا في جثث الأمريكان الأربعة. ولكن من الذي يطالب الأمريكان الآن بتسليم هؤلاء الذين قاموا بتعذيب العراقيين بهذه الطريقة الوحشية التي لا تتناسب مع القانون الدولي وحقوق الإنسان والتي تعتبر من جرائم الحرب؛ لكي نؤمن بعدها أنه هنالك خلق إنسانية هي التي دعت هؤلاء من القدوم لتحرير شعبنا مثل ما ادعوا في وقت اختلطت فيه أوراق البعثيين مع أوراق التحرير التي جاءت بها الولايات المتحدة وبريطانيا . وحتى أوراق بعض الكتاب العراقيين الذين أطالبهم أن ينددوا بهذه المواقف ألا إنسانية التي نراها من خلال هذه الصور والتي تعكس خساسة ونذالة وكذب وزور هؤلاء ؛ والذي من الممكن جدا أن ننقلب بسببها على أنفسنا وقناعاتنا إلى الضفة الأخرى نتيجة لما يحز بداخلنا من خزي وعار يدعونا أن نقف ضد هذه الممارسات التي وقعت لإخواننا الذين نرى صورهم هذه .!!.
قد يقول البعض أن هنالك أخطاء تحصل نتيجة الحروب وعدم الرؤيا الواضحة عن هؤلاء الأسرى وهذا تصرف فردي وليس ناتج عن السياسة الأمريكية في العراق؛ ولكن هذا الأمر تقابله صورة أخرى حدثت نتيجة إحراق جثث الأمريكان وأن هؤلاء لم يأخذوا جانب الرؤيا وعدمها ؛ بل طالبوا وما يزالوا برد الاعتبار لهؤلاء المقتولين ؛ وعليه يجب علينا وبقوة هذه المرة أن نطالب برد اعتبار لهؤلاء العراقيين حتى وأن كنا نختلف معهم في كل شيء ؛ ولكي أن نجعل من الحق والقانون أسس الحياة الجديدة لنا بعد أن سلبه منا ( الأخوة الأعداء البعثيين ) الذين نرفض أن تمارس ضدهم مثل ما مارسوها ضدنا ؛ بل وعلينا أن نقول أن هنالك سيادة للقانون وهو الذي يقتص منهم أعمالهم الإجرامية التي مارسوها كي لا نعيش في غابة تسكنها الوحوش ولا يمثلها القانون . أن ما وقع لهؤلاء العراقيين الذين شوهوا بهذه الطريقة التي تجاوزت بها الأخلاق والقوانين والدساتير والتي لا تختلف عن ممارسات حزب البعث وصدام حسين في حق أهلنا ؛ علينا أن نقف هذه المرة بحزم واضح من هذه الممارسات التي تمارس في العراق حتى ننقذ الحواريين من القتل مرة أخرى في سجن أبو غريب الأمريكي.!!

#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات